تحرص صانعات محتوى المظهر على مشاركة مئات الآلاف من المتابعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الظهور «بلوك» مختلف في كل مرة، وطرق توظيف «المكياج»، وتنسيق الملابس لتناسب المكان والزمان لكل مناسبة، فقد مرت صانعات المحتوى، اللاتي سنسلط الضوء عليهن خلال التحقيق، بالعديد من المراحل في حياتهن كمؤثرات يشاركن متابعاتهن أبرز يومياتهن، ويتبادلن معهن العديد من الآراء المتعلقة بالمظهر، حتى تمكن من اقتحام مجال صنعة التجميل بثقة وقوة.
حاورت «كل الأسرة» نوران السيد، خلال مشاركتها في ملتقى «تيك توك» الإبداعي، حيث تتم مناقشة أفكار صناع المحتوى من الشباب، وقصص نجاحهم، فقد تمكنت نوران من حصد أكثر من مليون متابع، أغلبهن من النساء اللاتي يثقن في طريقة تنسيقها «للميك أب» والأزياء، خصوصاً للمحجبات، فهي تتعامل مع «الميك أب» كفن، يعكس موهبتها الفنية قبل التجميلية، بطريقة عفوية وإيجابية.
في بداية الحوار، لفتت نوران إلى صناعة «الترند»، وكيف يكشف لها عن أذواق الجمهور وتفضيلاتهم، «لقد عاش معظم المتابعات لدي مراحل صناعة المحتوى الخاص بالتجميل، حتى ارتديت الحجاب، بحيث آخذهن معي في جولة لشراء الملابس الخاصة بالمحجبات، وكذلك أساليب وضع «المكياج» المناسبة لهن، وقد لاحظت أنه من وقت لآخر تنطلق ظاهرة معينة تجذب آراء الفتيات لها، ويطلبن مني تلبية رغبتهن بأن تتناسب مع هذه الظاهرة أو «الترند» معهن. فعلى سبيل المثال انتشرت الآراء والفيديوهات التي تدعو للبساطة في الألوان والملابس خصوصاً بعدما شاهدوا حفل الأميرة رجوة في الأردن، ولكن هذا لا يعني أن أركز كصانعة محتوى على الألوان الهادئة والبسيطة، وأترك باقي الأذواق التي تناسب أجواء ومناسبات معينة، الأمر الذي اكتسبت من خلاله خبرة للتعامل مع المتابعات اللاتي وثقن بأنني لا أنحاز لرأي مجموعة دون الأخرى، ولكني أساعد الفتيات المحجبات الجدد لتنسيق ملابسهن القديمة لتتناسب مع زي الحجاب، أو أماكن شراء تلك الملابس وتنسيقها بشكل محتشم وعصري».
كيفية الحفاظ على الروح الإيجابية
وبالحديث عن التحديات التي تواجهها كصانعة محتوى تتواصل مع مليون متابع لمحتواها يومياً، «لا يمكن إنكار أن التواصل مع الجمهور باستمرار يحتاج إلى مجهود مضاعف من حيث خلق الوقت المناسب، وتنسيق مكان التصوير، والأهم هو الحفاظ على حالة إيجابية وروح مرحة، ولكنني أشعر بسعادة من ردود الأفعال الإيجابية، خصوصاً عندما أشاركهم تجربة معينة، أو نصيحة حصلت عليها وطبقتها في حياتي، ولكنني أحرص في الوقت نفسه على التأكيد بأن النتيجة قد تختلف من شخص لآخر وعليهم التأكد من رأي متخصص أو طبيب خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالبشرة وطرق العناية بها أو علاجها».
من الأزياء إلى التجميل
ومن فلسطين تعد المؤثرة في مجال التجميل نغم زلابية، نموذجاً ملهماً لريادة الأعمال وتحقيق النجاح، فهي تؤمن بأن الجمال موجود لدى الجميع، وأن الاهتمام بالمظهر الخارجي والثقة بالنفس يمكن أن يعززا الجوانب الجميلة في الشخص، بينما تساهم منتجات التجميل بتسليط الضوء على جوانب مختلفة من الجمال الموجود، والتي قد تكون غير مكتشفة. فابتكرت فكرة بيع منتجات التجميل والمكياج باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للترويج عن أفكارها المستدامة في مجال التجميل، حتى تمكنت من تخصيص بعض الرفوف في محال الأزياء التي تعمل معها لعرض مشروعها الذي أطلقت عليه اسم «نغم برو». تتنوع منتجات نغم برو بين العناية بالبشرة والشعر ويمكن استعراضها من خلال تطبيق خاص على الهواتف الذكية.
استخدام منتجات صديقة للبيئة
التعليقات الإيجابية تعكس الأثر الإيجابي الذي تتركه المنتجات الصديقة للبيئة
وتتحدث نغم عن رحلتها، قائلة «لطالما حلمت بامتلاك عملي الخاص، وكان عملي في مجال الأزياء هو مصدر إلهامي الأساسي. وكان طموحي هو المحرك وراء إصراري لتحقيق النجاح، وهو ما أكسبني ثقة عالية بمقدرتي على الوصول لأهدافي الشخصية في البداية. إلا أن ما يدفعني اليوم للعمل والاستمرار هو الإحساس بالزهو والثقة اللذين يغمران النساء والفتيات اللاتي يستخدمن «نغم برو»، والتعليقات الإيجابية التي تعكس الأثر الإيجابي الذي تتركه هذه المنتجات التي يزيد عددها على 100 منتج، حيث يتم التركيز على جودة المواد الأولية وكونها صديقة للبيئة بدلاً من المعايير التجارية الخاصة بالإنتاج بكميات كبيرة على حساب نوعية المنتج وآثاره المحتملة في النساء، فلدي وحدة بحوث وتطوير تابعة «لنغم برو» بالتعاون مع مختبرات شركة يونيفاركو الإيطالية المعروفة، وكذلك أعرق الجامعات الأوروبية للتحقق من جودة وسلامة المواد المستخدمة».
ابتكار حلول للعناية بالبشرة
منتجات تجميل تعكس الترابط مع الأسرة
أما نغم خطيب فقد ألهمتها ابنتها الصغيرة لإنتاج مسحوق تجميل مناسب للفتيات الصغيرات، فهذا ما تحدثت لـ «كل الأسرة» عنه كونها تركز في ابتكار منتجات تجميل تعكس ترابطها مع أسرتها، الذين يشاركونها جميع مراحل نجاحها والمحتوى التجميلي الذي تقدمه منذ انطلاق الفكرة وصولاً لتطبيقها، وتبين «أحب أن أبحث عن حلول للفتيات للعناية ببشرتهن في الظهور «بلوك» صحي وجميل، وانطلقت من دبي التي تستقطب العديد من صناع المحتوى خصوصاً الذي يهتمون بالتجميل، وقد حرصت على مراعاة الطقس الحار في الإمارات، وابتكرت مساحيق تجميل أطلقت عليها «نغم كوليكشن»، والتي لا تتأثر بالتعرق بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وتضفي لوناً طبيعياً غامقاً للبشرة، خصوصاً للفتيات اللاتي يرغبن في الحصول على لون «التان» المناسب لفترة الصيف. أما بالنسبة للمنتج الخاص بالفتيات الصغيرات، فهو بمثابة تشجيع للفتيات للتعود على العناية ببشرتهن في مرحلة عمرية مبكرة، ولإعطائهن المزيد من الثقة بأنفسهن».