حين يواجه أطفالنا سخرية رفاقهم وإهاناتهم وعنفهم أو ابتزازهم، يكون من الصعب جداً معرفة كيفية التصرف. ولا تكمن الإجابة دائماً في إبلاغ المدرسة أو اتخاذ إجراءات قانونية لأننا قد نضع الطفل في وضعية الضحية العاجزة.
لكن ماذا لو علّمناه كيف يواجه بطريقة صحيحة وذكية وفعالة مختلف أشكال التنمّر التي قد يتعرض لها؟
في كتابه "كيف تساعد طفلك على التخلص من التنمّر المدرسي؟" يقدم د. فيليب آيم آلية مواجهة التنمر في المدارس:
كتاب "كيف تساعد طفلك على التخلص من التنمّر المدرسي؟"
يصعب علينا أن نتخيّل ألم الأطفال الخاضعين للتنمّر، وكم يمكن أن يتأثروا به ويكتئبوا ويقلقوا ويشعروا بالعجز بعد أيام فقط على بداية هذه المحنة. يقابل ألم الطفل ذاك الذي يشعر به ذووه، يضاف إليه غضبهم ومختلف الحلول التي يلجأون إليها بنجاحات متفاوتة، ليستسلموا أحياناً وينقلوا الطفل إلى مدرسة أخرى.
التنمّر الذي نتحدث عنه لا يشمل الاعتداءات الجسدية المؤذية، بل هو عبارة عن تلك الهجمات الصغيرة المتكررة والجارحة التي تسمم حياة الطفل. صغيرة لأنها كثيراً ما تكون غير إجرامية، ومتكررة لأن ثمة أجواء سامة في العلاقة تحيط بها وتجتاح الضحية التي تصبح فريسة انفعالاتها وهي:
- الحزن: لأن الآخرين ينظرون إليها بهذه الطريقة ولأنها تشعر أنها ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها
- الغضب: ضد كل من يؤذيها ومن لا يحميها وضد نفسها وأحياناً ضد الكوكب بأسره
- الخوف: من أن يكون المعتدون على حق وأن يعاودوا الكرة بشكل أسوأ وألا يتوقفوا أبداً
- الإحساس بالعار
ثمة وسائل لمواجهة التنمّر، والشائع منها ثلاث:
- تغيير طبيعة المؤسسة المدرسية لتحويلها إلى مجتمع مصغّر خالٍ من التنمر
- تغيير المتنمِّر نفسه حتى يتوقف عن سلوكه
- تغيير ضحية التنمّر حتى يدافع عن نفسه ويهاجم بدوره
تحمل كل من هذه المقاربات أفكاراً جيدة، لكن تعتريها نقاط الضعف وتتسم بحدود تجعلها أحياناً غير مفيدة.
هذا لا يعني أننا محكومون بالفشل إزاء التنمّر. الطفل الضحية ليس مذنباً لأنه يتعرض للتنمّر وهو يملك القوة التي تمكنه من الخروج من وضعه إذا ما وفرنا له الأدوات المناسبة. إذا كنا نود أن ننمي مرونة أطفالنا يجب أن نعطيهم الفرصة لمواجهة المصاعب. وإذا كنا نريد أن نزيد ثقتهم بأنفسهم يجب أن نبين لهم أنهم قادرون على حل العديد من المشاكل بأنفسهم بدل أن نتدخل مكانهم.
وإذا كنا نريد أن نزيد من كفاياتهم الاجتماعية يجب أن نتركهم يختبرون علاقاتهم بما فيها تلك التي لا تتفق مع ما نريده ونقودهم حتى يفعلوا هذا بدل أن نفعله عنهم. وإذا كنا نريد لهم أن يخرجوا من العنف يجب أن نعلمهم كيف يكونون الأقوى بطريقة تُحِلّ السلام في علاقاتهم ولا تزيدها نزاعاً.
إذا كنا نود أن ننمي مرونة أطفالنا يجب أن نعطيهم الفرصة لمواجهة المصاعب. وإذا كنا نريد أن نزيد ثقتهم بأنفسهم يجب أن نبين لهم أنهم قادرون على حل العديد من المشاكل بأنفسهم
لكن ما ننصح به لا ينفع في حال الاعتداءات التي تسبب أضراراً جسدية، حيث يتعيّن على الكبار أن يتدخلوا، بل تلك التي تتسبب بأضرار نفسية وحسب. بعض الأفكار التي نطرحها قد تبدو لكم مدهشة أو غريبة وبعضها الآخر بسيط وبراغماتي.
