19 مارس 2024

"كيتجيت" مصطلح جديد على غرار فضيحة "ووترجيت".. ماذا يحدث حقيقة للأميرة البريطانية كيت؟

كاتبة صحافية

كل طرق الصحافة الشعبية تؤدي، لا إلى روما، بل إلى كيت ميدلتون، زوجة ولي عهد بريطانيا، الأمير وليام. وهي ليست الوحيدة المريضة في العائلة الملكية، بل هناك الإعلان عن مرض خبيث يعانيه حموها، الملك تشارلز الثالث. إن الشائعات تتكاثر كل يوم مثل الفطر. والتكتم الذي يلتزم به القصر، وشحّة المعلومات الحقيقية، والتلاعب بصورة للأميرة مع أولادها، كلها دفعت المجلات الشعبية إلى إطلاق مصطلح «كيتجيت»، على القضية، أسوة بفضيحة «ووترجيت» الشهيرة في واشنطن، والتي أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكي نيكسون.

ماذا فعلت كيت، أميرة ويلز، لتتحمّل كل هذا العبء الإعلامي؟

الحقيقة أنها مرضت ودخلت المستشفى، ثم غادرته. وعيبها الوحيد، أو عيب القصر الملكي، هو حجب تفاصيل مرضها عن الرأي العام. وبهذا، فإن كل واحد راح يضرب أخماساً بأسداس، ويفسّر علّة الأميرة على هواه. وكان أحد تلك التفسيرات أن تضخيم وعكة الأميرة هدفه التعتيم على سرطان الملك!

أول هؤلاء المفسرين، أو العرّافين، هو ريتشارد فيتزوليام، المراسل المختص بشؤون العائلة المالكة في لندن. وهو قد توقف طويلاً أمام هفوة كيت، حين نشرت صورة مزوّرة لها مع أبنائها بعد خروجها من المستشفى. والحقيقة أن الصورة لم تكن مزوّرة، بل جرى التلاعب بها بشكل واضح يتعلق بالذراع اليسرى لابنتها الأميرة الصغيرة. وبعد اكتشاف الفبركة، سحبت كبريات الوكالات اللقطة من نشراتها، ما اضطرّ صاحبتها إلى نشر اعتذار برّرت فيه جهلها باستخدام التقنيات الخاصة بالصور الإلكترونية، وهو عذر لم يقتنع به كثيرون، إذ كيف فاتت هذه الهفوة على المستشارين الإعلاميين للمرأة المرشحة للجلوس على عرش بريطانيا في يوم قد يكون قريباً؟

مرض بسبب الغيرة؟

لاحظ الفضوليون أن كيت ظهرت في الصورة من دون خاتم زواجها. وهنا دارت طاحونة الشائعات بكامل طاقتها، وظهرت أقاويل عن أن مرض الأميرة ليس سوى حالة عصبية سببها وجود علاقة عاطفية بين زوجها ولي العهد، وبين صديقتها المقرّبة الليدي روز هانبري، النبيلة التي تحمل لقب ماركيزة تشولموندلي. حيث إن هناك علاقات تاريخية بين العائلتين، فقد كانت جدتها إحدى وصيفات الملكة إلزابيث الثانية في عرسها، عام 1947. ثم مرت السنوات وتصادقت كيت مع الحفيدة. لكن الأميرة راحت تستبعد صديقتها روز من محيطها، ومحيط زوجها بالتدريج. هذا ما نشرته صحيفة «الصن» عام 2020، والسبب هو الغيرة، حسبما صرح به للصحيفة أحد العاملين في القصر. لماذا تشعر كيت بالغيرة وهي ليست أقل جمالاً من صديقتها؟ هنا كان لابد لمطلقي الشائعات من التوصل إلى أن السبب هو خشيتها من أن تغوي روز الأمير وليام، فيخونها معها.

كيت وويليام مع الليدي روز هانبري
كيت وويليام مع الليدي روز هانبري

من هي روز هانبري «المنافسة الريفية»؟

تبلغ روز الأربعين من العمر، وتقيم مع زوجها في منزل ريفي قريب من «أمنر هول»، منزل كيت ووليام في الريف. ولهذا فقد أطلقت عليها الصحافة لقب «المنافسة الريفية». وطبعاً فقد حاول الأمير أن يطرد من رأس كيت أوهام الخيانة. لكن كيف لها أن تصدقه، وقد عاش والده الملك أشهر خيانة زوجية حين كان مرتبطاً بالأميرة ديانا، من دون أن يقطع علاقته بعشيقته كاميلا؟ لقد استاء وليام مما نشرته صحيفة «الصن»، وسارع القصر الملكي إلى إرسال تحذير للجريدة الشعبية التي تصطاد في الماء العكر. والغريب أن الشائعة لم تنطلق من لندن، بل من صحيفة شعبية أمريكية. وتقول الصحفية نيكول كليف، إن العشيقة المفترضة، روز هانبري، هي التي كشفت علاقتها بولي عهد بريطانيا من خلال ثرثرات كثيرة بينها وبين صديقاتها، ما دفع صحافة نيويورك إلى التنبؤ بطلاق وشيك بين كيت ووليام. لكن هل هناك دليل واحد على هذه الافتراضات؟

