أقدم 3 رجال على تنفيذ جريمة سرقة مبلغ 700 ألف درهم، من موظفَين في شركة خاصة، أثناء سيرهما في شارع عام، بمنطقة تجارية، عبر اتّباع أسلوب «الخداع، والمباغتة، والهرب السريع في لمح البصر».
تفاصيل القضية، وما حدث خلال واقعة السرقة، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم المحكمة الابتدائية في دبي، بعد إلقاء القبض على اثنين من المتورطين، ومحاكمة الثالث غيابياً.
سرقة في الشارع العام
بدأت تفاصيل القضية، عندما طلب صاحب إحدى الشركات من الموظفَين لديه، التوجّه إلى أحد المكاتب في منطقة تجارية، واستلام مبلغ قيمته 700 ألف درهم، ثمن عمل مُشترك، والعودة به إلى مقر الشركة.
انطلق الموظفان نحو المكتب واستلما المبلغ المالي، ووضعه أحدهما في حقيبة كانت بحوزته، ثم خرجا مشياً على الأقدام. ويروي الموظف الذي كان يحمل الحقيبة في يده تفاصيل ما حدث، ويقول «ونحن في الشارع العام، وإذ برجل يحضر نحوي ثم يوقفني، ويطلب التدقيق على هويتي الشخصية، فسألته عن صفته لطلب هويتي، فرفض الرّد، ثم طلب مني تدقيق ما في داخل الحقيبة، فقمت بفتحها أمامه، وشاهد الأموال الموضوعة في داخلها، ثم أقدم على الإمساك بالحقيبة، وحملها، وطلب مني مرافقته».
وأضاف الموظف «في ذاك الوقت، حضرت سيارة بيضاء اللون، لم أتأكد من نوعها، أو رقم اللوحة التي كانت تحملها، وتوقفت بجانبنا، وفجأة صعد الرجل بسرعة فيها ومعه الحقيبة، ثم انطلقت مُسرعة، ولم أتمكن من اللحاق بها، أو فعل أي شيء».
يؤكد الموظف أن الرجل الذي سرق الحقيبة منه، كان برفقته في السيارة رجلان آخران، أحدهما كان يقودها، والآخر كان يجلس برفقته، مشيراً إلى أنه لم يستطع التأكد من ملامحهما نظراً لسرعة انطلاق السيارة.
القبض على السائق
قدم الموظف بلاغاً للشرطة حول الواقعة لتبدأ عملية البحث والتحري عن المتورطين في السرقة، إلى أن قادت التحقيقات للتعرف إلى هوية أول شخص، وكان هذا هو السائق الذي قاد السيارة، وتبين أنه يدعى «م»، آسيوي.
أقرّ السائق في التحقيقات بأنه بالفعل الشخص الذي كان يقود السيارة، وقت تنفيذ جريمة السرقة، وهي من نوع لكزس بيضاء اللون، كاشفاً في الوقت ذاته عن هوية الرجل الذي سرق الحقيبة من الموظف، مؤكداً أنه يدعى «ي»، وأنه العقل المدبّر لجريمة السرقة بحذافيرها، وأنه هو مَن نفذها مباشرة.
وروى السائق أن «العقل المدبّر» حضر إليه في يوم الجريمة، وبرفقته الرجل الثاني ويدعى «م.خ»، وطلب منه الصعود برفقتهما في السيارة، مشيراً إلى أنهم توجهوا إلى المنطقة التجارية في نحو الساعة 11 والنصف صباحاً، ثم ترجل «العقل المدبّر» من السيارة، وطلب منه قيادتها، وإيقافها في المواقف القريبة».
وتابع السائق «كنت في السيارة برفقة الثاني ثم شاهدنا «العقل المدبّر» يتحدث مع رجل (الموظف)، وكان يبعد عن مكان السيارة بمسافة 10 أمتار، وبعد مرور بضعة دقائق، شاهدنا قدومهما معاً وكان العقل المدبّر يحمل حقيبة في يده».
وبيّن السائق أنه عند وصولهما بجانب السيارة دخل «العقل المدبّر» إليها بسرعة، وطلب منه التحرك فوراً والهرب، ففعل، وتمكنوا بهذه الطريقة من سرقة الحقيبة، مُدعياً أنه حصل لقاء مُشاركته في الجريمة على مبلغ 4 آلاف و635 درهماً، فقط.
إلقاء القبض على الثاني
تمكنت الجهات الشرطية المُختصة من إلقاء القبض على الثاني الذي كان في السيارة، فحاول بعد كشف أمره الادّعاء بعدم تورطه في الجريمة، مشيراً إلى أن «العقل المدبّر للسرقة طلب منه مرافقته في السيارة لأنه كان يرغب في شراء هدية عبارة عن ساعة من نوع رولكس»، مبيناً أن العقل المدبّر نزل بالفعل، وأحضر الحقيبة، من ثم صعد إلى السيارة، ولاذوا جميعاً بالفرار، لكن لا دخل له بالجريمة.
ضبطت الشرطة بحوزة الثاني مبلغاً مالياً مقداره 8 آلاف و715 درهماً، وعند سؤال عن مصدره، ادّعى أن «العقل المدبّر للسرقة أعطاه مبلغ 9 آلاف درهم كهدية، وأن هذا المبلغ المضبوط بحوزته هو ما تبقى منه».
لائحة اتهام
رفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحق العقل المدبّر للسرقة إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات في دبي، لمحاكمته غيابياً بعد معرفة هويته، بتهمة «سرقة 700 ألف درهم من الموظفين»، فيما وجهت إلى السائق والثاني تهمة «الاشتراك في ارتكاب الجريمة».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبتهم جميعاً عملاً بالمادة 435 البند ثانياً من مرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات والتي تنص «يعاقب بالسجن المؤقت من ارتكب جريمة سرقة إذا وقعت من شخصين فأكثر...»، إلى جانب المطالبة بإبعادهم عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم عملاً بالمادة 126 من قانون الجرائم والعقوبات.
مصير الثلاثة
دانت المحكمة الابتدائية الثلاثة بالتهمة الموجهة إليهم، وقضت بمعاقبة «العقل المدبّر» للسرقة بالحبس لمدة عام واحد، فيما قضت بمعاقبة الآخرين بالحبس لمدة 6 أشهر، وأمرت بتغريمهم جميعاً 700 ألف درهم، وإبعادهم عن الدولة بعد تنفيذ الحكم.
اقرأ أيضاً: جريمة سرقة سيارة تقارب قيمتها مليون درهم تفشل بـ"الصدفة"
