16 يناير 2022

التلعثم.. متى يكون خطراً على نفسية الطفل؟

محررة باب "صحة الأسرة"

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

التلعثم».. متى يكون خطراً على نفسية الطفل؟

يمر العديد من الأطفال الصغار الذين تراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات بحالة التلعثم هذه، ولكن إذا ما استمرت معه ربما تتسبب بمشاكل نفسية تجعله في عزلة وخوف من التحدث مع الآخرين. يمكنك مساعدة طفلك الذي يعاني هذه الحالة بعدة طرق، حتى يتغلب عليها دون أن تترك بصمات سيئة في شخصيته.

سمات واضحة

الطفل الذي يعاني هذه الحالة يكرر مقاطع لفظية أو كلمات أو عبارات معينة، ويطيل فيها، أو يتوقف فجأة أثناء التحدث مع عدم إصدار صوت لأصوات ومقاطع معينة. هو شكل من أشكال خلل النطق، وهو انقطاع في تدفق الكلام. في كثير من الحالات يزول التلعثم من تلقاء نفسه في سن الخامسة، ولكن عند بعض الأطفال يستمر لفترة أطول.

متى تظهر؟

وتميل العلامات الأولى للظهور عندما يبلغ الطفل نحو 18ـ 24 شهراً. وكلما كبر الطفل يبدأ في تجميع الكلمات معاً لتكوين جمل، ولكنه قد يتلعثم في نطقها. بالنسبة للآباء قد يكون التلعثم مزعجاً ومحبطاً، لكن من الطبيعي أن يتعرض له بعض الأطفال في هذه المرحلة. كن صبوراً مع طفلك قدر الإمكان. قد يتلعثم الطفل لبضعة أسابيع أو عدة أشهر، وقد يظهر التلعثم ويختفي، ويتوقف لدى معظم الأطفال الذين بدأوا فيه قبل سن الخامسة دون الحاجة إلى مساعدة كعلاج النطق أو اللغة. وإذا كان التلعثم لدى طفلك يحدث كثيراً أو يزداد سوءاً، أو يحدث جنباً إلى جنب مع حركات الجسم أو الوجه، فإن رؤية معالج النطق واللغة في سن الثالثة هي فكرة جيدة.

أسباب الحالة

الأطباء والعلماء ليسوا متأكدين تماماً من أسبابه، لكن يعتقد معظمهم أن بعض الأشياء تسهم في ذلك مثل مشكلة في الطريقة التي تتفاعل بها رسائل الدماغ مع العضلات وأجزاء الجسم اللازمة للتحدث، كما يعتقد البعض أنه قد يكون وراثياً. الأطفال الذي يعانون هذه الحالة يكون لديهم في الغالب أحد أفراد الأسرة المقربين يعاني هذه الحالة أيضاً.
وربما يتطلب الأمر تدخلاً من قبل المتخصصين. إذا كان طفلك يبلغ 5 سنوات وترى عليه هذه العلامات، تحدث إلى الطبيب أو معالج التخاطب واللغة.

التلعثم».. متى يكون خطراً على نفسية الطفل؟

العلامات

  • يحاول تجنب المواقف التي تتطلب التحدث.
  • يغير كلمة خوفاً من التلعثم.
  • لديه حركات في الوجه أو الجسم مع التلعثم.
  • يكرر كلمات وعبارات كاملة بشكل متواصل.
  • يكرر الأصوات والمقاطع في كثير من الأحيان.
  • حديثه يكون مشدوداً وليس بأريحية.

كيف تساعد طفلك؟

جرب هذه الخطوات كي تُخرج طفلك من هذه الحالة:

  • لا تطلب منه التحدث بدقة أو بشكل صحيح في جميع الأوقات. اجعل حديثه معك ممتعاً وشائقاً بالنسبة له.
  • استخدم وجبات الأسرة كوقت محادثة، وتجنب مصادر التشتيت مثل الراديو أو التلفزيون.
  • تجنب التصحيحات أو الانتقادات مثل «تمهل» أو «خذ وقتك» أو «خذ نفساً عميقاً». هذه التعليقات مهما كانت حسنة النية، ستجعل طفلك يدرك أن لديه مشكلة.
  • تجنب جعل طفلك يتكلم أو يقرأ بصوت عالٍ عندما يكون غير مرتاح أو عندما يزداد التلعثم. وبدلاً من ذلك قضّ معه هذه الأوقات في ممارسة الأنشطة التي لا تتطلب الكثير من الكلام.
  • لا تقاطعه أو تخبره بأن يبدأ من جديد.
  • لا تطلب منه أن يفكر قبل أن يتحدث.
  • توفير أجواء هادئة في المنزل.
  • حاول إبطاء وتيرة الحياة الأسرية.
  • تكلم ببطء ووضوح عند التحدث إلى طفلك أو إلى الآخرين بحضوره.
  • حافظ على التواصل البصري معه وحاول ألا تنظر بعيداً أو تظهر علامات الانزعاج.
  • دعه يتحدث عن نفسه وينهي الأفكار والجمل.
  • توقف مؤقتاً قبل الرد على أسئلة طفلك أو تعليقاته.
  • تحدث إليه ببطء، وهذا يتطلب الممارسة! إذ سوف تساعد نمذجة معدل الكلام البطيء في طلاقة طفلك في الحديث.

عادة تتأرجح حالة التلعثم عندما يدخل الأطفال المدرسة الابتدائية، ويبدأون في شحذ مهارات التواصل لديهم. من المحتمل أن يكون الطفل في سن المدرسة، والذي يستمر في التلعثم، على دراية بالمشكلة وقد يشعر بالحرج بسببها، وقد يلفت انتباه الزملاء والأصدقاء فيبدأون في مضايقته. وإذا حدث هذا مع طفلك فتحدث إلى المعلم الذي يمكنه معالجة هذا الأمر في الفصل مع الأطفال، حتى ينتبه إلى ضرورة تقليل مواقف التحدث المجهدة للطفل إلى أن يبدأ علاج النطق ويتجاوز هذه المشكلة دون أن تؤثر في شخصيته.

 

مقالات ذات صلة