اقرأوها وتخيّلوا أنفسكم وأنتم تطبقونها.
القاعدة الأولى: معرفة السبب الوحيد الذي يؤدي إلى حدوث التنمّر
يتعرّض المرء للتنمر لسبب واحد أوحد وهو لأن التنمّر ناجح. وسيتوقف حينما لا يعود ناجحاً. الكل قد يكون ضحية اعتداء، ولكن ما الذي يحوّل الاعتداء إلى تنمّر، إي إلى اعتداء متكرر ودائم ومتزايد؟ هو يصير كذلك لأنه بلغ هدفه، أي لأنه أصاب ضحيته وآلمها، لذا يشعر المتنمّر بالانتصار والقوة ويزيد الضحية ضعفاً فتجتمع الشروط المؤاتية لتكراره.
القاعدة الثانية: المبادلة والقاعدة الذهبية
نحن نميل إلى معاملة الآخرين كما يعاملوننا، نكون لطفاء مع اللطفاء ولئاماً مع اللئام. وحين يعتدي شخص علي أرغب في الاعتداء عليه ومعاقبته. وهذا يعني أنه تمكن من إصابتي. لا أصغي إلا لغريزتي وأتصرف معه كما يتصرف معي أي كعدو فأدخل معه في حلقة مفرغة. ما العمل بالتالي؟ الجواب هو تطبيق القاعدة الذهبية: يجب أن نعامل الآخرين كما نحب نحن أن يعاملونا.
هذه هي القاعدة التي تسمح بربح المعركة، وقد جاءت مختلف الديانات على ذكرها بطرق وأشكال متنوعة. ولكن على مستوانا سنقول إنها قاعدة اللعبة الأساسية، وقد كتبت لا لتطبق فقط على أصدقائنا، لأن تطبيقها مع الأصدقاء طبيعي وعفوي، بل لتطبق على الناس الذين يعاملوننا بشكل سيء حتى يتوقفوا عن هذه المعاملة.
إليكم المفتاح: إذا ما عاملني شخص بطريقة شريرة كعدو وعاملته أنا بلطف كصديق، ما الذي سيجري؟
تركيبته النفسية الأساسية، وهي التبادل المكتوبة في جينات البشر، ستجعله فريسة صراعين:
الأول هو أنه يجب أن يصارع حتى يظل شريراً وسيصير هذا الصراع في داخله أشد قوة حين يود أن يكون شريراً مع شخص لطيف! والثاني هو أنه سيصارع نفسه حتى يحاول ألا يصير لطيفاً، ومن الصعب ألا تكون لطيفاً مع شخص لطيف!
في النهاية سيصعب عليه أكثر فأكثر الاستمرار في شره إزاء شخص يبقى هادئاً ولطيفاً ومهذباً أو مبتسماً.
الأمر متعب وغير مسلٍ ومزعج بالنسبة إلى المعتدي. وعليه أن يجاهد أكثر فأكثر لذا يتوقف عن اعتداءاته. إن استخدام قاعدة التبادل لمصلحتنا كقاعدة ذهبية يعطينا من دون جهد ولا عنف أسلحة مختارة في المعركة الكلامية.
القاعدة الثالثة: لا وجود لجهاز تحكّم عن بعد بأدمغة الآخرين
التنمّر ينجح لأن الكلام يزعجنا ويجرحنا ويصيبنا في العمق. وهذا الانزعاج هو انعكاس لرغبتنا في ألا يقول الآخرون ما قالوه وهو انعكاس لخيبتنا وحزننا وألمنا لأنهم يستمرون في قوله. كل الأشخاص ضحية التنمر يرغبون في ألا يحكى عنهم بالسوء وألا يظن بهم بالسوء. وكم نرغب في امتلاك جهاز تحكم عن بعد لنسيطر على أدمغة الآخرين ونجبرهم على التفكير بالخير بنا! لكن هذا مستحيل.
