يصفها البعض بهرمون السعادة، والكثير يرى أن رياضة سباق السيارات أحد أجمل الرياضات وأكثرها متعة على مستوى العالم، فهي تخفف من الإجهاد النفسي والذهني الذي تسببه ضغوط الحياة، وتحقق متعة لامتناهية.
لذلك تابع الملايين من عشاق رياضة السيارات في الشرق الأوسط «نهائي» أول برنامج تلفزيوني واقعي على منصة «شاهد»، لرياضة السيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة من «الفطيم للسيارات»، حيث تم تكريم أربعة متسابقين نجحوا في الوصول إلى النهائي بعد التغلب على آلاف المتقدمين وتجاوز تحديات قاسية خلال أسابيع عديدة، لتطوير مجتمع رياضة السيارات في المنطقة وتعزيز إرثها في هذه الرياضة والذي يمتد لخمسة عقود من النجاحات في بطولات العالم للراليات والفورمولا.
وشهدت الدورة الأولى من مبادرة «الفطيم تويوتا»، والتي جمعت عشاق القيادة على الطرق الوعرة وهواة رياضة السيارات، 1200 طلب مشاركة، واختارت الأكاديمية 150 متقدماً لبرنامج تطوير مهارات السائقين الأول من نوعه.
حاورت كل الأسرة الفائزين براندن هانكوك، المقيم في دبي، بلقب سفير «الفطيم تويوتا»، جازو ريسينغ، لسباقات الطرق الوعرة لعام 2023، وكذلك نور داوود (المركز الثاني) وأكسانا يوردانوف (المركز الثالث) ونيكولاس جوندارد (المركز الرابع):
منسقة الأدوار الخطيرة الأولى في الشرق الأوسط
نور داوود، هي أول متسابقة انجراف (دريفت) في الشرق الأوسط، «نشأت في فلسطين وتدربت على هذه الرياضة في شوارعها المحاطة بالأسوار، تعلمت التغلب على مختلف أشكال العوائق والتحديات، وتمكنت خلال تسع سنوات، بفضل حرصي على الدقة، من ترسيخ مكانتي بصفتي السائقة ومنسقة الأدوار الخطيرة الأولى في الشرق الأوسط لمختلف الإعلانات التجارية والأفلام والفيديوهات الموسيقية والفعاليات الحية. وقد حرصت على تعزيز مهاراتي من خلال الدراسة في أكاديمية Campus Univers Cascade الفرنسية والمتخصصة بالتدريب الاحترافي على تقنيات تأدية الأدوار الخطيرة. واكتسبت خلال دراستي كفاءة في أدوار السقوط العالي والاحتراق والأدوار التي تستخدم فيها الحبال وتصميم المشاهد القتالية».
مهارات خاصة قادتها للتفوق
وحول سبب تفوقها في المسابقة تقول نور «أمتلك خبرة في تجهيز الأنظمة اللازمة من أدوات وحبال لتأدية الأدوار الخطيرة، الأمر الذي يمنحني فهماً أفضل للمجال، وأولوية في مختلف الأعمال التي تحتاج لهذا النوع من الخبرات. إذ تنطوي مهنتي على إجراء المقابلات، فضلاً عن الأنشطة البدنية والقيادة، لذا استمتعت بتجربتي في الأكاديمية، حيث أظهرت لي حدود قدراتي، والمجالات التي يمكنني تحسين أدائي ومهاراتي فيها، واليوم بعد تفوقي في الأكاديمية أعيش حلمي من خلال عملي في مجال تأدية الأدوار الخطيرة على مستوى العالم، والمشاركة في سباقات الانجراف المحلية والعالمية».
