21 مارس 2024

الشيف فيصل الهرمودي: ثقافة الأطباق الإماراتية تستحق الوصول للعالمية

محررة في مجلة كل الأسرة

الشيف فيصل الهرمودي: ثقافة الأطباق الإماراتية تستحق الوصول للعالمية

نجح الشيف الإماراتي فيصل الهرمودي في تحقيق هدفه بأن تحمل أطباقه بصمَته الخاصة، التي يمزج فيها مقادير محلية، بطرق ونكهات عالمية، فهو يرى أن دورهم كطهاة إماراتيين أن يرتقوا بمستوى الأطباق التقليدية لتصل للعالمية.

يسعى فيصل الهرمودي للوصول بالأطباق الاماراتية الى العالمية من خلال لمسات مبتكرة، يمكن أن تعزز مكانة هذه الأطباق لدى الجنسيات والثقافات المختلفة حاورت «كل الأسرة» الشيف فيصل الهرمودي، للحديث عن تجربته الناجحة في إدخال مكوّنات ونكهات عالمية في الأطباق الإماراتية، لكسر حالة الملل التي يشعر بها الناس من تكرار تناول الأكلات نفسها، لسنوات طويلة، ولمواكبة التطور الذي طرأ على المأكولات والمشروبات التي أصبحت تقدم بطرقة مبتكرة لجذب عشاق هذه النوعية من الأطباق، خصوصاً من فئة الشباب.

الشيف فيصل الهرمودي: ثقافة الأطباق الإماراتية تستحق الوصول للعالمية

لماذا اخترت العمل في مجال الطهي؟

دخولي مجال الطهي جاء بدافع شغف كبير بالمطبخ، ورغبة منّي في إيصال ثقافتنا للعالمية، من خلال الأطباق التي نشتهر بها، وقد انطلقت في عملي بعد تفكير ودراسة، إضافة للتدريب في فندق قصر الإمارات في أبوظبي على يد أمهر الطهاة هناك، فقد كان لدي قناعة كبيرة بأهمية عملي كطاهٍ، على الرغم من معارضة عائلتي حينها، فكثير من العائلات لا تقبل أن يعمل أبناؤها في المطبخ، ولا في مجال الطهي بشكل عام، وقد فوجئ أفراد عائلتي بنجاحي في المجال من خلال الإعلام الذي أشار إلى هذا النجاح في العديد من المقابلات الصحفية، الأمر الذي عزز موقفي أمامهم، وتقبّلوا الفكرة بالتدريج، بل وساعدوني على تحقيق وحلمي بأن أصبح «شيف» إماراتي يطمح إلى أن تصل أطباقه للعالمية.

الشيف فيصل الهرمودي: ثقافة الأطباق الإماراتية تستحق الوصول للعالمية

كيف نجحت في تقديم أطباق مبتكرة تدمج بين الأصناف المحلية والعالمية؟

بشكل عام، أحب الابتكار في الوصفات التي أقدّمها، ولكني أراه اليوم ضرورياً من أجل الوصول للعالمية، ولكسر الملل في تقديم أكلاتنا بطريقة تقليدية غير متجددة، فهدفي هو تطوير أكلاتنا المحلية، وتقديمها بطريقة مختلفة، وليس التغيير الكلي، فالوصفات القديمة والمعروفة يمكن أن تُخرج العديد من الأطباق الجديدة، فعلى سبيل المثال، صنعت طبق الرزيتو الإيطالي بطريقة «الصالونة»، كما قدّمت أكلة البايلا الإسبانية الشهيرة بالمرقة الإماراتية، والعديد من الأطباق الأخرى التي نالت استحسان من يحبون المذاقات الجديدة، والمختلفة، فنحن نعيش في دولة تضم العديد من الجنسيات، وفرصتنا أن نعرفهم على المطبخ الإماراتي بطريقة متنوعة ترضي جميع الأذواق.

الشيف فيصل الهرمودي: ثقافة الأطباق الإماراتية تستحق الوصول للعالمية

هل ترى أن الابتكار في الأطباق المحلية سلاح ذو حدّين؟

بالطبع سلاح ذو حدّين، هناك من لا يحب التغيير، وهناك من يرفض المساس بالأطباق المحلية باعتبارها تراثاً ثقافياً، ولكني أرغب في استقطاب المزيد من الفئات التي لم تجرّب أكلاتنا من قبل، فأحاول أن أدمجها بمقادير محببة ومعروفة لديهم، كما أستقطب فئة الشباب والمراهقين الذين يفضّلون الأكلات العالمية، ويحبّون «الاختراعات»، والأطباق الجدية، والغريبة نوعاً ما.

حدّثنا عن مشاركتك في القمة العالمية للحكومات؟

مشاركتي في القمة العالمية للحكومات كانت من خلال ركن خاص، قدمت فيه لزوار القمة قائمة طعام مميزة، لأطباق عالمية، بنكهات محلية، فقد كنت أريد أن أوصل للعالم رسالة ثقافية حضارية مبتكرة، بأن الطبخ يمكنه أن يعكس ثقافات، ويدمج حضارات، فقد قدمت الـ«مدلاين» الفرنسي بنكهة القهوة العربية، كذلك أعددت «التارت» بالحمّص والتمر و«الجامي» الإماراتي.

كما أن التجربة كانت فرصة للتعريف بأكلاتنا التراثية، وتصحيح المفاهيم الخطأ لدى الجنسيات الأخرى، فقد سألني أحد الزوار الأجانب بتعجب «هل لديكم حليب في الإمارات؟»، وأجبت عن سؤاله بالعديد من المعلومات عن طرق الإماراتيين في الماضي لاستخراج مشتقات حليب الماعز، وكيفية استخدامه في الماضي.

ما رأيك في النجاح الملحوظ للعديد من الطهاة المحليين والمنافسة على الساحة؟

لاحظت ذلك بالفعل، فقد أصبح توجه الشباب في الفترة الحالية نحو العمل الحر، والعمل في مجال الطهي يحتاج لكثير من الكوادر الإماراتية، من الجنسين، وبفضل القيادة الرشيدة وتشجيعها للشباب أن يبتكروا في خلق مجالات عمل تتماشى مع شغفهم ومواهبهم، إلى جانب خبراتهم في سوق العمل.