جيل «ألفا»، الجيل الذي ولد في عالم رقمي بالكامل، في عصر السرعة والتغيير المستمر، تختلف قيمه ومعتقداته عن الأجيال السابقة، ويواجه تحدّيات كثيرة في التواصل معها، فمع التطوّر التكنولوجي السريع، نشأ جيل «ألفا» محاطاً بالأجهزة الذكية والتطبيقات، ما خلق فجوة رقمية واسعة بينه وبين الكبار. هذه الفجوة قرّرت صانعة المحتوى الأصغر في هذا المجال، رتيل الشهري، تضييقها من خلال بودكاست «رتيل ألفا توك»، الذي وضعها في مقدمة الأطفال المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حاورت «كل الأسرة» صانعة المحتوى السعودية، رتيل الشهري، البالغة من العمر 13 عاماً، وتجذب لمشاهدتها آلاف المتابعين، كأصغر مؤثرة وصانعة محتوى سعودية، بدأت رحلتها في عالم المحتوى الرقمي في سِنّ مبكّرة، ولاقت شهرة واسعة بعد إطلاقها بودكاست «رتيل ألفا توك»، الذي أصبح منصة لتبادل الأفكار والمعرفة بين الشباب، وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم، لاسيما وأن جيل «ألفا» يبحث دائماً عن تجارب شخصية تتسم بالمرونة في استعراضها.
لماذا أطلقت بودكاست عن جيل «ألفا»؟
رسالتي هي فتح المجال لأبناء جيلي ليسألوا ما يحلو لهم، من دون نقد، أو تجاهل، أو رفض، فنحن في مرحلة نحب أن نسأل كثيراً، ونتحدث ونناقش، وعادة يرفض الكبار هذا النوع من «اللقافه»، بحسب وصفهم لأسئلتنا الفضولية، وبدوري، أسخّر منصتي لدعم أبناء جيل «ألفا»، وتوفير بيئة آمنة لهم للتعبير عن مشاعرهم وآرائهم بحرية، بل ومشاهدة تجارب أشخاص ناجحين في مجالات مختلفة، ليتعلموا من تجاربهم، ويكتشفوا أنفسهم من خلال قصصهم، فعادةً الأهل في هذه المرحلة من حياة أبنائهم لا يتحدثون إلا عن الدراسة والمدرسة، ولكن المدرسة لن تعلّمنا كل شيء، فهناك مهارات أخرى يمكن أن نتعلّمها من مصادر عدّة من الحياة، وليست موجودة في المدرسة.
ما التحدّيات التي تواجه جيلك؟
يعيش جيلينا في عالم معقّد، ومتسارع، ما يجعلنا أكثر عرضة للضغوط، النفسية والاجتماعية، فنحن الجيل الذي ولد في عصر الإنترنت، لدينا مهارات تواصل جديدة، ولدينا ذكاء عالٍ، وأفكار كثيرة، ونرغب في تغيير العالم من خلال هذه الأفكار، ولكننا نواجه، في الوقت نفسه، صعوبات في التواصل وجهاً لوجه، ودوري من خلال البودكاست الذي أقدّمه، مساعدة جيل «ألفا» على تحقيق توازن صحي بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي، خصوصا أن أغلب المواقف المحرجة التي نتعرض لها تكون خلال استخدامنا للـ«سوشيال ميديا».
كيف يرى جيل «ألفا» المستقبل؟
نرى المستقبل مشرقاً، بإذن الله، ونشعر بالأمل، ولكن إذا تمكنّا من تطبيق أفكارنا، وتحقيق أحلامنا التي نحلم بها اليوم، فقد نشأ جيلنا وسط تحدّيات، وصراعات، وفيروسات غريبة، وعلى الرغم من ذلك استطعنا خلق فرص للتعلّم، والتواصل، ولدينا رغبة كبيرة في مساعدة الناس، وتغيير الواقع للأفضل، ولكن للأسف، لا أحد يلتفت إلينا، إلا قلة من الأشخاص الذين يؤمنون بالقدرات التي نتمتع بها.
من الداعمين لك؟
أمّي من أبرز الداعمين لي، فقد بدأت شغفي بالـ«سوشيال ميديا» من خلال تقديم الإعلانات، وهي كانت بجانبي دائماً، وعندما اتجهت لعالم البودكاست، ظلت بجانبي تدعمني في كل خطوة.
أما عن الدعم بشكل عام، فدولتي، المملكة العربية السعودية، تعطي الفرص للجميع كي يبدع، ويبتكر، ويكون قدوة لغيره من الشباب والمبدعين، فقد حظيت باهتمام ودعم من مؤسسات مختلفة في السعودية، وتم تكريمي مرّات عدّة، ودعوتي في مناسبات مختلفة، لأكون نموذجاً لأبناء جيلي من الطموحين، الراغبين في تغيير واقعهم.
من هم ضيوفك في حلقات «البودكاست»؟
كما ذكرت من قبل، أحرص على استضافة أشخاص ملهمين، لديهم قصص نجاح، ويتمتعون بسرعة بديهة في الإجابة عن أسئلتي «الفضولية»، والتي أرى أنها أسئلة جيل بأكمله، وأسعى في الفترة القادمة لأن أستضيف أطفالاً، كنوع من تطوير المحتوى الذي أقدّمه.