فرضت الزكاة كركن من أركان الإسلام لتكون طهارة لصاحبها وباباً من أبواب التراحم والتكافل والتكاتف بين المسلمين يؤديه الغني للفقير بقدر مخصوص من المال «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله».
وعن حكم إخراج زكاة الفطر قبل وقتها والكثير من تفاصيلها، أجاب الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين- مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، بوجوب إخراجها قبل العيد واستمرار إخراجها إلى غروب شمس يوم عيد الفطر في حديثه مع «كل الأسرة».
يقول «فرض الله زكاة الفطر أو صدقة الفطر على كل مسلم ذكر أو أنثى، صغير أو كبير لسببين أولهما إدراك شهر رمضان ولو جزءاً منه والثاني إدراك شهر شوال ولو جزءاً منه، وهي واجبة على من يملك قدرها فاضلاً عن حاجته وحاجة عياله يوم العيد، فلا يشترط فيها الغنى أو ملك النصاب، لأنها فرضت طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، وحتى يتعود الفقير على البذل والعطاء ولو بالقليل وتكون يده عليا، فينال الخيرية التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
وعن نصاب الزكاة أشار الحداد «في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال «صاع من تمر أو قمح على كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله تعالى عليه أكثر مما أعطى»، والصاع يعادل نحو 2 كيلو و400 جرام، وبالقيمة نحو 25 درهماً يخرجها الرجل عن نفسه وعن زوجته وعياله الذين هو ملزم بالإنفاق عليهم، ولا تجب عليه عن خدمه بل الخدم المسلمون يخرجون عن أنفسهم لأنها عبادة وهي طهرة لهم من اللغو والرفث، فإن أراد رب البيت أو ربة البيت أن يخرجوها عن الخدم فليكن بعد استئذانهم فيكونون وكلاء عنهم».
وعن أهمية زكاة الفطر يذكر الحداد «تزكي النفس من الشح والبخل فقد قال الله تعالى (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)، كما أنها سداد لحاجة الفقراء يوم العيد فقد ورد في الحديث «أغنوهم عن الطواف هذا اليوم» ففيها يتحقق التكافل الاجتماعي والتراحم والترابط بين المسلمين».
ويصح أن تخرج زكاة الفطر مناولة أو إلكترونياً لحساب موثوق يصل إلى مستحقيها الفقراء من المسلمين.
