عادت الزوجة إلى منزلها مُحمّلة بالهدايا الخاصة بعيد ميلادها، ما أثار حفيظة الزوج الذي بدأ يستفسر عن هوية من قدّم الهدايا لها، فاشتعلت «حربٌ كلامية» بينهما قادت إلى اعتداء مُتبادل.
ولم ينتهِ الشجار بين الزوجين في منزل الزوجية، إنما وصل إلى أروقة المحاكم، فالاثنان تورطا في قضية جنائية بعد ما تسبب كل منهما للآخر في إصابات.
تفاصيل قصة الزوجين، اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي صدر بحق الاثنين بعد إدانتهما في القضية المرفوعة ضدهما:
رواية الزوج: ضربتني وركلتني
وفقاً لرواية الزوج حول ما حدث، فإنه يقول: «أثناء وجودي في منزل الزوجية برفقة زوجتي حدثت مشادة كلامية بيننا، لأنني استفسرت منها عن سبب تأخرها عن العودة إلى المنزل، وعن الأشخاص الذين قاموا بإعطائها الهدايا كونه كان عيد ميلادها»، تابع «غضبت مني وطلبت مني الخروج من المنزل وحدثت مشادة كلامية بيننا».
يدعي الزوج أنه بعد المشادة الكلامية، أقدمت زوجته على ضربه بواسطة يدها على وجهه، ما دفعه إلى إمساك يدها وسحبها إلى الغرفة «ليتحدث معها بعيداً عن طفلهما» وفق تعبيره.
يضيف الزوج: إن زوجتي أقدمت بعد ذلك على أخذ مجفف الشعر، وضربتني به ثم ركلتني على بطني، كما قامت بأخذ حزام بنطالي، واعتدت به عليَّ في أنحاء مُتفرقة من جسمي، مشيراً إلى أنه «أمسك يديها حتى تكف عن ذلك».
يدعي الزوج أيضاً وفقاً لروايته «أنه توجه بعد ذلك إلى الباب للخروج من المنزل إلا أن زوجته قامت بضرب رأسها على الباب، فسألها لماذا تضربين نفسك، فقالت سوف أخبرك لاحقاً.. ».
الزوجة: خنقني وضرب الجدار برأسي
أما الزوجة فقدّمت روايتها حول ما حدث، حيث قالت «إنه أثناء وجودي في منزل الزوجية برفقة زوجي حدثت مشادة كلامية بيننا بسبب أنني طلبت منه أن ينقل ابننا إلى المستشفى كونه كان مريضاً، وأنا كنت مُنشغلة في العمل».
وأضافت: إن زوجي وبسبب طلبي «غضب مني وقام برفعي من رقبتي، ورماني نحو الكنبة، ومن ثم قام بشد شعري، وأسقطني على السرير، و خنقني وضرب رأسي على الجدار».
تقارير طبية
الشجار بين الزوجين لم ينتهِ في الشقة، بل امتد ليفتح كل منهما بلاغاً ضد الآخر، ثم توجه كل منهما إلى المستشفى، وأحضر تقريراً طبياً حول نوع الإصابات التي تعرض لها جرّاء «الشجار».
إصابات الزوج
أما التقرير الطبي الخاص بالزوج، فذكر بعد فحصه من الأطباء المختصين والطبيب الشرعي، «أن هناك سحجات بالكتف الأيسر والساقين ذات طبيعة رضية احتكاكية تنشأ عن المصادمة بجسم صلب راض خشن السطح، وأنه يجوز حدوث هذه السحجات نتيجة الاعتداء على النحو الوارد في البلاغ بالقضية».
وبين التقرير أن هذه السحجات معاصرة لتاريخ واقعة اعتداء الزوجين على بعضهما، ويتقرر لعلاجها مدة أقل من عشرين يوماً، وتُشفى دون أن تخلّف عاهة مُستديمة.
إصابات الزوجة
أما التقرير الطبي الخاص بالزوجة من المستشفى بالزوجة، فذكر «أن إصابتها كانت في الأصل رضية و احتكاكية تحدث من جسم أو أجسام راضة خشنة السطح أو بعض منها خشن السطح أياً كان نوعه».
ويضيف التقرير «إن الإصابات للزوجة جائزة الحدوث في تاريخ معاصر لتاريخ واقعة الاعتداء المتبادل بينهما، وتحتاج لعلاج أقل من عشرين يوماً وتُشفى عادة دون أن تخلّف عاهة مستديمة».
الزوجان مُتهمان
رفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحق الزوجين إلى المحكمة الابتدائية في دبي، بتهمة «اعتداء كل منهما على سلامة جسم الآخر، وإلحاق الإصابات ببعضهما البعض، والتي أعجزتهما عن القيام بأعمالهما الشخصية مدة لا تزيد عن عشرين يوماً وفقاً للتقارير الطبية».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة كل من الزوجين عملاً بالمادة 390 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والتي تنص على عقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة والغرامة التي لا تزيد على 10 آلاف درهم لكل من يعتدي على على سلامة جسم غيره بأية وسيلة وأفضى الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن أعماله.
إنكار الاعتداء
مثُل الزوجان أمام قاضي المحكمة الابتدائية، وتمسك كل منهما بإنكار اعتدائه على الآخر، ودفعا بكيدية الاتهام نظراً لوجود خلافات أسرية بينهما.
رفضت المحكمة الأخذ بإنكار الزوجين في ضوء إفاداتهما واعترافاتهما أمام النيابة والشرطة، ورأت أن إنكارهما أمامها «قصدا منه درء وزر جريمتهما والإفلات من العقاب».
كما ورفضت المحكمة أيضاً الادعاء بكيدية الاتهام بين الزوجين ورأت أن «ما يثيرانه في هذا الخصوص لا محل له في ظل أدلة الإثبات والتقارير الطبية».
غرامة 3 آلاف درهم
أدانت المحكمة الزوجين بالاعتداء على بعضهما البعض، وقررت أن تأخذهما بالرأفة والرحمة في تنفيذ العقوبة وفقاً للقانون، واكتفت بتغريم كل منهما مبلغ 3 آلاف درهم، فيما أيدتها محكمة الاستئناف في هذا الحكم.