24 مارس 2024

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

كاتبة صحافية

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

لم يكد العام الجاري يبلغ منتصفه حتى فوجئ البريطانيون بإصابة ثلاثة أفراد من العائلة المالكة بالسرطان.

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

بدأت السلسلة الحزينة بالإعلان عن دخول كيت ميدلتون، زوجة ولي العهد الأمير وليام، المستشفى، حيث خضعت لعملية جراحية لم يكشف الكثير من تفاصيلها. كان ذلك في السابع عشر من أول أشهر السنة.

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

وبعدها بأيام قلائل، في الحادي والعشرين من الشهر نفسه، جرى الإعلان عن إصابة سارة فيرجسون، طليقة الأمير أندرو شقيق الملك، بسرطان الجلد. وكانت سارة قد كشفت قبل ستة أشهر من ذلك التاريخ إصابتها بسرطان الثدي.

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

وقبل انتهاء الشهر بأربعة أيام، عرف البريطانيون أن ملِكهم تشارلز الثالث قد دخل مستشفى لندن كلينيك، لوعكة صحية. وفي الخامس من الشهر الثاني صدر بيان يقول إنه يعاني ورماً خبيثاً جرى اكتشافه أثناء خضوعه لجراحة في غدة البروستات.

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

صدمة مرض أميرة ويلز، كيت، كانت الأقسى، فهي شابة جميلة، ومحبوبة، تؤدي واجباتها بمنتهى الإخلاص، منحت العائلة ثلاثة أطفال، ما يؤهّلها للجلوس على عرش الملكية ذات يوم. كان لقبها (بيرفكت كيت) أي كيت الكاملة. وقد تعلّمت من جدة زوجها الملكة إليزابيث أن تأخذ مسافة من الجمهور، ولا تنطق إلا بما قلّ ودل.

لم يحدث من قبل أن واجهت كيت الرأي العام، وجمهور الشعب، عيناً بعين، للحديث عن أمر من خصوصياتها. ولعلها اضطرت إلى نشر هذا التسجيل على موقعها بناء على نصيحة المستشارين الإعلاميين، للقصر وللعائلة. فالسّكوت عن سبب دخولها المستشفى، وخروجها بعد أسبوعين، أشعل مواقع التواصل بالتكهنات، والشائعات. قيل إنها منهارة عصبياً بسبب خيانة مزعومة لزوجها ولي العهد وليام، مع واحدة من صديقاتها المقرّبات. ثم تم نفي التقوّلات بعد أن خاضت فيها الصحف الأمريكية، طولاً وعرضاً.

قيل أيضاً، إن الصمت حول حالتها الصحية يشي بأن الأمر أخطر مما توحي به تطمينات القصر. وكان لابد من كسر الصمت وإعلان الحقيقة، لأن كيت ليست أي فرد من أفراد العائلة المالكة، بل هي من أشهرهم، وقد أصبحت في غضون سنوات قلائل المرأة الأكثر ظهوراً في الصور، والصيد الأثمن للبابارازي. وكادت أن تأخذ المكان الذي احتلته حماتها الراحلة ديانا، لكن كيت لم تُعرف عنها المواجهة مع المصورين، ولا الملاسنة معهم، أو إبداء الانزعاج العلني منهم. لذلك جاء مرضها ليلقي بظلال قاتمة على الصورة الوردية التي صدّرتها أسرة وندسور للعالم، في الداخل والخارج.

المرض الخبيث يضرب ثلاثة من أفراد العائلة المالكة البريطانية في شهر واحد

لم تكن وسائل الإعلام البريطانية وحدها من اهتز للخبر، بل نشرات العالم كله. فهناك متابعة مستمرة لأخبار وليام وكيت، تسبق أخبار نجوم هوليوود. ومعروف أن الأميرين، وليام وهاري، يحظيان بمكانة من التعاطف في قلوب ألإنجليز، لأنهما نجلا أميرة القلوب ديانا، التي فارقت الحياة في حادث سيارة، وهي في عزّ شبابها. لا أحد يستطيع منع المعلقين من تذكّر الرحيل المبكر لأميرة ويلز السابقة، وهم تحت صدمة سرطان أميرة ويلز الحالية.

أطفال كيت ما زالوا صغاراً، وليس من الوارد التفكير في أنهم سيعرفون يُتم الأم، مثل والدهم الذي فقد أمّه وهو صبي. لذلك يتمنى الجميع الشفاء لكيت، والأمل بأنها ستقاوم الداء الخبيث، وتقهره. وهي قد ناشدت الجميع احترام خصوصيتها لكي تتفرغ للعلاج الذي تحتاج إليه وللحفاظ على عائلتها وأطفالها. هل تسمع صحافة التابلويد الرجاء، وتتوقف عن ملاحقتها، وإطلاق الشائعات عنها؟

المؤكد أن التسجيل المؤثر الذي بثته كيت، مساء الجمعة، الثاني والعشرين من الشهر الجاري، سيدخل التاريخ، ويبقى يتردّد على مختلف الشاشات، باعتباره سابقة في سيرة عائلة مالكة عُرف عنها التكتم في هذا النوع من الموضوعات.