في المقابل، نحن ننسى أن المتنمّر لا يمتلك كذلك جهاز تحكم عن بعد يستطيع به أن يشعل غضبي، ويكفي أن أكرر في داخلي «من حقه أن يقول أو أن يفكر بالطريقة التي يريدها حتى لو أني لا أوافقه الرأي»، حينئذ ننزع سلاح المعتدي وسيتوقف عن اعتداءاته بعد ملاحظات قليلة، أضف إلى هذا أني سأشعر بحرية داخلية وبإزاحة ثقل عن كاهلي.
إمنحوا الآخرين الحق بالتفكير بالطريقة التي يريدونها، لا تستطيعون السيطرة عليهم، لذا كفوا عن المحاولة. وعلموا الطفل التمييز تماماً بين ما هو ممنوع وخطير ويجب وضع حد له، وهو الاعتداء الجسدي، وبين ما هو مزعج نفسياً.
القاعدة الرابعة: المرونة النفسية وهي قاعدة شعورية
المرونة كلمة تستخدم أساساً في فيزياء المعادن وهي تعني قدرة المعدن على استعادة شكله الأساسي بعد تعرضه لصدمة. وعند تطبيقه في علم النفس يصير القدرة على تخطي صدمة نفسية وإعادة بناء النفس بعدها.
المرونة الانفعالية هي تلك القدرة على ترميم النفس بالنسبة إلى الانفعالات التي تشعر بها. وهي القدرة على مواجهة المحن من دون أن نغرق فيها أو أن تسيطر الانفعالات علينا وهي القدرة على العودة إلى حالة انفعالية مستقرة أو على المحافظة عليها.
يمكننا أن نتخطى أثر الكلمات على مشاعرنا ويمكننا أن نقرر أن الكلمات لن تجرحنا وأنها لا تملك القدرة التي تنسب إليها. الطفل أو الكبير الذي تسيطر عليه انفعالاته سيظهرها بشدة ويرسل إشارة مكافأة إلى المعتدي وهي أنه نجح في اعتدائه. ولكن حين نقرر ألا نغضب أو نبين أننا قد جرحنا ونقرر أن نبقى هادئين ونتركه يمارس بحرية ما يريد التعبير عنه، تتغير قوانين اللعبة تماماً.
ليس المطلوب التجاهل. كثيرون من ينصحون بالتجاهل قائلين «اتركهم يتكلمون ولا تهتم بهم» هذه طريقة لن تنجح. في الحقيقة الأطفال الذين يحاولون أن يمارسوا اللامبالاة ليسوا مبالين حقاً، هم يتظاهرون بذلك وقد يفسر المعتدي موقفهم على أنه خنوع ليواصل اعتداءاته. المطلوب هو طريقة ناشطة وليس سلبية. وإذا كان الأمر صعباً في البداية ويتطلب بعض الجهد لكن ستنغرس هذه الأفكار تدريجياً في عقل الطفل ليسهل عليه أكثر فأكثر ألا يشعر بالإصابة حقاً وأن يمارس المرونة الانفعالية.
والمذهل في المسألة هو أننا لا نحتاج إلى استراتيجيات معقدة للتمكن من ذلك، هي مجرد مبادئ بسيطة، بضع جمل وقليل من المثابرة ستعلمنا ببساطة ما العمل حتى لا نشعر ولا يشعر الطفل بالإصابة ولا يكون شخصاً قابلاً لأن يصير ضحية. وفي النهاية إن لم يكن هناك ضحية لن يكون هناك شخص قابل للتنمّر عليه وستنتهي العملية عند هذا الحد.
هذا هو الهدف وهذه هي اللعبة، اكتساب القوة الحقيقية عبر «لعبة الغبي»
ما هي «لعبة الغبي»؟
هي لعبة ذات أدوار واضحة تمكن الطفل من فهم القواعد التي جئنا على ذكرها سابقاً. ومن الضروري القيام بلعبة الأدوار بأي ثمن لأن الطفل يحب اللعب ولا يحب الدروس النظرية أو الأخلاقية ولا يحفظ منها شيئاً، ولأن ما يعيشه هو تجربة اجتماعية والتجربة تتضمن مشاعر، أما اللعبة فهي تمكنه من عيش هذه المشاعر مجدداً وتجعله يلتقط طريقة السلوك المناسبة من دون أن ينساها.
