7 يوليو 2022

قبل الانفجار!.. كيف تسيطر على انفعالاتك وردود أفعالك؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

قبل الانفجار!.. كيف تسيطر على انفعالاتك وردود أفعالك؟

تتبدّى إدارة المشاعر فناً قائماً بحد ذاته يحتاج إلى أدوات وآليات تضبط إيقاعه وتواكب الواقع النفسي والاجتماعي للفرد وغيرها من جوانب تسهم في نجاح تلك الإدارة، وتفعيل المهارات والقدرات للتمكن من السيطرة على انفعالاتنا بشكل إيجابي وتوجيه مشاعرنا، بما يحد من إفساد علاقاتنا مع الآخرين.

وباعتبار أن إدارة المشاعر هي «جزء من الذكاء العاطفي»، فإن من الأهمية التأكيد على «ثمار» ضبط انفعالاتنا وليس كبتها والتعبير عن مشاعرنا بطريقة تساعدنا على التواصل الفاعل.

في هذه الورشة، تعرفنا المدربة نصرة الحبسي، مدرب قيادة وتنفيذي معتمد، إلى ماهية إدارة المشاعر وآثار التفكير السلبي في الصحة والطرق الخطأ في التعامل مع مشاعرنا السلبية وانفعالاتنا وتزودنا بآليات التحكم بها وبردود أفعالنا.

ما مفهوم إدارة المشاعر؟

تعرّف الحبسي مفهوم إدارة المشاعر بكونه «مقدرة الفرد على فهم وإدراك المشاعر الذاتية، وأحياناً فهم مشاعر الآخرين وتقبلها، حيث تصل لمرحلة بأن تقود مشاعرك بدلاً من جعلها تقودك، والذي بدوره يؤدي إلى ضبط النفس العاطفي، وهي القدرة على إدارة العواطف المزعجة والاستمرار في الحياة بفاعلية، حتى في المواقف العصيبة».
تقول «نحن نحتاج إلى المشاعر الإيجابية لننمو ونزدهر بحياتنا، و نحتاج أيضاً إلى أن نتقبل المشاعر الصعبة لأنها جزء من حياتنا، وإذا استطعنا أن نديرها بطريقة فعالة فسوف تساعدنا على التطور والنمو. وفي المقابل، فإن كبت المشاعر وكتمانها يؤدي إلى المشكلات والاضطرابات النفسية، وبالتالي تصعّب حياة الإنسان الاجتماعية وتفسد علاقاته».

ماذا يحدث إذا فقدنا التحكم في الانفعالات السلبية؟

توضح الحبسي «أن عدم القدرة على إدارة المشاعر والتعامل معها هو السبب الجذري للاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب واضطراب الشخصية وقد يكون الشخص أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء وتعطل القدرات والمهارات عندما نكون تحت سيطرة انفعالاتنا السلبية الشديدة».

والسبب في ذلك حسب الدراسات العلمية «تستقبل اللوزة الدماغية التهديدات عندما تجتاح العواطف الشديدة غير المنضبطة العقل، لذلك يحدث ما يسمى بـ «اختطاف اللوزة»، حيث تتولى هذه اللوزة بقية مهام المخ، وبالتالي تضعف القدرة على التعلم والتذكر والمرونة. ومن الجدير بالذكر بأن هذه اللوزة غالباً ما ترتكب أخطاء، لأنها تعالج جزءاً صغيراً من الإشارات التي تتلقاها بشكل فائق السرعة، بينما تذهب الإشارات الأخرى من مُدخلات الحواس إلى أجزاء أخرى من الدماغ وتستغرق وقتاً أطول لتحليلها. ولذلك يقع معظم الأشخاص بالخطأ حين اتخاذ قراراتهم وقت الانفعالات الشديدة والغضب».

قبل الانفجار!.. كيف تسيطر على انفعالاتك وردود أفعالك؟

طرق خطأ في التعامل مع مشاعرنا السلبية

إلى جانب التداعيات الناتجة عن فرط الانفعالات السلبية وعدم القدرة على ضبطها، هناك ثمة 4 طرق خطأ يعتمدها البعض في التعامل مع المشاعر السلبية ومنها:

  1. الإنكار: أي رفض المشاعر وعدم السماح لها بالوجود. الإنسان ينكر مشاعر الحزن مثلاً ويكتمها، وتنتج عن هذا الكبت أمراض عضوية ونفسية حيث إن رفضه الاعتراف بأنه يعاني مشكلة ما قد يؤدي به إلى «الانفجار» أو التصرف بطريقة ضارة.
  2. الانسحاب: ابتعاد الشخص عن التواجد أو المشاركة في أية أنشطة مع الآخرين. ويؤدي الانسحاب إلى سلسلة من المشاعر السلبية مثل: الشعور بالوحدة الشديدة، سوء التفاهم، الغضب وتشوه التفكير.
  3. التنمر: يستخدم الشخص التهديد أو السخرية لإظهار القوة على الآخرين لأنه لا يشعر بالرضا عن نفسه، لذلك يتجه هذا الفرد لإيذاء الآخرين وإشعارهم بالسوء لكي يخفف من الشعور بالاستياء الداخلي لديه.
  4. إيذاء النفس: يتخذ إيذاء النفس أشكالاً عديدة منها: الجرح والضرب، أو تجويع النفس، أو الانهيار، أو المشاركة في سلوك خطأ، ويتجه الأفراد لهذه الطرق كي يشعروا بأنهم يسيطرون على آلامهم العاطفية الداخلية، وبالرغم من أنهم يشعرون بهذه السيطرة المؤقتة، إلا أن البعض قد يدمن هذه السلوكيات الخطأ والتي قد تزيد من آلامه.

قبل الانفجار!.. كيف تسيطر على انفعالاتك وردود أفعالك؟

كيف لنا أن نتحكم بالمشاعر السلبية وبردود أفعالنا؟

في هذا الصدد، تزودنا المدربة الحبسي بجملة خطوات:

  • تمعن في نتائج مشاعرك تجاه علاقاتك: إن عدم التحكم بالمشاعر القوية يؤدي إلى تعرض الفرد لبعض المشكلات العاطفية مع الناس المحيطين به، وهذه الانفعالات قد تؤدي إلى تعرض الشخص لنزاعات مع الأصدقاء، العائلة أو شريك الحياة، وقد تسبب صعوبة في التعامل والتواصل مع الآخرين.
  • حدد ما تشعر به: وذلك يتحقق حين قضاء الشخص وقتاً مع النفس، والتفكر والتحقق بشأن الحالة المزاجية التي يشعر بها. إن معرفة السبب لتلك المشاعر سيساعد على تحديد تلك المشاعر بشكل أفضل.
  • تقبل مشاعرك: إن محاولة التقليل من قيمة مشاعرك، من باب التحكم بها، لن يساعد في حل المشكلة. لا تنكر مشاعرك ولا تقلل منها، فقط تقبل هذه المشاعر كي تشعر بارتياح كبير تجاهها، فذلك سيمنحك القدرة على السيطرة على انفعالاتك بين الحين والآخر.
  • قم بتدوين انفعالاتك اليومية: إن كتابة ردود أفعالك ومشاعرك وسبب انفعالاتك خلال اليوم سيساعدك على التفكير والتأمل بالأمر، وتركيز أكثر تجاه الأمور في المستقبل.
  • خذ نفساً عميقاً: إن تمرين التنفس ببطء يساعدك على الاسترخاء والتراجع عن أول رد فعل قد ينتج عن انفعال أو غضب شديد، والذي قد ينتج بسبب استقبال اللوزة الدماغية للإشارات، لذلك تنفس ببطء واحبس أنفاسك لمدة 3 ثوان، ثم اترك النفس ليخرج ببطء، وذلك كي لا تصدر قرارات خطأ قد تندم عليها لاحقاً.
  • اختر الوقت الصحيح كي تعبر عن مشاعرك: إن اختيار الوقت والمكان المناسبين لانفعالاتك ومشاعرك يؤدي إلى عدم تفاقم الوضع. على سبيل المثال، قد يساعدك الصراخ في وسادتك أو ضربها في التنفيس عن غضبك الشديد أو التوتر.
  • تجنب الأفكار السلبية في رأسك وحاول تغييرها بأفكار إيجابية: حديث النفس السلبي قد يحول هذه الأفكار إلى واقع لدى الفرد.
  • مارس تمارين التأمل: هذه التمارين تساعدك في السيطرة على مشاعرك الانفعالية وتزيد من هدوء النفس لديك ووعيك بمشاعرك وتقبلك لها، كما تساعدك على الاسترخاء.
  • قلل من شرب الكافيين: زيادة شرب الكافيين يؤدي إلى زيادة إفراز مادة الأدرينالين في جسم الإنسان وله تأثير سلبي، كزيادة سرعة رد الفعل وعدم التفكير قبل القيام بردود الأفعال حتى في أبسط الأمور.

 

مقالات ذات صلة