علماء جامعة ستانفورد يحسمون الجدل.. هذا هو الفارق بين دماغ المرأة والرجل
أظهر علماء في جامعة ستانفورد البريطانية، لأول مرة، أن أدمغة الرجال والنساء تعمل بشكل مختلف. وتظهر الدراسة المتقدمة أن نوع الجنس له أهمية في طريقة تفكير الناس، وتصرفاتهم. فماذا اكتشف هؤلاء بالضبط؟
إن مسألة ما إذا كانت أدمغة الذكور والإناث تعمل بشكل مختلف، ظلت مثيرة للجدل لعقود من الزمن. إذ يزعم العديد من الأكاديميين في الغرب، أن الطبيعة، وليست بيولوجية البشر، هي التي تشكل طريقة تفكيرنا، وشعورنا. وحتى الآن، لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن الأنشطة الداخلية لكل دماغ تعمل بشكل مختلف.
ماذا اكتشف علماء جامعة ستانفورد؟
اكتشف علماء من جامعة ستانفورد أن من الممكن التمييز بين الجنسين بناء على نشاط «المناطق الأساسية» داخل الدماغ. وتشير النتائج، التي نشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلى اختلافات رئيسية في «الوضع الافتراضي» للدماغ الذي يساعدنا على معالجة فكرة «الذات»، واسترجاع الذكريات. ويتأثر أيضاً «الجزء المخطط»، و«الجزء الحوفي»، اللذان يشاركان في التعلّم، وتنظيم العواطف.
وأشار هذا البحث إلى الاختلافات بين دماغي الرجل والمرأة، بما في ذلك أيّ الدماغين هو الأكثر مرحاً وأيّهما الأفضل في الإحساس بالاتجاهات، وأيهما الأفضل في تعلّم اللغات.
دماغ الذكور
الرجل أفضل في قيادة السيارة من المرأة
يتفاخر العديد من الرجال بكونهم سائقين أفضل؛ ومن المزعج حقاً أنه تبيّن ربما يكونون على حق.
وفقاً للعديد من الدراسات، يتفوق الرجال قليلاً، على النساء، عندما يتعلق الأمر بمهارات الملاحة. وأجرى فريق من الخبراء من جامعة إلينوي أوربانا شامبين، مؤخراً، أبحاثهم الخاصة لمعرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة حقيقية، أم لا. وللقيام بذلك، قاموا بجمع بيانات عن قدرات الملاحة المكانية، والمسافة المقطوعة من المنزل بين البشر، و20 نوعاً آخر.
وتشير النتائج، التي نُشرت في مجلة Royal Society Open Science، إلى أنه من بين جميع الأنواع، كان الذكور أفضل في العثور على طريق العودة إلى ديارهم من الإناث.
الرجال أكثر مرحاً من النساء
على الرغم من التدفق المتزايد باستمرار للممثلات الكوميديات الناجحات، من كاثرين رايان، إلى ميليسا مكارثي، إلا أن علم الفكاهة يظل بجانب الرجال.
وقام علماء من جامعة أبيريستويث، وجامعة نورث كارولينا، بتحليل 28 دراسة حول مدى تمتع نحو 5000 شخص بالمرح، وحسّ الفكاهة. لقد أرادوا معرفة فيما إذا كانت الصورة النمطية القائلة بأن الرجال أكثر تسلية من النساء صحيحة. لذلك نظروا إلى نتائج الدراسات المختلفة التي طُلب فيها من الأشخاص تقييم روح الدعابة لدى الرجال والنساء، من دون معرفة جنسهم أولاً.
وكما تبين، فإن 63% من الرجال كانوا أكثر مرحاً من النساء العاديات.
الرجال أكثر اندفاعاً من النساء
قد يكون الرجال أكثر عرضة لاتخاذ قرارات متهورة من نظرائهم من الإناث.
وفقاً لدراسة أجراها معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فإن المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون يمكن أن تزيد من الاندفاع لدى الرجال. والرجال، في المتوسط، لديهم كمية أكبر من الهرمون الجنسي الذي يندفع عبر مجرى الدم، مقارنة بالنساء.