خلال اللعب، استعمل لغة بسيطة وتجنب كلمات «تنمّر، متنمّر، معتدي، ضحية»، تحدث عن «رابح وخاسر» والطفل يحب الربح وعن «صديق وعدو» لأن الطفل يحب أن يكون له أصدقاء. مخطط اللعبة هو كالتالي: لعبة الأدوار بحد ذاتها.
في مرحلة الاستكشاف نسأل الطفل أولاً عن الوضع الذي يعيشه عبر طرح خمسة أسئلة أساسية:
- أخبرني عما يزعجك؟ لتتعرفوا إلى السياق وإلى مكان التنمر وعدد المتنمرين من أجل أن تردوا بطريقة مناسبة.
- ما الذي يفعلونه لإزعاجك؟ لتستعلموا عن الطريقة التي يجب أن تقلدوا فيها المتنمرين خلال اللعبة وأي نوع من التنمر هو حتى تردوا بطريقة مباشرة.
- لماذا يفعلون هذا برأيك؟ لتتعرفوا إلى ما يفكر به الطفل والذي يمنعه من التقدم والمواجهة بالشكل الصحيح.
- ما الحلول التي جربتها لجعلهم يتوقفون عن مضايقتك؟ حتى تتمكنوا من «تقليد الضحية» عندما ستلعبون دورها في الجزء الأول من اللعبة.
- هل تريدهم أن يتوقفوا عن إزعاجك؟ من أجل جذب انتباه الطفل وفتح إمكانات الحل أمامه. فاللعبة لن تنجح إلا إذا كان الطفل موافقاً بحماسة على القيام بها.
في مرحلة التعاطف تبيّنون للطفل أنكم تشعرون بصعوبة ما يواجهه وأنكم متعاطفون معه وتضعون أنفسكم في مكانه. ثم قوموا بتشجيعه وتأكيد قدراته من دون المبالغة أو التدليس.
في مرحلة إعمال العقل، هي مرحلة غير إلزامية لكنها تساعد على الفهم، يمكن أن نشرح للطفل أسس اللعبة، حيث يلعب الطفل في المرحلة الأولى دور المتنمّر والأب أو الأم دور الضحية الخاسرة أمامه، أما في المرحلة التالية يستمر الطفل في دور المتنمّر لكن الأب يبدل موقفه ويرد بطريقة أخرى وينجح في إسكات المتنمّر.
سواء فسرنا للطفل أم لا فإنه سيفهم كل المبادئ انطلاقاً من اللعبة ونشرح له أنها تتضمن مرحلتين.. نقول له:
«قاعدة اللعبة هي أنك ستقوم بتوجيه الإهانة لي وسأحاول أن أمنعك، ستلعب دور الشرير الذي يزعجك وأنا سألعب دورك، لذا قلْ لي ما يقولونه لك وأنا سأقول لك ما تقوله لهم علّني أتمكن من إيقافك. لكنك لن تتوقف لأنك ستكون مثل هؤلاء الأشرار وتريد الاستمرار، وفي حال استمررت تكسب اللعبة وفي حال تمكنت من إيقافك تخسر اللعبة. ولا تقلق، مهما قلت لي لن أغضب منك، هذه مجرد لعبة والمطلوب هو أن تلعب بكل قوتك».
في حال لم يتمكن الطفل من توجيه الشتائم إليكم، ساعدوه قليلاً بالحديث عن بعض نقاط ضعفكم البسيطة أو قولوا له أن يصفكم بالغباء. وإن ظل متحفظاً طمئنوه وأكدوا له مجدداً أنها مجرد لعبة ولن تغضبوا منه.
وسيكون دوركم أن تكونوا الضحية التي تحاول إيقاف المعتدي بقولها مثلاً «توقف! أنت شرير! لماذا تقول هذا؟ سأخبر أهلي أو المعلمة...» أو الضحية التي تعبر عن غضبها بالقول «سأغضب منك! انتبه على نفسك!» وحاولوا أن تكونوا مدعاة للسخرية بحركات دفاعية، وكلما سخر الطفل منكم وضحك كلما كان هذا أفضل. ومن المهم ألا تهينوا الطفل ولا تحولوا اللعبة إلى سباق شتائم، فالمرحلة الأولى هدفها أن يربح الطفل ويشعر قليلاً بما يشعر به المعتدي عليه، أي عليكم أن تحاولوا إيقافه وليس الانتصار عليه.
