لورين.. أرملة ستيف جوبز تشارك في معركة الرئاسة الأمريكية وتظهر في أروقة البيت الأبيض
زوجها سوري الأصل، تخلّى عنه أبواه، وتربّى في عائلة أمريكية، وهو مؤسس شركة «آبل» العملاقة للتقنيات الحديثة. فارق الحياة قبل 13 عاماً، وهو في عز تألقه. كان يبلغ من العمر 56 عاماً، أودى به المرض الخبيث، وأورث زوجته، لورين باول جوبز، مليارات الدولارات. ومنذ رحيل زوجها، لم تكن الأرملة الثرية تظهر كثيراً في وسائل الإعلام، وحتى خلال حياته فإنها كانت تتجنب الأضواء. لكنها عادت فجأة إلى صدارة المشهد، لتشارك في كواليس معركة الرئاسة في الولايات المتحدة. ماذا تريد من نشاطها الانتخابي الجديد؟
دعم المهاجرين
إن للورين جونز من الإمكانات المالية ما يسمح لها بالتبرع لعشرات الجمعيات التي تهتم بتعليم أبناء المهاجرين. كان زوجها ابن مهاجر سوري من حمص، يدعى عبد الفتاح الجندلي، حاصرته الظروف، ولم يتمكن من توفير معيشة طيّبة لولده الذي تبنّته عائلة أمريكية، وأحاطته بأفضل رعاية ممكنة، مع تعليم رفيع في أرقى الجامعات. ولهذا، فإن ستيف جوبز كان نموذجاً للفرد الذكي الذي ما كان له أن ينبغ في مجال صعب لولا توفر التعليم المناسب لمواهبه. وهذا هو بالضبط ما تسعى أرملته لتوفيره للموهوبين من أبناء المهاجرين في الولايات المتحدة، مهما كانت أصولهم.
تدعم لورين جوبز المرشحة كامالا هاريس، وهي من أصول أفريقية وهندية، أي أنها سليلة مهاجرين أيضاً، تقدمت في المراتب حتى بلغت منصب نائبة الرئيس بايدن. ولم يكفها ذلك، بل تضع عينها على المنصب الأرفع في الدولة، أي الجلوس على كرسي الحكم في البيت الأبيض الأمريكي.
تبلغ لورين جوبز من العمر 60 عاماً، وقد أمسكت بمقاليد حياتها بعد وفاة زوجها. وتقدّر ثروتها بأكثر من 15 مليار دولار. وطبعاً، فإن ثروة بهذا المقدار تفرّخ ملايين إضافية، كل يوم. إنها صاحبة الأسهم الأكثر في شركة «والت ديزني» للترفيه والإنتاج الفني، كما تملك 5.5 مليون سهم من شركة «آبل»، أثقل الشركات وزناً في البورصة الأمريكية. ويقول صديق مقرّب من عائلة جوبز، إن لورين ارتدت ثياب الحداد على زوجها لمدة سنة، وظلّت تبكيه لخمس سنوات تالية. إن حياتها تتركز على ذكرى زوجها، وعلى أسرتها. وها هي تطفو للمرة الأولى على موجة المشهد العام، لقد وعدت، ونفذت وعدها بأن تكون من داعمي الحزب الديمقراطي.
لورين جوبز.. متبرعة سخيّة لكامالا هاريس
جاء في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن لورين جوبز تقف في مقدمة المتبرعين لحملة هاريس التي ستنتهي الشهر المقبل. لكن التعاون بين المرأتين بدأ قبل ذلك بسنوات عدّة، وبالتحديد في عام 2003. ففي ذلك العام، تبرّعت مسز جوبز بمبلغ 500 دولار فقط، لهاريس التي كانت تسعى للفوز بمنصب المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو. ورغم تفاهة المبلغ، فقد توطدت العلاقة بين المرأتين. وكانت إحداهما تدعو الأخرى إلى منزلها للغداء، أو العشاء. كما تبادلتا الدعوات لحفلات الأعراس، أو السهرات العائلية.
ومنذ سنوات عدّة، صار من المعتاد دعم لورين لصديقتها كامالا في طموحها الذي لا يعرف حدوداً. لقد أسهمت في حملة التبرعات لكي تحصل هاريس على حلمها بالرئاسة، وحشدت لها متبرّعين بلغت تبرعاتهم 361 مليون دولار، وهو الرقم الذي أعلنه فريق المرشحة الديمقراطية، ويزيد بثلاث مرات على ما جمعه خصمها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.
روحية تطوعية
تتمتع أرملة جوبز بروحية تطوعية. إنها مهمومة بمساعدة الآخرين، فهي ناشطة منذ 35 عاماً في مجال مساعدة المهاجرين للوصول إلى التعليم، والحياة الكريمة. وفي عام 1997 أسست «كوليج تراك»، وهي جمعية غير ربحية، هدفها مساعدة الطلاب الفقراء على دخول الجامعات، ومنحهم تأهيلاً عالياً. وبعد عشر سنوات، بلغ عدد من ساعدتهم 1400 طالب، ونجحت في إيصال 90 في المئة منهم إلى الجامعة. وبما أنها صديقة لعائلة الرئيس كلينتون، وزوجته هيلاري، فقد استضافت ابنتهما تشيلسي عندما كانت طالبة في جامعة «ستانفورد». وفي عام 2001 دعمت مع الرئيس أوباما، مشروع قانون «ذا دريم آكت» الذي يساعد بعض الأشخاص، ممن يقيمون في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، على أن يصبحوا مواطنين أمريكيين. وفي هذا السياق، أنتجت فيلماً بعنوان «الحلم الآن»، للعرض في الجامعات، وتوعية الجيل الجديد بهذه المشكلة. ولم يقتصر نشاط أرملة جوبز على الولايات المتحدة، ففي عام 2010 تشاركت مع الممثل بين آفليك، في مبادرة «شرق الكونغو»، لدعم التنمية، الاجتماعية والاقتصادية، في تلك البلاد الأفريقية.
الحياة الخاصة للورين جوبز
لم تكن الحياة الخاصة للورين جوبز معروضة للعموم. وبعد عام من رحيل زوجها، وافقت على الظهور في مقابلة تلفزيونية تطرقت فيها إلى الطبع الخجول والنقي لزوجها، الذي كانت قد تعرفت إليه عندما كانت طالبة في «ستانفورد»، وقالت «إن ما أراد ستيف جوبز تحقيقه في حياته هو تأسيس وسيلة تسمح للناس بإظهار أفضل ما لديهم. وأظن أنه حقق ذلك. وأنا أعيش على تلك المهمة التي أورثني إيّاها». ولدت لورين باول في نيوجيرسي، لأب عسكري مات في حادث تحطم طائرة. درست في جامعة بنسلفانيا، وأصبحت محلّلة للبورصة في شركة «ميؤيل لينش»، ثم «جولدمان ساكس». التحقت بعد ذلك بمعهد الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة «ستانفورد». وفي عام 1989 وجدت نفسها، بالمصادفة، جالسة بجانب ستيف جوبز الذي كان يزور جامعتها لإلقاء محاضرة. تقول إنه كان لطيفاً جداً، وحبوباً، بحيث إنها وافقت على دعوته للعشاء في الليلة نفسها. هكذا ابتدأت الحكاية، وبعد شهرين تزوّجا.
اقرأ أيضاً: ابنة ستيف جوبز.. من فارسة إلى عارضة أزياء