وكجزء من الدراسة التي نشرت في مجلة Sage، تم إعطاء مجموعة من الرجال جرعة من هرمون التستوستيرون قبل أن يُطلب منهم حل المسائل الرياضية والألعاب الذهنية، والتي غالباً ما تتطلب التفكير قبل التوصل إلى الإجابة الصحيحة. وطُلب من مجموعة أخرى من الرجال، الذين لم يتم إعطاؤهم هرمون التستوستيرون، إجراء الاختبارات نفسها.
وجد الباحثون أن مجموعة الاختبار (من الرجال الذين تم إعطاؤهم هرمون التستوستيرون) كانوا أكثر عرضة للالتزام بإجاباتهم الأولية، وعندما غيّروا إجاباتهم، كانوا أبطأ في الاستجابة للإجابة الصحيحة من المجموعة الثانية.
ويعتقد الباحثون أن زيادة هرمون التستوستيرون تضعف قدرة الدماغ على فحص نفسه. فهرمون التستوستيرون إما يثبط عملية التحقق العقلي من عملك، وإما يزيد من الشعور البديهي بأنك على حق.
دماغ الأنثى
المرأة أفضل في القراءة والكتابة من الرجل
إنها حقيقة معروفة أن الفتيات يمِلن إلى التفوق على الأولاد في الفصل الدراسي.
تتفوق الفتيات على الأولاد في امتحانات الثانوية العامة، على سبيل المثال، يفوق عدد النساء عدد الرجال في معظم جامعات المملكة المتحدة.
لذلك، ليس من المستغرب أن تشير الأبحاث السابقة من أستراليا، إلى أن الفتيات أفضل في القراءة والكتابة من الأولاد، وهو اتجاه يُلاحظ من سنّ العاشرة وحتى مرحلة البلوغ.
وتوصل العلماء من جامعة جريفيث إلى استنتاجهم بعد مراجعة درجات الاختبار لأربعة ملايين طالب في المدارس الثانوية الأمريكية، على مدار ما يقرب من ثلاثة عقود. ويعتقد الفريق أن هذا الاكتشاف الصادم يمكن أن يكون نتيجة لاحتمال تشخيص إصابة الأولاد بصعوبات التعلّم أكثر من الفتيات.
قد تساهم أيضاً المشكلات السلوكية التي تظهر بشكل أكثر شيوعاً عند الأولاد، مثل عدم الانتباه، وكذلك الاختلاف في كيفية استخدام الجنسين لأدمغتهم.
المرأة تتمتع بذاكرة طويلة المدى أفضل من الرجل
مع احتدام المعركة بين الجنسين، يتقاتل النساء والرجال منذ فترة طويلة، حول من يتمتع بذاكرة أفضل.. أخيراً، يأتي العلم في صفّ المرأة.
في عام 2010، اكتشف باحثون من جامعة كامبريدج، أن دماغ الأنثى أكثر قدرة على تذكّر المعلومات من الرجل. وأجرت الدراسة عدة اختبارات للذاكرة على نحو 4500 رجل وامرأة، حيث تم تقييم الأداء المعرفي والجسدي لكل مشارك، والذين راوحت أعمارهم بين 48 و90 عاماً.
وتشير النتائج بقوة، إلى أن ذكريات النساء تعمل بشكل أفضل من الرجال، حيث ترتكب النساء أخطاء أقل في اختبار ذاكرة محدّد، مقارنة بالرجال.
المرأة أفضل في تعلّم اللغات من الرجل
كانت هناك فكرة طويلة الأمد في تعلم اللغة مفادها أن الإناث أكثر مهارة في تعلّم اللغات الأجنبية، من الذكور. وتشير العديد من الأبحاث إلى أن هذا قد يكون صحيحاً بالفعل.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2008 على المتعلمين الصغار في جامعة نورث وسترن، فإن الفتيات والفتيان يعالجون اللغة بشكل مختلف.
وكشف البحث أنه عند تعلّم لغة جديدة، تُظهر أدمغة الفتيات نشاطاً أكبر في المناطق المستخدمة لمعالجة اللغة. ومن ناحية أخرى، تظهر أدمغة الأولاد نشاطاً في المناطق المرتبطة بوظائف الرؤية والاستماع.
ويشير هذا إلى أنه في حين يمكن للفتيات معالجة اللغة المجردة بسهولة أكبر، يحتاج الأولاد إلى تعزيز حسي لمعالجة البيانات. على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى تعلّم الأعمال الجديدة من خلال اللمس.
اقرأ أيضاً: د. حسن مدن يكتب: دماغ الرجل.. دماغ المرأة