عندئذ سيستعيد الطفل بعضاً من ثقته بنفسه وسيكتشف أنه من السهل شتمكم وأن الشتائم ناجحة وكلما حاولتم إيقافه استمر في شتمكم وإذا أبدى ارتياحه وضحك فهذا ممتاز. وبعد فترة من الأخذ والرد تعترفون بخسارتكم وتقولون «حسناً، أنا أستسلم، أنت فعلاً قوي...» وفي هذا الجو من الانتصار الذي حققه الطفل والاعتراف بكفايته سيكون أكثر انفتاحاً على ما سيكتشفه في المرحلة الثانية من اللعب.
لكن من المهم جداً إنجاز المرحلة الأولى قبل المرور بالمرحلة الثانية لأن الطفل لن يتمكن منها طالما كان يحس أنه في وضعية الضحية.
في المرحلة الثانية عليكم باعتماد موقف هادئ ومسترخٍ، أنتم الآن لا تأبهون لا لشتائم المتنمر ولا تشعرون بالغضب منه ولا بالكراهية، بل تبتسمون له بمودة حتى وهو يوجه لكم الشتائم، مثلاً:
- أيها التافه!
- آه، حقاً، هل تجد أني تافه؟
- نعم، أنت أتفه من التفاهة وغبي أيضاً!
- صحيح، كنت أود أن أكون ذكياً مثلك.
- يا تافه، يا غبي!
- نعم هذا ما قلته لي حسناً.
- أنت تتفق معي أنك تافه وغبي ومتخلف ؟
- حسناً، لست أدري، لكن باستطاعتك أن تقول ما تشاء.
- نعم، أنت متخلف، وملابسك مضحكة!
- ربما، أنا لا أملك الملابس الجميلة التي لديك.
- آه، حسناً، أنا لن ألعب معك.
- حسناً، كما تشاء.
- آه، حسناً...
- نهارك سعيد.
- إلى اللقاء.
عندها تسألون الطفل بطريقة ودودة إن كان يريد التوقف عن اللعب، وسيقول لكم إنه لم يعد لديه شيء يقوله، فتهنئوه بالقول إنه أجاد اللعب بالشكل المطلوب.
قد يصر بعض الأطفال على الاستمرار في اللعب وفي هذه الحالة يمكن أن تقولوا له «أنت قوي في الشتائم... أنا أكيد أنك قادر على الاستمرار طيلة النهار ولكن هل تشعر أنك تربح ؟» كلا بالطبع، هو يشتم ببراعة ولكنه يخسر لأن الشتيمة لا تصيب هدفها. وإن أكد الطفل أنه يشعر أنه يربح اسألوه «لو كان هناك أشخاص آخرون معنا هل سيظنون أيضاً أنك تربح ؟» أو «وهل تظن أنك تربح أكثر أو أقل من المرة الأولى؟».
وبعدها يمكن أن تشرحوا للطفل قائلين:
في المرة الأولى كيف تعاملت معك، كصديق أو كعدو ؟ (كعدو)
وفي المرة الثانية؟ (كصديق)
ومتى أحسست بالرغبة في التوقف عن الشتائم ؟ (في المرة الثانية)
بالطبع، من الصعب جداً أن نظل أشراراً مع شخص يعاملنا كأصدقاء.
كما يمكننا أن نقول له إنه قد يكون من الصعب عليه أن يحافظ على هدوئه، لكن يمكنه أن يتظاهر بالهدوء في البداية ثم بعد فترة سيكتسب هذه العادة. ويمكن أن نقول له إننا نفهم أنه لا يرغب في أن يكون لطيفاً مع من يعتدي عليه وهو على حق فهم لا يستحقون اللطف، لذا عليكم أن تشرحوا له أن اللطف هو الذي سينزع كافة أسلحتهم ويجعلهم عاجزين عن الهجوم وهذا أفضل ما يمكن كرد انتقامي.