14 أغسطس 2022

ما أسباب الجمود العاطفي في العلاقات الزوجية؟ وكيف نعالجه؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

ما أسباب الجمود العاطفي في العلاقات الزوجية؟ وكيف نعالجه؟

تعترف إحداهن أنها وصلت إلى حد «الجمود العاطفي» حيث تشعر بالبعد عن الآخرين وتميل إلى الانسحاب من علاقات الصداقة التي تربطها بمحيطها وحتى عائلتها، وتطور الوضع إلى «عدم قدرتها على التعبير عن مشاعرها والهروب من أي مشاعر قوية قد تجتاحها».

تلك الحالة قد تكون مؤقتة أو قد ترسّخ لشخصية أخرى للفرد تنفصل عن شخصيته الحقيقة، وهي نتيجة تراكمات من الصدمات سواء العاطفية، الجسدية، الاجتماعية وغيرها، إلى أحداث مؤلمة تقود إلى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر وتجاوزها، بحيث يشعر الشخص أنه ثمة انفصال بين الواقع المعاش وعواطفه المواكبة لهذا الواقع بالكثير من الجمود.

كيف نتعامل مع الجمود العاطفي؟ وكيف نتحرر منه؟

التخدير العاطفي

تجد نجمة أهلي، كوتش في الوعي الروحي والتشافي، أنّ من يلجأ لهذه الطريقة يهرب من ألمه عبر طمس مشاعره «الإنسان الذي يفهم مشاعره يستطيع أن يقود حياته. فالإحباط والألم مرتبطان بالخدر العاطفي وفي الطاقة الحيوية، عندما يعاني الشخص أي ألم جسدي نعتبره رسالة لألم نفسي باعتبار أن الخدر الجسدي والذي يصيب الأطراف عرض لسبب شعوري وهو عدم قدرة الشخص في الدفاع عن نفسه أو الآخرين».

العقل الباطن يتعلم بالتكرار «مرة بعد أخرى، يتعلم العقل الباطن وسائل إما دفاعية أو وسائل هروب من الألم ومن أوجه الهروب، أنّه يخدر المشاعر التي تصاحب الموقف أو الحدث لأنه تألم منها كثيراً حتى إذا تعرض للموقف نفسه أو الألم، لا يشعر بشيء».

تضرب نجمة أهلي مثالاً «إذا كانت ثمة امرأة كثيرة الاهتمام بزوجها، تهتم بنفسها وجمالها وتهتم بكل تفاصيله وفي كل مرة تنصدم أو تحبط بعدم اهتمامه أو إبداء رأيه فيها، ستبدأ هذه المشاعر تختفي ويصبح هناك نوع من اللامبالاة من قبلها للزوج وتظهر عليها معالم البرود العاطفي، واللوم الأكبر يوجّه للحب رغم أن لا علاقة له، بيد أن التفسير المنطقي يقول إن الزوجة تشعر بعدم حب الزوج لها فتخدر هذه المشاعر وتخدر الرغبة في إظهارها وتظل تعاني بسبب مفاهيم ومعتقدات خطأ آمنت بها».

ما أسباب الجمود العاطفي في العلاقات الزوجية؟ وكيف نعالجه؟

أسباب الجمود العاطفي

تربط الكوتش في الوعي الروحي والتشافي الخدر العاطفي بأسباب كثيرة منها :

  • ضعف الثقة بالنفس
  • عدم تحمل المسؤولية
  • الإيغو أو الأنا الزائفة

*وهناك أسباب صحية مثل: الاكتئاب: وهذا يحتاج إلى معالج نفسي.

ومن العلامات التي يتسم بها أصحاب المشاعر المتخدرة:

  • يفقدون متعة الحياة والاهتمام بأنفسهم وصحتهم.
  • تجدهم سلبيين جداً حيث يتحول الفرد من شخص في قمة الإنجاز إلى شخص بلا هدف وبلا إنجاز في الحياة.

