في مسلسل «أشغال شقة» الذي يعد أول بطولة للفنان هشام ماجد، بعيداً عن شيكو، بعدما حققا سوياً نجاحاً كبيراً في مسلسل «اللعبة»، يتمكن هشام من تحقيق النجاح، وتكوين ثنائية جديدة مع الفنان الشاب مصطفى غريب، عبر شخصيتَي «حمدي وعربي»، من خلال قصة بسيطة يمكن أن تحدث في ملايين البيوت، ليس في مصر، أو الوطن العربي فحسب، بل على مستوى العالم، حول زوجين حديثي الزواج، يبحثان عن مربّية، أو «شغّالة» تساعدهما في المنزل.
بعد إنجاب طفلهما الأول، يتناوب على بيتهما العديد من «الشغالات»، بمشاكلهن المختلفة، فضلاً عن الخلافات الأزلية بين «الحماتين»، أم الزوج وأم الزوجة، ما أعطى انطباعاً باقتباس الفكرة من الفيلم الكوميدي «صباح الخير يا زوجتي العزيزة»، الذي قدم في عام 1969، من تأليف سامي أمين، وإخراج عبد المنعم شكري، ولعب بطولته صلاح ذو الفقار، ونيللي، والقديرة تحية كاريوكا.
ودارت أحداثه حول المشكلة نفسها، حيث الزوجان «حسن وسامية»، اللذان يعيشان في هناء، ولا يكدّر صفو حياتهما سوى بعض مضايقات والدة «سامية» لزوج ابنتها، حتى يتبدل الحال عندما يرزقان بمولودهما الأول، لتستعين الزوجة بوالدتها لرعاية الصغير، وتقيم معهما في المنزل.. فضلاً عن الاستعانة بفكرة فيلم «الحموات الفاتنات» الذي قدم عام 1953، من تأليف أبو السعود الابياري، وإخراج حلمي رفلة، بطولة كمال الشناوي وكريمان، مع ماري منيب، وميمي شكيب، وصديق الزوجين إسماعيل ياسين، حول مشاكل «الحموات» مع الزوجين.
بعيداً عن الاقتباس وتطابق القضية التي تناولها المسلسل مع الفيلم، إلا أن المسلسل تناول هذه القضايا بشكل عصري، يتلاءم مع متطلبات الزوجين، ومشاكل «الحموات»، ومرورهما بالعديد من المواقف والمشاكل، التي كتبها الأخوان خالد وشرين دياب، وأعادا تطوير الفكرة، وتحديث بعض المواقف النمطية، مثل الخادمة الثرثارة، والخادمة الجميلة الجذابة، والخادمة ضعيفة السمع، فبدت أكثر عصرية، وساعد على تطويرها الاستعانة بممثلات قديرات كضيفات شرف، بداية من انتصار، وحتى مي كساب، مروراً بإنعام سالوسة، ورحمة أحمد، ونهى عابدين، وإيمان السيد، وإنجي وجدان، وريم خوري، ووضع كل منهن في الدور المناسب لها، ما أضفى تنويعاً واضحاً للعب على مناطق كوميدية مختلفة.
أهمية العمل أنه لم يعتمد على فكرة البحث عن «شغالة» فقط، كما هي في الفيلم، بل لجأ صنّاعه إلى خلق خط درامي آخر موازٍ للخط الرئيسي، وهو عمل الزوجين، الزوج هشام ماجد في الطب الشرعي، والزوجة أسماء جلال كمذيعة في إحدى الفضائيات، مع الحماتين، شيرين وسلوى محمد علي، وصديق الزوجين الشخصية التي قدمها الفنان الشاب مصطفى غريب، مساعد البطل في العمل، وحياته الشخصية، ومحمد محمود في دور الدكتور «غندور»، طبيب العائلة في كل التخصصات، وضيف كل حلقات برنامج الزوجة، من دون لجوء أي منهم، سواء بطلا العمل، أو الشخصيات المساعدة، إلى الارتجال، أو الاستخفاف، بكوميديا مصطنعة تقوم على الافيهات.
اعتمدت الكوميديا هنا على مواقف معاصرة بأداء متلوّن ومتغيّر، والاعتماد على الفعل وردّ الفعل، والتغلب على مشكلة المكان الواحد «الشقة» التي يتجمع فيها كل أبطال العمل، وهو ما تغلّب عليه مخرج العمل خالد دياب عبر القطع، والمونتاج، بمشاهد سريعة، ومتغيرة وعدم الاعتماد على اللقطة كوحدة أساسية في بناء المشهد، والاعتماد على العديد من التفاصيل التي تجمع بين الواقع والخيال أحياناً، فضلاً عن الحوار المناسب لكل شخصية في تناغم واضح، وعدم استجابة كل شخصيات العمل لإغراء الارتجال.
* القاهرة: أحمد إبراهيم