تحت شعار «لنتقدم، لنكسب، لنبدع، لنتقارب»، وضماناً لزيادة الدور الإيجابي لقوة وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى في المجتمع، انطلقت، أمس الأربعاء، في دبي، فعاليات النسخة الثانية من «قمة المليار متابع»، بمشاركة 3000 صانع محتوى و200 شركة إنتاج للمحتوى الرقمي، و195 متحدثاً من أكثر من 95 دولة حول العالم.
القمّة التي تنظمها أكاديمية الإعلام الجديد، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على مدار يومين، ويستضيف فعالياتها متحف المستقبل وأبراج الإمارات في دبي، تسعى لتحقيق مجموعة واسعة من الأهداف، أبرزها تعزيز القدرات الإبداعية لصنّاع المحتوى، وإكسابهم المهارات التي تساعدهم على تحقيق مداخيل ثابتة، والمعرفة اللازمة للتواصل مع مليارات الأشخاص في الفضاء الإلكتروني.
على مدار يومين تنظم القمة 12 جلسة حوارية، أبرزها جلسات «اجعل صناعة المحتوى الرياضي لعبتك وحقق منها أهدافك»، و«سافر حول العالم وحقق الأرباح»، و«رجال الأعمال لدى صنّاع المحتوى»، و«من حقك الحصول على استراحة»، و«المدير الذكي»، و«كن سفير علامتك»، و«أسس صناعة محتوى يبهر المتابعين كل مرة»، و «حوِّلْ شغفك إلى مصدر دخل»، و«دليل صانع المحتوى لعقل سليم»، و«من شاشات الهاتف إلى شاشات السينما»، كما ستقام ضمن أعمال القمة ما يزيد على 100 فعالية.
وتعليقاً على الحدث، ترى عالية الحمادي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد، أن صناعة المحتوى لا يمكن فصلها عن قطاعات العمل الأخرى، وأن عدد العاملين في مجال صناعة المحتوى وهم 67 مليون شخص على مستوى العالم، يفوق العاملين في صناعة الطاقة، فهي وسيلة من وسائل التجارة الرقمية، وتشكل سوقاً جديداً يسمى (سوق التجارة الاجتماعية). وفي هذا السوق، يلعب المؤثرون وصنّاع المحتوى دوراً رئيسياً في التأثير في سلوك المستهلكين، واتخاذ قرارات الشراء، هذا السوق يبلغ حجمه تريليون دولار، وهو في طريقه للنمو أكثر في المستقبل.
وفي الجلسة الافتتاحية للقمّة قال صانع المحتوى أحمد الغندور «من المهم جداً خلال الفترة المقبلة، أن يكون لدينا، كعالم عربي، صناع محتوى عالميون حتى يستطيعوا إيصال أصواتنا للعالم، ويقدموا تاريخنا وتجاربنا وتوجهاتنا نحو النمو والتطور، ووجهات نظرنا بالشكل الصحيح الذي يساهم في تشكيل رأي عام إيجابي، هذه الحالة تساهم في تحقيقها قمة المليار متابع».
وقد أفصح خابي لام، صاحب الحساب الأشهر في العالم على «تيك توك»، عن الأسرار التي جعلته يحصد أكثر من 160 مليون متابع، وبإجمالي 251.9 مليون متابع على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كما كشف خابي لام عن طموحاته المستقبلية بعد حجم الشهرة التي حققها، وحلمه بأن يصبح ممثلاً، ويحصد يوماً ما جائزة الأوسكار، موجهاً نصيحته للراغبين في دخول عالم صناعة المحتوى، بالقول «ابدأوا فوراً».
وخلال لقاء «كل الأسرة» مع عدد من صنّاع المحتوى المشاركين في القمة، قال عمرو شريف، صانع محتوى «القمة توفر منصة فاعلة للغاية في تبادل المعارف والخبرات بين صنّاع المحتوى، وشركات الإنتاج الرقمي، والخبراء في مجالات عدة، هذا النوع من التجمع يحقق إفادة عالية لكل صانع محتوى، حيث يمكنه توجيه قدراته وطاقته لتحقيق إفادة، شخصية ومجتمعية، كبيرة، وحضوري اليوم بهدف اكتساب مهارات جديدة، ودعم باقي صنّاع المحتوى من أصدقائي ومعارفي».
من جهته، يعلّق محمود طارق «قمة المليار متابع حدث استثنائي قوي لتبادل الخبرات وتنمية المهارات في مجال صناعة المحتوى، حرصت على حضوره في نسختيه، الأولى والثانية، ونتمنى أن تقام على غراره فعاليات أكثر طوال العام، لأنها تفيد بشكل كبير في تعزيز مهارات وقدرات صنّاع المحتوى، وتصبّ في مصلحة المجتمع بشكل عام».
وقالت قمر الطائي، صانعة محتوى «التجمع الذي خلقته القمة في نسختيها، الأولى والثانية، مهم للغاية لكل صانع محتوى، ولكل من يفكر في صناعة المحتوى، لأنه يكسبه ما يحتاج إليه من مهارات ومعارف، كما يتيح له الفرصة للتواصل مع الشركات والمؤسسات الداعمة لإنتاج المحتوى الرقمي، كما أنها تساهم في توجيه صناع المحتوى لما يقدمونه لخدمة المجتمع».
وترى اليوتيوبر فرح الكردي، أن هذا التجمع الكبير فرصة عملية لصنّاع المحتوى لتبادل التجارب والخبرات، والتعرف إلى الأفكار الجديدة التي يمكن طرحها في الفيديوهات التي نقدمها للمتابعين، خصوصاً أن تطور صانع المحتوى لا يعتمد على خلق أفكار إبداعية فقط، بل لابد من التثقيف والانفتاح على الآخرين».
تعزيز التواصل قاد «جيمس هارينجتون» و«مارينا لياني»، الفريق العالمي «Mind2min»، إلى دبي لحضور القمّة وتبادل الأفكار مع صناع المحتوى في المجتمعات العربية، حيث قالا «التميز على وسائل التواصل الاجتماعي لابد له من مهارات معرفية، يمكن تبادلها بالتواصل والحب، وهذا ما نركز عليه في المحتوى الذي نقدمه للمتابعين، كي نعزز لديهم طرق مواجهة التحديات والأحداث المتسارعة حول العالم».
أما الإعلامي يوسف عمر، فقد طرح خلال حديثه العديد من الأسئلة حول شكل التواصل في المستقبل، وأوضح «قد تكون التقنيات المستقبلية أكثر سهولة وفعالية في تعزيز المعرفة، والتعلم، والتواصل، والتنقل، خصوصاً أنها ستعتمد على نظارات الواقع المعزز، لتدعم قطاعات السياحة والتعليم والتنقل والاتصال، وقد ساعدتني هذه التقنيات شخصياً، في رحلات قمت بها افتراضياً، وفي قراءة القرآن الكريم مترجماً للإنجليزية، وشهدت هذه التجربة تفاعلاً كبيراً من المتابعين».
