اثنان في السينما الفرنسية شهدا نجومية عالمية فائقة.. أحدهما جان-بول بلموندو، الذي رحل سنة 2021، والثاني هو ألان ديلون الذي غادر هذه الدنيا يوم الاثنين الماضي.
قبل أن يصبح ألان ديلون ممثلاً وجد نفسه يشتغل في أعمال يدوية مختلفة، بعض المصادر الفرنسية تقول إنه عمل نادلاً في مطعم وهو في الثامنة عشرة من العمر، أحد المصادر يقول إنه وجد عملاً في محل لبيع السيارات المستخدمة، قد يكون هذا صحيحاً أو لا يكون، لكن ما هو مؤكد أنه وجد طريقه إلى السينما وهو في الثانية والعشرين من العمر.
مع عمر الشريف في عام 2012
الفيلم الأول لألان ديلون
روى ديلون تجربته عندما عرّفته زوجة المخرج إيف أليغريه على زوجها قبيل تصوير فيلمه «أرْسِل امرأة بدل الشيطان»، قال «لم تكن عندي أي معرفة بالتمثيل، نظر إليَّ المخرج أليغريه وقال لي: أصغِ إليَّ جيداً يا ألان، تكلم كما تتكلم معي، انظر كما تنظر إليَّ، أصغِ كما تصغي إليَّ، لا تمثّل، هذه الكلمات غيرت كل شيء».
لعبت ملامح ألان ديلون على التأثير في الجمهور العريض سريعاً وكبرت أدواره تدريجياً وبسرعة، في الواقع انتقل إلى أحد الأدوار الرئيسية في فيلم أليغريه الآخر «كوني جميلة واخرسي»..
وسريعاً بعد ذلك انتقل إلى أدوار البطولة لأربعة عقود متوالية حفلت بأفلام فرنسية وأوروبية أخرى، بجانب أفلام أمريكية بدءاً بفيلم «الرولز-رويس الصفراء» الذي حققه البريطاني أنطوني أسكويذ لحساب مترو-غولدوين ماير سنة 1964 (مع أنغريد برغمن وشيرلي ماكلين وعمر الشريف وركس هاريسون).
صداقة طويلة مع بلموندو، تلا هذا الفيلم خمسة أفلام أخرى أشهرها (وأسوأها) «شمس حمراء» أمام أرسولا أندرس وتشارلز برونسون سنة 1971، خلال الستينيات وما بعد كان ديلون قد أصبح نجماً كبيراً في فرنسا وأوروبا..
لكنه لم يستطع خلال تلك الأدوار التي مثلها في هوليوود أن يصبح نجماً يقبل عليه الأمريكيون، بعد فيلمه الأول لأليغريه اختاره ذات المخرج ليؤدي أحد الأدوار الأولى في فيلم كوميدي عنوانه «كوني جميلة واخرسي» (1958)..
في ذلك الفيلم استعان أليغريه بوجه جديد آخر هو جان-بول بلموندو فأسند إليه دوراً محدوداً في ذلك الفيلم، كان ذلك اللقاء الأول بين الممثلَين تلاه سبعة أفلام أخرى تقاسما فيها البطولة متناصفين أشهرها «بورسالينو» (1970).
أفلام ألان ديلون على الشاشة الفرنسية
اشتغل ديلون مع مخرجين مهمّين في السينما الفرنسية والأوروبية، رأيناه في «الساموراي» (1967) و«الدائرة الحمراء» (1970) و«شرطي» وهي ثلاثية للمخرج الفرنسي الممتاز جان-بيير ملڤيل، كما في فيلمين للإيطالي لوكينو ڤيسكونتي هما «روكو وأخوته» (1960) و«الفهد» (1963)..
كما مثل لمايكل أنجلو أنطونيوني «الخسوف» (1962) ولجوزف لوزي «مستر كلاين»، كما ظهر في فيلم الفرنسي رينيه كليمان «قمر أرجواني» (1960) وفي فيلم جورج لوتنير «أحدهم مدمّى» (1974).
لقطة من فيلم «الدائرة الحمراء»
ومن أهم أعماله ثلاثة أفلام لحساب المخرج جان-بيير ملڤيل «الساموراي» و«الدائرة الحمراء» و«شرطي»، ثلاثية بوليسية من نوع «الفيلم نوار» أجاد فيها ديلون دوره كما لم يفعل في أي فيلم آخر.
بجانب رومي شنايدر في عام 1963
ثلاثية ديلون- ملڤيل كانت من بين أفلام بوليسية عديدة مثلها ديلون الذي كان قد طوّر أدوات تعبيره في الستينيات، هناك مثلا «المسبح» لجاك ديراي (1968) الذي لعب فيه ديلون شخصية الرجل الذي يقتل منافسه (موريس رونيه) على قلب امرأته (رومي شنايدر) خلال عطلة في جنوب فرنسا.
فيلم آخر من الفترة يُسجّل له هو «العصابة» (Le Gang) لجاك ديراي، اللافت هنا هو أن شخصية ديلون رئيس عصابة، والفيلم يبدأ بمشهد تحلّق أعضاء العصابة حول زعيمهم عند وفاته ثم تنسحب القصّة إلى الخلف لتفصح عما دار قبل ذلك.
أول لقاء مع رومي شنايدر في فيلم «كريستين»
كان قد التقى برومي شنايدر عندما مثّلا معاً بطولة «كريستين» سنة 1958، وهو فيلم ثانوي في مسيرتهما لكنه قاد لعلاقة عاطفية استمرّت حتى انفصالهما سنة 1963، وشاركا بضعة أفلام أخرى قبل وبعد ذلك الانفصال.