27 يونيو 2024

في حوار خاص.. المخرج سبايك لي: لهذه الأسباب قرّرت إخراج فيلم مقتبس من "High and Law"

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

في حوار خاص.. المخرج سبايك لي: لهذه الأسباب قرّرت إخراج فيلم مقتبس من

الفيلم الذي يشغل بال المخرج الأمريكي سبايك لي، هو الذي سيقوم قريباً بتصويره. فيلم مأخوذ عن فيلم ياباني بعنوان High and Law كان أكيرا كوروساوا حققه سنة 1996، وفي مقابلة قصيرة معه يتحدّث عن سبب اقتباسه، وعن بعض ما سبق له أن حققه من أعمال.

علاقة المخرج أكيرا كوروساوا مع الأدب والسينما الغربيّين معقّدة. اقتبس أفلام شكسبير واقتبست منه السينما أفلاماً. كيف ترى هذا الوضع؟

إنه وضع صحّي. في السينمات المختلفة أعمال عليها أن تصل إلى الشاطئ الآخر، سواء أكانت من الغرب صوب الشرق، أم العكس. كيروساوا كان دوماً مخرجاً محبباً لي، والفيلم الذي قررت كتابته مأخوذ في الأصل عن رواية بوليسية أمريكية (كتبها إيفان هنتر)، اقتبسها كوروساوا، وأقوم حالياً بتحويلها إلى فيلم أمريكي.

في حوار خاص.. المخرج سبايك لي: لهذه الأسباب قرّرت إخراج فيلم مقتبس من

هل ستكون أميناً للرواية أم للفيلم؟

عندما قام كوروساوا باقتباس الرواية الأمريكية نقلها بالكامل إلى البيئة اليابانية، لكن ملامح الحكاية الأولى لم تتأثر، بقيت كما هي. أعتقد أن موقعي كمخرج سيكون بين الفيلم وبين الرواية، بالتساوي.

لكن لماذا هذا الفيلم بالذات؟ أعمال كوروساوا متعددة؟

واحد من الأسباب أن القصّة عالمية. قصّة يمكن لها أن تقع في أي مكان في العالم. سبب آخر هو إعجابي بهذا الفيلم على نحو خاص، ثم هناك مسألة أن الممثلين المختارين لفيلمي مناسبون جداً لحكاية من هذا النوع.

سبايك لي مع دنزل واشنطن في لقطة من فيلم مالكولم إكس
سبايك لي مع دنزل واشنطن في لقطة من فيلم مالكولم إكس

من هم؟

حرصت على عدد كبير من الممثلين والممثلات غير المعروفين، لكن البطولة هي لدنزل واشنطن، وجفري رايت، وهما كما تعلم نجمان.

هل ما زلت تعتبر نفسك مخرجاً مستقلاً إلى اليوم على الرغم من تعاملك مع شركات رئيسية؟ ما هو الفيلم المستقل (يضحك).. هل ما زال موجوداً؟

معظمنا يعمل الآن كيفما استطاع تدبير التمويل. السينما المستقلة خسرت الكثير مما كان لها.. من طبيعتها وشروطها. الحال القائم اليوم هو أن على المخرج أن يستحوذ على الفرصة التي يجدها بصرف النظر عن حجم المؤسسة التي تقف وراءه. إذا كانت مؤسسة مستقلة فليكن، لكن هذه المؤسسات لم تعد بالوفرة التي كانت عليها قبل عقود.

هوليوود كما نعرفها تغيّرت لكن المخرج المعروف والذي يستطيع أن يفرض شروطه ما زال مطلوباً

ماذا بقي، إذن، من مفهوم السينما المستقلة؟

بقي المخرج. إذا كان محظوظاً، وسنحت له الفرصة بأن يصبح سينمائياً مشهوراً فإنه يستطيع تحقيق الفيلم بروح مستقلة، بصرف النظر عمّن يموّله. هوليوود كما نعرفها، أو المؤسسات الجديدة كما «نتفلكس»، و«أمازون»، تغيّرت، لكن المخرج المعروف والذي يستطيع أن يفرض شروطه ما زال مطلوباً.

في حوار خاص.. المخرج سبايك لي: لهذه الأسباب قرّرت إخراج فيلم مقتبس من

هل تقصد مارتن سكورسيزي؟

لا. سكورسيزي هو واحد من المجموعة، وليس بمفرده. هناك آخرون ما زالوا قادرين على فرض حضورهم أمام أي مشروع. رغم ذلك الاستقلالية باتت منذ حين، ذكرى رومانسية لأن كل الأفلام المنتجة لابد لها من التعاقد مع الشركات الكبيرة، وهذه تفرض على العديدين أيّ قصّة تريدها، وأي معالجة.