تحديات السرعة والقدرة على تحمل الصحراء
أما براندن هانكوك، من جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، فهو يعشق عالم السيارات، ويحمل على عاتقه مهمة تعريف مزيد من الأشخاص بهذه الرياضة «أعتبر قدرتي على تكوين الصداقات ورسم الابتسامة على وجوه الناس من حولي من أهم مهاراتي، وإضافة إلى ذلك، شكل الحفاظ على الإيجابية والثقة بالنفس طوال المنافسة جانباً في غاية الأهمية، فقد تضمنت التحديات تمارين رياضية لاختبار القدرة على التحمل والمنافسة. أما التدريبات الإعلامية، فقد كانت تحدياتها مختلفة، إذ كان علينا تخمين الأسئلة التي ستطرح علينا وأفضل طريقة للإجابة عنها أمام الكاميرا، مع الحفاظ على موقف إيجابي وابتسامة واضحة. وانتقلت التحديات بعد ذلك إلى اختبار السرعة والقدرة على التحمل في الصحراء، حيث توجب علينا قيادة تويوتا لاند كروزر واستخدام خريطة للتخطيط لأفضل طريق في الوقت نفسه، مع الحفاظ على سرعات محددة لضمان التحكم بالسيارة».
ويتابع هانكوك «ساهمت مشاركتي بالأكاديمية في تعزيز ثقتي بنفسي إلى حد بعيد على الصعيدين الشخصي والمهني، كما أكسبتني القدرة على الإيمان بنفسي وبقدرتي على بلوغ أعلى المستويات، لذلك أخطط لإخبار الجميع عن أكاديمية تويوتا لرياضة السيارات لزيادة الاهتمام بهذه الرياضة الرائعة. وأرغب برؤية مزيد من السيدات في التحدي وفي رياضة السيارات بشكل عام، إذ أعتقد أن المساواة هي إحدى أهم الركائز لنمو هذه الرياضة في المستقبل».
شعرت بالملل فاشترت سيارة للطرق الوعرة
أما أكسانا يوردانوف، التي تعمل طبيبة بيطرية، فقد تحدثت عن الشغف والمتعة في مهنتها على الرغم من تقلباتها، «لطالما كنت طفلة نشطة ومحبة للرياضة، ولا سيما الجري وكرة القدم، ودخلت مؤخراً عالم رفع الأثقال والتدريب الدائري، الأمر الذي منحني أفضلية كبيرة للتأهل في الأكاديمية، حيث شكلت اللياقة والقوة جزءاً كبيراً من نظام النقاط. وكنت أرافق زوجي منذ سنوات قليلة عندما بدأ بالقيادة على الطرق الوعرة، وفي البداية، شعرت بالملل للركوب في مقعد الركاب، لذا اشتريت سيارتي الخاصة للطرق الوعرة. وكانت بدايتي بطيئة لأنني ركزت على القيادة بطريقة آمنة إلى أن تعودت على هذا النمط من القيادة، لتتحول بعدها إلى هواية رائعة وملأى بالمغامرات والمناظر الطبيعية الخلابة، حيث اختبرت الكثبان الرملية الشاهقة في الشارقة وسويحان وليوا».
مواجهة الشعور بالخوف
وعن الجانب المتعلق بالإعلام ترى أكسانا أنه الجزء الأصعب في المسابقة، «لقد وجب علينا إجراء المقابلات بصفتنا ضيوفاً وإعلاميين للنجاح في التحدي. ووجدت ذلك صعباً في البداية، إلا أن ثقتي بنفسي زادت بفضل التدريبات الإعلامية التي خضعنا لها مع فرانسوا. وقد أحببتها على الرغم من القلق وعدم معرفة المفاجآت التي تنتظرني كل أسبوع. وكان الجميع ودودين للغاية، بدءاً من الإدارة ووصولاً إلى لجنة التحكيم والمتسابقين الآخرين، مما جعلني أشعر براحة كبيرة، إذ يجب التعامل مع الشعور بالخوف ومواجهته لتحقيق النمو وتعزيز الثقة بالنفس. ولم يكن طريق أكاديمية تويوتا لرياضة السيارات سهلاً، حيث اضطررت للخروج من منطقة راحتي، لكن في نهاية المطاف شعرت بالسعادة وكنت فخورة بإنجازاتي».