مجلة كل الأسرة
13 مارس 2021

كيف نميّز المتحرش؟ .. نصائح مهمة لتوعية الأطفال

صحافية ومترجمة مصرية

كيف نميّز المتحرش؟ .. نصائح مهمة لتوعية الأطفال

بعد انتشار فيديو تحرُش رجل بالغ بطفلة صغيرة لا يتعدى عمرها الأربعة أعوام مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن التقطت كاميرات المراقبة الموجودة بالبناء فعله المشين، أصبح من الضروري تناول هذا الموضوع الشائك الذي أحياناً ما تقرر ضحيته التغاضي عن حقها تجنباً للأحكام المسبقة أو "الفضيحة" على حد تفكير البعض.

لكن ماذا لو كانت ضحية التحرش طفلة أو طفلاً صغيراً لا يُميز حقيقة الفعل الذي يقوم به المتحرش تجاهه؟ وماذا لو كان المتحرش شخصاً موثوقاً به من قِبل الأسرة؟

كيف نميّز المتحرش؟ .. نصائح مهمة لتوعية الأطفال

"كل الأسرة" تدق ناقوس الخطر وتدعو كل الأُسر للتحدث إلى صغارها وتعليمهم كيفية تمييز الشخص المتحرش واللمس المقبول وغير المقبول، وخطوات التعامل مع هذا الأمر في حال حدوثه لهم.

المتحرش شخص لديه خلل سلوكي ولا يشعر بالذنب تجاه ضحيته

يظهر الشخص المُتحرش بالأطفال كأي شخص طبيعي لا تبدو عليه أية انحرافات سلوكية، إلا أنه داخلياً دائم البحث عن ضحية يستطيع فرض سيطرته عليها وممارسة أي شكل من أشكال الاتصال الجنسي معها إرضاءً لرغباته المريضة، ويشعر بلذة وانتصار بالغَين عند نجاته بفعلته. لذلك فشخصية المتحرش هي شخصية غير سوية كما صنفها علماء النفس، تتسم باللامبالاة وعدم الاكتراث بعواقب الأمور والتركيز الشديد على اللذة اللحظية التي يحصل عليها. وغالباً ما يقوم المتحرش بتهديد ضحيته من إبلاغ الأم أو الأب، بل ويشعرها بأنها أول من سيتعرض للتوبيخ والعقاب إذا ما اكتشف أحد الأمر. 

كيف نميّز المتحرش؟ .. نصائح مهمة لتوعية الأطفال

لماذا يكون المتحرش في كثير من الأحيان فرداً أو قريباً من العائلة؟

تفيد العديد من الدراسات التي تناولت هذه القضية بأن 8 من أصل 10 أطفال يعرفون المتحرش بصفة شخصية لأنه عادةً ما يكون فرداً من أفراد العائلة المباشرة أو الممتدة أو جار أو صديق للعائلة. لأن في هذه الحالة، يكون لدى المتحرش فرصة أوفر ووقت أطول للتقرب من ضحيته وإغرائها بالأشياء التي تحبها، بل وإيهامها بوجود علاقة مميزة ومختلفة بينهما يجب كتمها عن الآخرين كي يستدرجها للوثوق به والحفاظ على هذا الأمر كـ "سرٍ خاص" بهما ولا ينبغي لأحد معرفته.

لماذا من المهم توعية الأطفال بمسألة التحرش الجنسي؟  

تقع على عاتق الأم والأب مسؤولية توعية أطفالهما بمعنى التحرش الجنسي والتأكيد على ضرورة التحدث إليهما وإبلاغهما فوراً إذا ما تعرضوا له دون أدنى خوف من المساءلة لأن الأمر ليس خطأهم. كما يجب على الآباء تنبيه أولادهم إلى المناطق التي يمكن للآخرين لمسها كنوع من الملاطفة أو التدليل والمناطق التي يُمنع منعاً باتاً لأي شخص الاقتراب منها أو لمسها مهما كانت درجة قرابته، وذلك لأن الطفل في كثير من الأحيان لا يدرك أنه يتعرض للتحرش أو الاستغلال الجسدي، لهذا فإن لم تتم توعيته بصورة واضحة ومبكرة بماهية التحرش الجنسي، فقد يستمر الأمر لفترات طويلة ويؤثر تأثيراً نفسياً سلبياً في غاية الخطورة على الطفل مدى حياته.