5 فبراير 2023

د. باسمة يونس تكتب: مجتمع المراهقين

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية

كاتبة إماراتية، دكتوراه في القيادة التربوية. أصدرت (10) مجموعة قصصية، (4) روايات،(12) نص مسرحي وعدة أعمال درامية وإذاعية .حاصلة على أكثر من( 22 ) جائزة في مجالات الرواية والقصة والمسرحية.

د. باسمة يونس تكتب: مجتمع المراهقين

أظهرت إحدى الدراسات كيف حلت وسائل التواصل الاجتماعي محل الكثير من الأشخاص والأماكن في مجتمع المراهقين، فهي عدا عن دعمها تواصلهم الفوري مع الآخرين تسهل مشاركتهم حياتهم من خلال نشر الصور ومقاطع الفيديو وتحديثات الحالة التي تحدد من يكونون وتقوض أو تعزز ثقتهم بأنفسهم.

وبحثت الدراسة أيضاً في كيفية قيام هؤلاء المراهقين بالتوفيق بين ما أصبحت عليه هذه الوسائل كأداة أساسية للتواصل والحفاظ على العلاقات والإبداع ومعرفة المزيد عن العالم بينما عليهم التعامل مع المزيد من الجوانب السلبية التي تظهر من خلال استخدامها مثل ارتفاع درجة الدراما والتنمر أو الشعور بالضغط لاضطرارهم تقديم أنفسهم بطريقة معينة ترضي الجمهور ولا تجلب عليهم ضرراً.

واتفق الجميع على أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت العمود الفقري لمجتمع الشباب فهم ينشرون عليها إنجازاتهم الخاصة أو عن أسرهم أو مشاعرهم أو مشاكلهم الشخصية أو معتقداتهم الدينية أو السياسية أحياناً. ورغم وجود الاختلافات في الموضوعات التي يشاركونها اتفقوا على أنهم يتخلون تدريجياً عن نشر الصور الذاتية والتي يعتقد البعض بأنها الأكثر شيوعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بينما تنشر الفتيات صورهن أكثر من الأولاد.

ويعتقد المراهقون عموماً أن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها تأثير إيجابي جداً في جوانب مختلفة من حياتهم وشخصياتهم، فهي ساعدتهم على تعميق الصداقات والشعور بأنهم أصبحوا أكثر ارتباطاً بما يجري في حياة أصدقائهم ومن حولهم، ويتساوى استخدامهم لها مع المشاعر الإيجابية لأنها تربطهم بشكل أفضل بمشاعر أصدقائهم والاندماج معهم في يومياتهم وحصولهم على أشخاص يدعمونهم في الأوقات الصعبة ومكان يمكنهم من إظهار الجانب الابداعي لديهم، ويشعرهم بمزيد من الاندماج والثقة بدلاً من الاستبعاد وعدم الأمان على الرغم من شعور البعض بالإرهاق بسبب كثرة الدراما على هذه المواقع.

ومع أن عدداً كبيراً من المراهقين لديهم تجارب إيجابية لكن هذا لا يلغي وجود سلبيات ذكرها البعض مثل الدراما التي يثيرها الآخرون أو الشعور بالضغط لتقديم أنفسهم بطريقة معينة تشعرهم بالإرهاق لأنهم يريدون نشر المحتوى الذي يجعلهم يبدون بصورة جيدة للآخرين أو يفكرون ما إذا كانوا سيحصلون على الكثير من التعليقات أو الإعجابات ويعتقدون أن تأثيرها سلبي لأنها تجعلهم يشعرون بسوء حيال حياتهم إن لم يتمكنوا من تحقيقها.

ويمكن أن تتدهور الصداقات التي تصل إلى درجة حذف الأشخاص أو إلغاء المتابعة لأنهم يخلقون الكثير من الدراما أو لأن هذا الشخص نشر كثيراً أو كثيراً جداً أو لأنه يتصرف على الإنترنت بشكل مختلف عن التعامل الشخصي أو ينشر آراء سياسية يختلفون معها والفتيات أكثر نشاطاً وأسرع من الفتيان في الانفصال عن الآخرين.

وترى الأغلبية أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعدهم في التحدث إلى مجموعة متنوعة من الناس ويعتقد عدد أقل أنها تساعدهم في العثور على معلومات جديرة بالثقة وعلى توسيع وجهات نظرهم والمشاركة في القضايا التي يهتمون بها والتفاعل مع أشخاص من خلفيات مختلفة.

ويعمد عدد قليل من المراهقين لتقييد الوصول إلى منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لمنع آبائهم أو غيرهم من الناس من رؤية المحتوى الذي ينشرونه كي لا يؤثر فيهم سلباً في المستقبل.

 

مقالات ذات صلة