28 مارس 2024

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

كانت حفلة الأوسكار هي الأمل الأخير المُتاح للمخرج المعروف، مارتن سكورسيزي، للاستحواذ على جائزة كبيرة هذا العام، لكن الأمل خاب، وعلى نحو ما زال يطرح الكثير من التساؤلات..

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

Killers of the Flower Moon

أمام الكاميرا

في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي، يصل إرنست (ليوناردو ديكابريو) إلى بلدة في ولاية أوكلاهوما، آملاً في أن يمنحه عمّه وليام (روبرت دي نيرو) عملاً معه. يرحّب به وليام، ويسند إليه مهامّ تتدرّج من الإشراف على بعض أعماله، إلى الاشتراك في مؤامرة للزواج من امرأة هندية من قبيلة أوساج (ليلي غلادستون)، ثم تسميمها بغاية الاستحواذ على ثروتها. لوليام خطط أخرى، فهو ثابر على قتل أثرياء القبيلة بعدما تم اكتشاف النفط في أرضهم، فعمد لاستئجار خدمات قتلة مأجورين للتخلص منهم، ثم شراء أراضيهم بسعر بخس. وبعد تعدد محاولات القتل يستدعي الأمر تدخل الشرطة الفيدرالية الأمريكية التي تكتشف المؤامرة، وتنقذ الزوجة من مصير محتوم.

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

وراء الكاميرا

بينما انشغلت مواقع الإنترنت خلال الأسابيع الماضية بالأفلام الفائزة، ومخرجيها، وممثليها، بدأت التحقيقات المبتسرة حول الأسباب التي أدّت إلى فشل فيلم مارتن سكورسيزي «قتلة ذَ فلاور مون» تظهر على بعض المواقع، متحدّثة عن كيف خرج ديكابريو، ودينيرو، وسكورسيزي، وبطلة الفيلم ليلي غلادستون، من معظم المسابقات الأمريكية والدولية بلا جائزة تذكر.

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

هناك قناعة عامّة بأن فيلم سكورسيزي خرج مظلوماً من الجوائز، سواء أكانت تلك التي تمّ توزيعها في حفلة «غولدن غلوب»، أم تلك التي خرجت بها حفلة البافتا البريطانية، أو الأوسكار الأخير. تؤكد هذه القناعة أن الفيلم ليس سيئاً، ولا يمكن له أن يخسر كل جائزة أساسية، لا هو، ولا مخرجه، ولا بعض ممثليه. صحيح أن ليلي غلادستون ربحت «غولدن غلوب» عن دورها، لجانب عدد من جوائز المؤسسات النقدية، إلا أن المصوّتين للأوسكار تجاهلوها، رغم كل المؤشرات السابقة، ومنحوا إيما ستون، أوسكارهم كأفضل ممثلة في دور رئيسي.

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

مع وجود أكثر من 9500 مقترع ينتمون إلى الأكاديمية كأعضاء في كل المهن، من المستحيل معرفة لماذا فاز فيلم على آخر على نحو محدد. كل ما يمكن قوله هو أن التصويت حُر من التبعية. وعلى عكس ما يذهب إليه بعضنا من أن الطبخة ذات طابع سياسي (كون الفيلم الفائز «أوبنهايمر» يتحدّث عن شخصية يهودية)، فإن هناك سرّية تامة خلال التصويت، ومع وجود مثل هذا العدد لا يمكن توجيههم لانتخاب إي شيء، إلا بالتصويت الحر.

لكن هناك نظريات تدفع باتجاه قراءة ما قد يكون استجد في بال أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، ما دفع بهم لاختيار «أوبنهايمر» على «قتلة ذ فلاور مون»، والمخرج كريستوفر نولان على المخرج مارتن سكورسيزي.. التالي قراءة هذا الناقد الخاصّة بشأن هذا الموضوع:

Killers of the Flower Moon.. لماذا فشل فيلم سكورسيزي في نيل أي جائزة هذا الموسم؟

  1. الفيلمان من حجم واحد، والمخرجان لديهما تاريخ طويل، كلّ بمفرده، لكن نولان أكثر إشراقاً وشباباً، وذلك قد يكون أحد الأسباب الخفية لدى الأعضاء، خصوصاً إن العديدين منهم اليوم دون الخمسين سنة من العمر (نولان في الأربعينات من العمر، وسكورسيزي في الثمانينات).
  2. هناك ثلاثة أفلام تحدّثت هذا العام عن قضايا تاريخية: «أوبنهايمر» عن اضطهاد العالِم بعد أن طالب بإيقاف التجارب النووية، و«منطقة الاهتمام» عن الضابط النازي وعائلته الذين يعيشون حياتهم الخاصة طبيعياً، رغم أن دارهم لا تفصلها عن المحارق سوى جدار، و«قتلة...» الذي يتحدّث عمّا فعله بعض الأمريكيين بقبيلة هندية. على هذا الأساس جاء التفضيل صوب فيلمين تناولا اليهود («أوبنهايمر» و«منطقة الاهتمام»)، على نحو عاطفي أكثر منه منطقياً.
  3. لكن في الوقت ذاته، لا ننسى أن اهتمام فيلم سكورسيزي لم يكن صادقاً، أو ذكياً بدوره. ففيلمه يهتم بالشخصيات البيضاء، واضعاً إياها في مقدّمة حكاية من المفترض فيها أن تدور عن الضحايا، وليس عن الجلادين. اهتمام سكورسيزي بالشخصيات الشريرة، وتجميلها، يعود إلى سمة أفلام العصابات التي أخرجها، كما إلى فيلم «ذئب وول ستريت» الذي لعب فيه ديكابريو دور مضارب البورصة الذي امتهن سرقة الآخرين، مظهراً إياه كشخص ذكي، وموهوب، ومحبوب.

يبقى أن حقيقة ترشيح سكورسيزي للأوسكار 16 مرّة خلال كل هذه السنوات، وفوزه مرّة واحدة، تحتاج إلى تبريرات غير واضحة اليوم.

اقرأ أيضاً:
Killers of the Flower Moon.. فيلم مارتن سكورسيزي الجديد.. ما له وما عليه