الموت يغيّب الممثل كارل وَذرز.. الملاكم الذي واجه سلفستر ستالون في "روكي"

حمل يوم الأول من فبراير نبأ وفاة كارل وذرز, الممثل الذي تميّز بحضوره كممثل مساند في العديد من الأفلام، من بينها سلسلة «روكي».

لم يأبه أبوللو كريد كثيراً للخطر الذي يمثّله روكي بالباو كملاكم.. «هل عليّ أن أقلق منه؟» قال لمحدّثه، لكن الذي حصل هو أن روكي المندفع لتسجيل البطولة في الملاكمة هو الذي انتصر، وبطل الملاكمة كريد، هو الذي هُزم، وذلك في الجزء الأول من «روكي»، الفيلم الذي بنى شهرة ستالون سنة 1976.

وُلد كارل وذرز، في الرابع عشر من يناير سنة 1948، وتوفي خلال نومه، بعد حياة مملوءة بالأدوار في أكثر من 75 فيلماً، خلال 50 سنة.

بدأ التمثيل في السينما عام 1973 عندما أدّى دوراً صغيراً في فيلم من بطولة كلينت ايستوود، هو «ماغنوم فورس» (Force Magnum)، وبعد ثلاثة أفلام أخرى اختاره سلفستر ستالون لذلك الدور المهم في «روكي»، ثم كبر حجم أدواره تبعاً لحسن تمثيله في «روكي»، فظهر مع بيرت رينولدز في «شبه قوي» (Semi‪-Tough) وفي الفيلم الحربي «القوّة 10 من نافارون» (Force 10 from Navaron) سنة 1978.

عاد وظهر في «روكي 2» والجزأين الثالث والرابع، من هذا المسلسل، بعدما أصبح، حسب قصص تلك الأفلام، مساعداً بدل أن يكون مناوئاً لروكي بالباو.

خارج هذا الإطار، شاهدناه في «مفترس» (Predator) مع أرنولد شوارتزنيغر، كأحد أفراد القوّة التي تبحث عن وحش غريب يعيش في أدغال أمريكا اللاتينية.

هذا كله قبل أن يقود بطولة مطلقة في الفيلم البوليسي «أكشن جاكسون» (Jackson Action) الذي أخرجه سنة 1988، كريغ باكسلي. ورغم نجاح مقبول لهذا الفيلم، إلا أن كارل وذرز لم يقنع هوليوود بتسليمه أدوار بطولة أخرى، فعاد إلى تلك المساندة حتى آخر فيلم له، وهو «توي سيتوري 4» سنة 2019.

انتمى «أكشن جاكسون» إلى السينما التي عرفت باسم «بلاك إكسبلويتاشن» التي اندلعت في مطلع السبعينات بأفلام مثل «شافت»، و«كليوباترا جونز»، و«كوفي»، وهي أفلام أكشن من بطولة ممثلين أفرو-أمريكيين انتقلوا عبرها من أدوارهم الثانوية والصغيرة إلى تولّي البطولة.

إنها الفترة التالية لبزوغ نجم سيدني بواتييه، والمنتمية إلى فترة رتشارد راوندتري. رغم تصنيف جائر لفيلم «أكشن جاكسون» كفيلم استهلاكي أسود، إلا أنه حمل اختلافاً واضحاً عن سواه، من حيث إن شخصية بطله كارل وذرز كانت مختلفة، وأداءه جمع ما بين البطولة العنيفة والكوميديا، في مواقف ومشاهد متعددة.

أما «مفترس» (Predator) فكان فيلم أكشن من نوع آخر، العدو فيه وحش آتٍ من الفضاء، لا يمكن مشاهدته بالعين المجردة إلا بصعوبة. الاختلاف هنا عاد إلى حقيقة أن هناك اثني عشر فرداً من قوات خاصّة، مرسلة لمواجهة ذلك الوحش، والجميع، بمن فيهم وذرز، سيُقتلون خلال هذه المهمة المثيرة (باستثناء بطل الفيلم شوارتزنيغر طبعاً).
نعاه ستالون قائلاً: «أنا فخور بإني كنت جزءاً من حياته. حياتي تغيّرت نحو الأفضل بسببه».

كذلك فعل أرنولد شوارتزنيغر الذي كتب على إنستغرام «كارل وذرز كان أسطورة. رياضي مميز، وممثل رائع، وشخص عظيم. لم نكن نستطيع تحقيق «مفترس» من دونه».

خلفية وذرز التلفزيونية تضاهي تلك السينمائية. في الواقع بدأ حياته الفنية على الشاشة الصغيرة، وما ساعده على ذلك أنه كان نجم كرة قدم له حضوره الواثق في تلك المسلسلات التي مثّل فيها.

وذرز هو ثالث ممثل يرحل ممن ظهروا في أدوار مساندة في «روكي». أول الراحلين كان برجز مريدَث الذي لعب دور المدرّب العجوز لروكي بالباو، وتوفي سنة 1979.
الثاني كان بيرت يونغ الذي لعب دور شقيق الفتاة التي يحبها روكي، والذي يأمل بأن يكون مديره في المستقبل. هذا الممثل، الذي رحل قبل عام واحد، ظهر في العديد من الأفلام الأخرى، لكن «روكي» كان منصّة انطلاق له كما كان لكارل وذرز.