تقف أهلي عند الحقيقة الصادمة «هذا الألم الذي يدعي البعض أن مصدره من الآخرين أو بسببهم هو في الحقيقة من أنفسهم إذ قرروا عدم تحمل مسؤولياتهم وأرادوا من الآخرين أن يصنعوا لهم الحياة التي يرغبون فيها، وأنا أقول لكل فرد منهم: يا عزيزي القلب يفتح من الداخل وليس من الخارج، فلم تعطي مفتاح سعادتك للآخرين وتنتظر التقدير والحب وأن يبادر هؤلاء إلى إسعادك وأنت تنتظر؟ من الطبيعي أنك لن تجد ما تريد لتدخل في دوامة إحباط وألم أنت سببها الحقيقي».

ما الذي يوصلنا إلى هذا المستوى من التخدير وتسكين الألم؟

تؤكد الدكتورة هالة الأبلم، مدربة ومستشارة نفسية وأسرية معتمدة، أن التخدير العاطفي هو نتيجة مراحل عدة مر بها الفرد «هذا التخدير لا يتبلور بين ليلة وضحاها. على سبيل المثال، كانت المرأة تبكي عند أي مشكلة زوجية، ولكن مع تكرار الخلافات لا يعود هناك إحساس بالألم».

تعزو درجة التخدير إلى شخصية كل فرد «ثمة أفراد يتسمون بالمرونة والاستيعاب ويحاولون تدوير زوايا الألم، في حين أن آخرين يواجهون الألم، بينما البعض الآخر، ومرة بعد أخرى، يصاب بالتخدير بحيث لا يعد أي شيء يعني له، وهذا يترك آثاره على واقعه النفسي».
فالفارق يكون إما بـ«المواجهة المباشرة»أو بالتجاهل أو بالوصول إلى مرحلة من التخدير العاطفي، وهذه من أصعب المراحل وتجسد أحد أنواع الاكتئاب لكون التبلد ليس سلوكاً طبيعياً لدى الفرد.


كلما زادت نسبة الألم، كلما زادت نسبة التخدير العاطفي

توضح د.الأبلم «كلما زادت حدّة ومدّة هذا الألم، كلما زادت نسبة التخدير العاطفي لدى البعض، وهذا ينطبق على الحياة الزوجية، الواقع الوظيفي وحتى العلاقة الوالدية. فعلى سبيل المثال، الأب الديكتاتوري الذي ينتهج التهديد والوعيد قد يقود أبناءه إلى حالة من التخدير العاطفي، كما أن الزوجة هي الأكثر تبلداً كونها تريد الاستمرار في حياتها الزوجية حفاظاً على أسرتها، ما يضطرها إلى التعايش مع واقعها».

بعض ردات الفعل ترتهن للظروف القائمة، الأفراد داخل العلاقة، المكان والارتباط بمصدر الألم أو الضغط «فتكون النتيجة إما مخاوف مرضية أو اضطرابات سلوكية أو حتى أمراض نفس – جسدية».

كيف نعالج البرود العاطفي؟

ومن هنا، تدعو د.الأبلم إلى:

  • عدم غض النظر عن الألم.
  • المواجهة والتعامل مع الألم بالطرق المناسبة.
  • اللجوء إلى أحد من الأقارب أو إلى مستشار نفسي.
  • اتخاذ موقف وعدم الاستمرار في الكبت.
  • الإرادة في عدم استكمال حياة يشوبها القهر والألم.

ثمة علاجات للخدر العاطفي، وتستعرض نجمة أهلي بعضها:

  • استعادة الثقة بالذات.
  • تذكر أهدافك وحدّدها وماذا تريد ولماذا تريد وما تريد.
  • ركز على السعادة الذاتية وإسعاد الآخرين كطاقة متبادلة.
  • جدد حياتك.
  • اهتم بصحتك.
  • أحب نفسك أكثر.
  • تذكر دوماً أنّك مهم لنفسك وللآخرين.

 

مقالات ذات صلة