في فيلم «الغرفة التالية» (The Room Next Door) تؤدي الممثلة الأمريكية جوليان مور شخصية كاتبة تطلب منها صديقتها (تيلدا سوينتن) السكن معها في منزل ريفي؛ لأنها لا تريد أن تموت وحيدة وهي المصابة بالسرطان، الفيلم من إخراج بدرو ألمادوڤار، المقابلة التالية دارت في رحى مهرجان فينيسيا الأخير.
بعبارة واحدة، وبعد أن لاحظت مثل غيري أنك ما زلت كثيرة النشاط في التمثيل، بل أضفت الإنتاج إلى مهنتك، ما السر في هذا النشاط؟
حبي لمهنتي الذي لا يتوقف.
هل يمنحك النجاح المزيد من الرغبة في الاستمرار؟
بلا شك، لكنه يمنحني أيضاً المزيد من الثقة والكثير من الامتنان، كوني ما زلت قادرة على التمتع بأدوار في أفلام أحترم صانعيها، الأمر ليس هيّناً على أي ممثل، لكني أؤمن بأن هذا هو طريقي الوحيد.
كنت هنا سنة 2002 عندما عرض هذا المهرجان فيلمك «بعيداً عن الجنة» (Far From Heaven)، ثم عدت بفيلم آخر سنة 2009 على ما أعتقد، وبعد ذلك في سنة 2017 مع جورج كلوني...
ثم تم تعيينك رئيس لجنة التحكيم قبل عامين، ما الذي يعنيه لك أن تكوني رئيسة لجنة تحكيم في مهرجان كبير؟
دعني أقول لك إنه عمل مرهق، كل تلك الأفلام التي على أعضاء اللجنة مشاهدتها ومقارنتها في نقاشات متواصلة قبل الوصول إلى الحكم النهائي، لكني كذلك أعتقد أننا جميعاً كنا سعداء بالفرصة المتاحة لمشاهدة كل هذه الأفلام على اختلافاتها الفنية واختلافات موضوعاتها أيضاً.
كيف تلخصين تجربتك مع كل من تيلدا سوينتن وبدرو ألمودوڤار في «الغرفة التالية»؟
من دون مبالغة كانت تجربة رائعة، أولاً: أنت تتعامل مع ممثلة كنت تحلم بأن تمثل معها في فيلم واحد، ومع مخرج في مرتبة ألمودوڤار الذي يدرس كل تفصيلة في فيلمه ويتعاطى مع كل شيء خلال العمل، يصرف الوقت في متابعة تفاصيل كثيرة تعني له الكثير كالألوان والتصاميم المختلفة، الديكورات، نوع الكراسي، الإضاءة..
لاحظت أنه يريد لكل شيء أن يكون نظيفاً ولامعاً، كانت تجربة مهمّة جداً بالنسبة لي.
في الفيلم تؤدين دور مؤلفة روائية ناجحة تقرر أن تهب صديقتها المريضة وقتها، صديقتها على مشارف الموت وهذا يجعلك تعيشين لحظات صعبة معها، هل مررت بحالة مماثلة في حياتك الخاصّة؟
ليس على هذا النحو، لم تطلب مني صديقة أو قريبة أن أكون بجانبها وهي تعيش آخر أيامها، لكني بالطبع وككل الناس فقدت أعزاء في حياتي وحزنت جداً لذلك، دوري هنا أراه تجميعاً لتلك الذكريات أو... (تصمت لنحو دقيقة) أو بالأحرى إعادة إحياء لأحاسيس دفينة.
حسب تعداد أفلامك لا يبدو أنك تهتمين كثيراً بالراحة.
راحتي وسعادتي هي أن أعمل، لا أهتم بالوقت الذي سأقضيه في عملي، كما لا أشعر بالتعب منه، وأنا موقنة بأن الحياة تكون أفضل إذا ما كان المرء سعيداً في عمله، وأنا فعلاً كذلك.
علامَ تعتمدين حين الانتقال من شخصية إلى أخرى؟ على تحليل ما تقومين به أم تكتفين بالسيناريو؟
هناك أيضاً المخرج، أعتمد عليه لكي أستنتج إذا كانت رؤيتي للدور هي ذاتها التي يريد أم لا، طبعاً السيناريو الذي أقرأه عليه أن يلتقي وما أبحث عنه، دوري هو ترجمته على أفضل وجه.
المخرج ألمودوفار في الوسط
إذا كان العمل هو الدافع، ماذا عن الاختيارات؟ إلى أي مدى تهتمين بالعمل مع مخرجين محددين مثل ألتمن في زمانه وتود هاينز الذي أخرج لك فيلمك السابق «ماي ديسمبر» أو ألمودوڤار؟
العمل مع مخرجين موهوبين كالأسماء التي ذكرتها كان دوماً أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لي، لا أتصور نفسي بعيدة عن هذه الأسماء أو سواها في الواقع، التمثيل في أفلام تحت إدارة مخرج موهوب ضروري جداً لي.
مع زوجها بارت فرويندليك
أعتقد أن الأمر أكثر من مجرد رغبتك، المخرجون يطلبونك أنت تحديداً، هذا شيء مهم جداً.. أليس كذلك؟
شكراً، هذا من حسن حظي، أنا محظوظة في أنني خلال كل سنوات مهنتي حافظت على هذه الثقة، كل ما يتطلبه الأمر هو إجادة العمل والاستمتاع به.