دخلت «كيتجيت» في منطقة أكثر وعورة عندما نشر الصحفي أوميد سكوبي، كتاباً في العام الماضي، بعنوان Endgame، أكد فيه أن الملحق الصحفي لقصر «كنزجتون»، كريستيان جونز، اقترح على صحيفة «الصن» منحها أكثر من سبق صحفي مقابل الامتناع عن نشر كل ما يتعلق بعلاقة بين وليام وروز هانبري. وهنا لاحظ العديد من متصفحي «النت» أن التقرير المفصل عن سيرة هانبري والذي ظهر في وقت واحد في عدد من الصحف مثل «نيويورك بوست»، و«الصن»، وموقع «هوليوود لايف»، لم يكن من قبيل المصادفة. وجاء في تلك التقارير أن روز كانت حاضرة في العديد من المناسبات العائلية لكيت ووليام، وأنها قد استاءت من الشائعات بحيث كانت قد اتفقت مع كيت على الملاحقة القضائية للصحف التي تنشر أقاويل عن خصومة بلغت حد تبادل التهم بين المرأتين. لكنهما تراجعتا لأن الدعاوى القضائية ستسلط مزيداً من الضوء على الخلاف و«تجعل من الحبّة قبّة».

صفقة من أجل الملك تشارلز؟

فضيحة صورة كيت المتلاعب بها، كشفت، أيضاً، الاهتمام العظيم بها، وبمرضها، في حين لم يأخذ مرض الملك تشارلز حيّزاً مماثلاً من الاهتمام، وهو منذ الشهر الماضي، لم يظهر علناً في الصور، سوى في مناسبتين، الأولى في ساندريجهام وهو ذاهب لحضور قدّاس الأحد، والثانية في لندن عندما قابل رئيس الوزراء ريتشي سوناك. هنا يعود المصطادون في الماء العكر إلى التساؤل عن احتمال وجود صفقة متبادلة بين قصري باكينجهام وكينسنجتون، أي كان التركيز على صورة الأميرة هو خطة مدبّرة لصرف الانتباه عمّا هو أخطر... سرطان الملك الذي انتظر طويلاً جداً قبل أن يحين موعد جلوسه على العرش.

ينفي ريتشارد فيتزوليام، المراسل المختص بشؤون العائلة المالكة، أن الحديث عن اتفاق بين الطرفين هو من نوع «نظرية المؤامرة». ويضيف أن الملك كان صريحاً في الكشف عن مرضه منذ البداية. وهو قد وضع النقاط على الحروف في بيان شخّص المرض بأنه في غدة البروستاتا، ويضطره إلى الخضوع للعلاج، وتأجيل مهماته البروتوكولية، لكنه قادر على تأدية التزاماته الملكية. لكن لا أحد يعرف تفاصيل السرطان، ودرجة انتشاره.

مع هذا يعترف المراسل بأن العائلة المالكة تجتاز أزمة، لاسيما وليام وكيت، الثنائي الملكي الأكثر شهرة وملاحقة في العالم. فقد وصلت صورتها المتلاعب بها إلى كل القارات، شرقاً وغرباً، وأثارت الاهتمام كأنها قيام حرب عالمية. لقد أرادت أميرة ويلز تطمين محبيها على سلامتها، لكنها زادت الطين بلّة. ومما ساهم في تعقيد الأمر أن مستشاريها لم يلاحظوا قبل النشر أنها لم تكن تتحلى بحلقة الزواج، أو خاتم الخطوبة. كان لابد من تدارك عاجل. وهكذا ظهرت كيت، الأحد الماضي في 17 من الشهر الجاري، للمرة الأولى في شوارع وندسور ضاحكة، تبدو عليها إمارات الصحة. وقال المواطنون الذين صادفوها في الطريق إنها كانت سعيدة، مرتاحة، وفي عافية جيدة.

ظهرت مؤخراً للعلن لتضع حداً للأقاويل

كانت الأميرة تتنزه مع زوجها وأطفالهما الثلاثة، على مقربة من منزلهم «أديلايد كوتاج». ثم ظهر الزوجان بمفردهما في متجر «وندسور فارم» الذي يعد من محال بيع الخضار واللحوم الأفضل في المنطقة. لقد استمعا أخيراً إلى النصائح العاجلة للمستشارين الإعلاميين، وقرّرا مواجهة الشائعات بالظهور العلني، بعد أن بلغت الأقاويل حد الاعتقاد بأن الأميرة قد فارقت الحياة.

اقرأ أيضاً:
- صحة زوجة ولي عهد بريطانيا تثير التساؤلات في العالم.. ما حقيقة مرض كيت ميدلتون؟
- الغموض يلفّ صحة كيت ميدلتون.. لماذا اختارت أميرة ويلز «أديلايد كوتيج» مقراً لفترة النقاهة؟