نقول أشياء كثيرة..
هل تعلم أن حاجبيك هما واحد من أهم أدوات التنشئة الاجتماعية؟ فهما، من دون أن تعلم، يعبران عن مروحة واسعة من الانفعالات والاستعدادات إزاء المحيطين بك. حركة سريعة جداً من الحاجبين إلى الأعلى، مدتها 150 جزءاً من الألف من الثانية.
وتكون قد عبرت عن اهتمامك بشخص ما، ورغبتك في التوجه نحوه، أو ببساطة أنك عرفته، أما إذا ارتفع حاجباك بسرعة أقل فهذا يعني علامة على دهشتك، وإذا ما ارتفعا من وسطهما على شكل ثمانية، فهما سيعبران عن استلطافك، ثمة حركات أخرى أصغر وأرق بكثير تترجم الثقة وسواها.
إن جبهتنا هي بمثابة شاشة عرض لانفعالاتنا، مروحة التعابير التي تصدر عن الحاجبين واسعة جداً لدى الجنس البشري، ويظن علماء الإحاثة أنها قد عملت كوسيلة للتواصل عند أسلافنا، ربما حتى قبل ظهور اللغة.
يقول الباحثون في جامعة نيويورك: إن شكل جمجمتنا هو الذي سمح بولادة هذه المقدرة، قبل «الإنسان العاقل»، لم تكن جبهة الأجناس البشرية المختلفة بهذا الارتفاع وهذه العمودية، ولم تكن تشكل «شاشة»، حيث تتحرك رقصة الحاجبين لتعبر عن تموجات طفيفة في المشاعر لدى الأفراد.
فقد قارن الباحثون بدقة مفرطة حجم وسماكة وموقع قوس الحاجبين العظمي لدى جنس بشري عاش منذ ثلاث مئة ألف سنة مع نظيره لدى البشر الحديثين، ولاحظوا أن شكل هذا القوس لدى أسلافنا في ما قبل التاريخ كان يحول دون القيام بحركات دقيقة في الحاجبين على جبهة شديدة الانحناء إلى الخلف.
هذا ما يمكن رؤيته حتى الآن عند الشمبانزي الذي يحمل جبهة قصيرة المدى ومتراجعة إلى الخلف؛ لذا يستحيل عليه أن يعبر عن مجموعة واسعة من النوايا أو الحالات العاطفية بواسطة حاجبيه، وعليه أن يلجأ إلى حركات باليدين أو إلى ملامسات جسدية من أجل أن يعبر عن الاستلطاف، في حين أننا نستطيع أن نفعل هذا بحركة طفيفة من حاجبينا.
اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن أن يكشفه حاجباك عن حالتك الصحية؟ ومتى يجب أن تقلق؟