سارق يخون الأمانة ويفر بالذهب "مهر العروس"

تسلم رجل كيلوجرامين من الذهب تم شراؤهما لإتمام متطلبات زواج «مهر عروس»، وذلك من أجل تسليمهما إلى العريس في موطنه الأم، إلا أن هذا الرجل خان الأمانة واختلسهما ثم ادعى «عدم علمه بهما».

وفقاً لتفاصيل القضية، التي اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي، فإن الرجل أُدين بتهمة «اختلاس أمانة» باهظة الثمن والقيمة.

بدأت تفاصيل القضية، عندما باشر عريس في موطنه الأم تحضير مراسم الزواج من امرأة، وبدأ العمل على تجهيز متطلبات العرس، ومن بينها الذهب الذي يُعد جزءاً من «مهر العروس».

اتصل العريس بأحد أصدقائه المُقربين في الدولة وطلب منه شراء كيلوجرامين من الذهب المكون من سبيكة وقطع أخرى، تعادل قيمتها 492 ألفاً و200 درهم من أحد المحال التجارية المُختصة في بيع المجوهرات.

يقول صديق العريس «طلب مني شراء الذهب لإتمام مُتطلبات زواجه، وبالفعل توجهت إلى سوق الذهب، واشتريت الكمية المطلوبة وحصلت على الفواتير ثم أخذتها إلى مقر سكني».

وتابع: «تواصل العريس معي بعد ذلك، وأبلغني أن أُسلم الذهب إلى شخص يدعى (ن.ا)، وطلب مني التواصل معه بعد أن زودني برقم هاتفه النقال».

تواصل صديق العريس مع (ن.ا) من أجل تسليمه الذهب، حيث أبلغه الأخير أن لديه شخص سيغادر الدولة عائداً إلى موطنهم وطلب منه سرعة إحضار الذهب.

يقول صديق العريس: «اتفقنا على اللقاء في الساعة السابعة مساءً من نفس يوم الاتصال في إحدى المناطق العامة، واصطحبت معي أحد أصدقائي المُقربين حتى يكون شاهداً على تسليم الذهب إلى الرجل الذي لا أعرفه شخصياً، وإنما من خلال رقم هاتفه الذي زودني صديقي العريس به».

توجه صديق العريس وبرفقته صديقه المُقرب إلى مكان اللقاء، وقابلا «ن.ا» وسلماه المجوهرات ثم عادا إلى مقر سكنهما، واتصلا بالعريس وأبلغاه أن المجوهرات تم تسليمها، وأنها ستكون في الطريق إليه لأن «ن.ا» سيُرسلها مع أحد الأشخاص المسافرين إلى موطنه كما أبلغهما في ذات اليوم.

الذهب لم يصل للعريس

بعد ثلاثة أيام، اتصل العريس بصديقه وأبلغه أن الذهب الذي يُفترض أن يصله في غضون 24 ساعة على تسليمه لم يصل إليه، وطلب منه الاتصال بـ«ن.ا» للتحقق مما حدث.

يقول صديق العريس «اتصلت على (ن.ا) وسألته عن المجوهرات لكن رده كان صادماً لي، فقد أخبرني بأنه لا يعلم أي شيء عن الذهب أو الشخص الذي سيقوم بإيصاله إلى موطنهم، ولا يعرف مكانه».

أدرك صديق العريس أن «ن.ا» مُحتال، وأنه استولى على كمية الذهب، فسارع إلى التوجه إلى مركز الشرطة وبرفقته صديقه، وقدم بلاغاً ضده، في ما قدم صديقه شهادته حول حضوره لواقعة تسليم الذهب إلى «ن.ا».

تمسك بالإنكار ولائحة اتهام

أُلقي القبض على «ن.ا» بعد تقديم بلاغ ضده، لكنه تمسك أيضاً بالإنكار، ونفى صلته بالدعوى، وبصديق العريس، وسط صدمة الأخير من هذا الإنكار.

رفعت النيابة العامة في دبي، لائحة اتهام بحق «ن.ا» إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، بتهمة «اختلاس كيلوجرامين من الذهب المُسلم إليه على سبيل الوكالة، وقيامه بتملكها لنفسه إضراراً بصاحب الحق المتمثل في العريس».

وطالبت النيابة العامة بمعاقبته عملاً بالمادة 453 «من المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والتي تنص «يعاقب بالحبس أو بالغرامة كل من اختلس أو استعمل أو بدد مبالغ أو سندات أو أي مال آخر منقول إضراراً بأصحاب الحق عليه متى كان قد سُلم إليه على وجه الوديعة أو الإجارة أو الرهن أو الوكالة».

كما طالبت النيابة العامة بتطبيق المادة 126 البند أولاً من قانون الجرائم والعقوبات، بحق المتهم، والتي تنص «إذا حكم على أجنبي في جناية بعقوبة مُقيدة للحرية وجب الحكم بإبعاده عن الدولة».

المحكمة: حبس وغرامة وإبعاد

أدانت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات «ن.ا» بتهمة «اختلاس الذهب المُسلم إليه على سبيل الوكالة»، مؤكدة أن التهمة ثابتة في حقه في ظل شهادة صديق العريس وصديقه الذي حضر واقعة التسليم، ورفضت الأخذ بإنكار المتهم في ظل الدلائل والوقائع.

وقضت محكمة الجنايات بمعاقبة المتهم بالحبس لمدة 3 أشهر وتغريمه مبلغ 492 ألفاً و200 درهم قيمة الذهب الذي اختلسه دون وجه حق، وأمرت بإبعاده عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم في السجن وتسديد الغرامة.