عند الحديث عن المبالغة في التسوّق سيذهب تفكيرنا مباشرة، إلى الأمور المالية، والرصيد البنكي، وقلّة من يفكّر في أن هذا الاندفاع للتسوق، الذي يصل أحياناً إلى حدّ التهور، يمكن أن يكون إدماناً، يستوجب العلاج. لذلك من المهم للغاية التعرف إلى علامات إدمان التسوّق، ومراحله الأربع.
تقلّب الفتاة صفحات متجر إلكتروني على منصة «إنستغرام» فيعجبها زوج من الأحذية الخفيفة. صحيح أنه باهظ الثمن، ولكنها تقول مع نفسها «أنا بحاجة إليه». بعد أسبوع يصل زوج الأحذية فتكتشف أنه غير مثالي، ولا يتماشى مع توقعاتها، فينتهي به الأمر محشوراً في خزانة الأحذية، بجوار الجاكيت الذي «كان عليها اقتناؤه» قبل أسبوع، ولم يكن هو الآخر مناسباً لها.
هذا ما يفعله عدد أكثر بكثير مما نتوقع، بعد أن يقعوا فريسة الشراء المتهوّر.. فكيف يمكنك معرفة أن عملية الشراء التي تقوم بها، من حين إلى آخر، ليست مجرد عملية شراء، بل مشكلة كبيرة؟
يؤكد الخبراء أن الاتجاه الأكثر إثارة للقلق في إدمان التسوّق، هو عندما تنفد الموارد المالية للشخص فيسعى للحصول على القروض، أو التوسل لاقتراض المال من الآخرين، أو حتى سرقة النقود، أو بطاقات الائتمان، أو يبيع أدواته المنزلية، أو ينخرط في سلوكات محفوفة بالمخاطر، للحصول على المال، أو يسرق أشياء.
مقياس بيرغن لإدمان التسوق
تعتبر السرقة مؤشراً متطرفاً لمشكلة أكبر، لكن قد تلاحظ علامات أصغر. يقول الخبراء إن المتخصصين في الصحة العقلية، غالباً ما يستخدمون أداة قائمة على الأدلة لقياس ما إذا كانت عادات التسوّق قد أصبحت شيئاً أكثر خطورة. يمكنك العثور على هذا الاستبيان المكون من 28 عنصراً، والمشاركة فيه للحصول على تقييم.. ولكن يقوم الاستبيان بتقييم ست مؤشرات على إدمان التسوق:
يشير الخبراء إلى أنه من المحتمل وجود إدمان التسوق بين الأفراد الذين يُظهرون أربعة، أو أكثر من المؤشرات المذكورة أعلاه.
المراحل الأربع لإدمان التسوّق
يُطلق على إدمان التسوّق أيضاً اسم اضطراب الشراء القهري، وفقاً لبحث نُشر في مجلة علم النفس العالمي. يتميّز اضطراب الشراء القهري بأربع مراحل، تحدث قبل، وأثناء، وبعد إجراء عمليات الشراء. إذا بدت هذه المراحل مألوفة لك، فقد يكون ذلك مؤشراً على أن شراءك ليس مجرد نزوة عرضية، بل هو أقرب ما يكون إلى إكراه.
المرحلة الأولى: الترقّب
أثناء الترقّب، قد يكون لديك إصرار على الحصول على شيء محدّد، أو إتمام عملية الشراء.
المرحلة الثانية: التحضير
يصف الخبراء التحضير بأنه «التخطيط لتجربة التسوّق الشخصية»، بما في ذلك البحث عن عنصر معيّن، والبحث عن أسعار البيع، وتحديد كيفية ومكان التسوّق، في المتجر أو عبر الإنترنت.
المرحلة الثالثة: التسوّق
وهي مرحلة القيام بالتسوّق، والتي يمكن أن توفر «نشوة المتسوّق» المبهجة.
المرحلة الرابعة: الإنفاق
وأخيراً، المرحلة الأخيرة هي دفع المال لقاء الشيء الذي اشتريته، وقد يشعر المتسوّق بالإثارة تحسباً لاستلام العنصر الجديد الذي تم شراؤه، و/أو خيبة الأمل من نفسه بسبب الإنفاق مرة أخرى.
الحصول على مساعدة لعلاج إدمان التسوّق
يمكن لمجموعات الدعم، إضافة إلى العلاج الفردي، أن تساعد على علاج إدمان التسوّق. في العلاج، تتاح للشخص الفرصة للعمل مع متخصص للاعتراف بالمشكلة، وتقييم مدى خطورتها، وتحديد الأسباب والمحفزات وعوامل الخطر.
سيقوم المعالج بوضع خطة علاجية مخصصة بناء على احتياجاتك الشخصية. إحدى الطرق الشائعة لعلاج إدمان التسوّق هي العلاج السلوكي المعرفي، الذي من خلاله يمكنكما، أنت ومعالجك، مواجهة عمليات التفكير الإشكالية. وأحد الأمثلة على التفكير الإشكالي الذي يحيط بالتسوّق هو «أستطيع أن أشتري هذا الآن، وأحصل على المال لاحقاً».
طرق الحد من الاندفاع في الشراء
حتى لو كانت سلوكاتك الشرائية تعتمد على الدافع، وليس الإكراه، فقد لا تزال ترغب في تقليصها. ربما يكون منزلك أو خزانتك مملوءة بالأشياء التي لا تحتاج إليها، أو لا تريدها حقاً. أو ربما قرّرت أن بإمكانك الاستفادة من فترة الراحة في سداد الرصيد لبطاقتك الائتمانية، يقدم الخبراء بعض التكتيكات للحد من الرغبة في الإضافة إلى سلة التسوق:
من المهم أن تكون هذه الجهود متعمدة ومتّسقة، إذ من السهل الوقوع بسرعة في العادات القديمة.
الشراء الاندفاعي
ضع في اعتبارك أن الشراء الاندفاعي قد يكون في بعض الأحيان بسبب الخوف من تفويت الفرصة. لذا، إذا كان هذا هو السبب الجذري للرسوم المتراكمة، فجرّب قائمة الرغبات. ضع شيئاً ما في «المفضّلة»، أو أضفه إلى «عربة التسوق» عبر الإنترنت، لكن لا تقم بشرائه، فأنت تعلم بأنه موجود، ويمكنك دائماً العودة إليه لاحقاً، إذا قررت حقاً أنك لا تستطيع العيش من دونه. في كثير من الأحيان، سوف يمر هذا الشعور، وستكون قد وفّرت القليل من ميزانيتك.
دع عواطفك تهدأ قبل أن تقرر.
اقرأ أيضاً:
- ما أسباب إدمان الزوجة على التسوّق؟
- 8 نصائح تخلّصك من إدمان التسوّق
هل أنت مدمن تسوّق؟