29 سبتمبر 2024

"تتذكري؟".. فيلم يبرز دور المرأة في صناعة السينما الإماراتية

محررة في مجلة كل الأسرة

رحلة عاطفية مؤثرة خاضها مشاهدو فيلم «تتذكري؟»، وصلت إلى أعماق النفس الأنثوية، من خلال شخصية ليلى التي قدمت صورة واقعية عن التحدّيات التي تواجهها المرأة في حياتها اليومية، بفضل رؤية إخراجية حساسة، وإنتاج داعم، ليشكل إضافة نوعية إلى السينما الإماراتية، حيث يخوض الفيلم، بعمق، في المعارك الداخلية التي تخوضها المرأة في رحلتها عبر مراحل حياتها المختلفة..

ويعزز في الوقت نفسه مكانة المرأة في صناعة السينما، من خلال لغة سينمائية بصرية غنية، عكستها المخرجة الفلسطينية، ملاك منصورة، وجسدتها الفنانة السورية نادين خوري، بدعم وثقة من المنتجة الإماراتية ريحانة الهاشمي.

من بطولة الفنانة نادين خوري، والفنان ماهر صليبي.. احتفلت الشركة الإماراتية «مشكا للاستشارات الفنية» بالعرض الخاص لفيلم «تتذكري؟» في فوكس سينما ياس مول - مدينة أبوظبي، وسط حضور نجوم العمل، وصنّاعه، حيث التقينا هناك منتجة الفيلم ريحانة الهاشمي، والمخرجة ملاك منصورة، وكان لنا معهما هذين الحوارين.

تطوير المواهب السينمائية النسائية

استهلت ريحانة الهاشمي حديثها معنا بتسليط الضوء على دور المرأة الإماراتية في صناعة السينما، وقالت «أصبحت المرأة تشارك بقوة، في مختلف مراحل الإنتاج الفني، سواء في الإنتاج، أو الإخراج، أو الكتابة، مع دعم ملحوظ من الجهات المعنية، لتطوير المواهب النسائية، وهذا التقدم يعد جزءاً من رؤية أوسع، لدعم صنّاع الأفلام والمبدعين في الدولة.

فمن جهتي، أرى أن هذا الدور يتنامى بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهذا التقدم يعد جزءاً من رؤية أوسع، لدعم صنّاع الأفلام والمبدعين في الدولة، خصوصاً أننا نهدف حالياً إلى تقديم أعمال تحمل رسائل هادفة، تعكس هوينا الإماراتية، وثقافتنا العربية».

تبنّي قضايا نسائية

وحول أسباب اختيارها إنتاج فيلم «تتذكري؟»، بيّنت ريحانة الهاشمي أن شركة «مشكا» تهدف إلى تطوير المحتوى الفني الذي يحمل رسالة هادفة، مضيفة «من خلال أعمالي، أسعى لإيصال رسائل تسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات، وتقديم رؤى ملهمة حول التحديات التي نواجهها، كأفراد ومجتمعات..

وفيلم «تتذكري؟» يستعرض مرحلة مهمة وملهمة من حياة المرأة العربية، وتجاهل هذه المرحلة هو الذي دفعنا لاستعراض مختلف جوانبها، من خلال هذا العمل الذي استوقف مشاهديه، وأعاد تفكيرهم، ونظرتهم إلى أمور حياتية عدّة».

تحدّيات تواجه صناعة السينما في الإمارات

كما أشارت ريحانة في حديثها إلى قدرة المرأة الإماراتية على مواجهة التحدّيات التي تواجهها في كل المجالات، وأكدت «المرأة في الإمارات قادرة على تحقيق أي شيء، والتحديات التي تواجهها تشبه تلك التي يمرّ بها كل صانع محتوى، أو سينمائي، في الإمارات، وتتمثل هذه التحدّيات في تطوير المشاريع، وتوزيعها على نطاق واسع، بخاصة في الأسواق الدولية.

ورغم أن الفرص المتاحة جيدة، إلا أنه من الضروري تعزيزها لمواكبة احتياج الجمهور المتزايد، ورغبته في مشاهدة محتوى عربي ذي جودة عالية».

توفير منصة لعرض قصص وتجارب المرأة

وأكدت ريحانة الهاشمي أن السينما الإماراتية تدعم تمكين المرأة في هذا المجال، بشكل عام، وفي فيلم «تتذكري؟»، بشكل خاص «السينما الإماراتية يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في تمكين المرأة، من خلال توفير منصة لعرض قصصها وتجاربها، وتوسيع الفرص أمام النساء للعمل في جميع مجالات الصناعة السينمائية..

فيلم «تتذكري؟» على وجه الخصوص، يمثل فرصة لإبراز أصوات النساء العربيات، والتأكيد على دورهنّ في المجتمع، سواء كصانعات أفلام، أو كشخصيات قوية ذات تأثير إيجابي. يمكن أن يعزز الفيلم من الوعي بتجارب المرأة، ويسهم في تمكينها بشكل أكبر».

حوار مع المخرجة والكاتبة ملاك منصورة

استلهمت ملاك منصورة، فكرة الفيلم من قصة والدتها التي لحقت حلمها، ولو بعد حين، حيث بدأت الدراسة بعمر متقدم، وحالياً سجلت في دراسة الماجستير. وقالت في حديثها مع «كل الأسرة»: «أحب أن أركّز على القصص الإنسانية التي تلامس القلوب، وتغمر الجمهور في عوالم الشخصيات بعمق، وأحرص على إيصال رسائل تحمل معنى وتأثيراً، مثل الفيلم الروائي القصير الذي قدمته ضمن برنامج تعليمي بعنوان «مش زابطة»..

أما في فيلم «تتذكري؟» فأردت أن أروي قصة تمثل الصراع الداخلي الذي يعيشه الكثير من الناس في التوفيق بين توقعات المجتمع، وأحلامهم الشخصية، والرغبة في اكتشاف الذات من جديد، فقد كانت وسيلة البطلة «ليلى» لإحياء شغفها القديم، هي الحب».

تجربة ملهمة ومملوءة بالتحديات

أما عن التحدّيات التي واجهتها، فتبيّن «الحصول على الدعم لا يُعد أمراً سهلاً، حيث واجهت تحدّيات عدّة خلال التصوير. كنت في الأشهر الأخيرة من الحمل، ما أضاف عبئاً جسدياً، إضافة إلى ضيق الوقت المتاح للتصوير، ما جعل الأمور أكثر تعقيداً. ورغم كل هذه الصعوبات، فإن العمل على المشروع كان تجربة ملهمة، ومملوءة بالتحدّيات التي أسهمت في تشكيل رؤيتي السينمائية».

تشجيع المواهب الشابة

وختمت ملاك حديثها معنا عن الفرص التي يحظى بها المخرجون الشباب في الوطن العربي، وقالت إن هناك العديد من المؤسسات والهيئات التي تدعم الشباب وصنّاع الأفلام، وتأمل أن يستمر هذا الدعم ويتوسع، بخاصة في منطقتنا، وأن تشجيع المواهب الشابة وتقديم المزيد من الفرص لهم يسهم بشكل كبير في تطوير صناعة السينما، ومشاركة قصصنا مع العالم