10 يونيو 2021

كيف تساعد طفلك الذي يعاني من صعوبات التعلم؟

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

كيف تساعد طفلك الذي يعاني من صعوبات التعلم؟

الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم أو واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والاضطرابات ذات الصلة ، تضع الآباء في حيرة وضغط نفسي كبيرين بسبب المقدرات المحدودة للطفل.

لهذا انتهاج الأم والأب منهج التعليمات الواضحة والموجزة، والمرونة في التعامل بجانب تقديم الهدايا والاهتمام بالطفل، والموافقة المستمرة على السلوك الإيجابي الذي يقوم به، تساعد الوالدين على الشعور بالهدوء، وتساعد الأطفال على الشعور بالأمان.

قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يقتنع الآباء بمفهوم أن اختلاف الطفل عن بقية أقرانه لا يعني أنه دون المستوى.

كيف تتعامل مع الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم؟

1- اكتشاف المشكلة

غالبًا ما يكون اكتشاف الأبوين أن طفلهم من ذوي الاحتياجات الخاصة موقفاً صادماً بعض الشيء. نظراً لأن صعوبات التعلم يمكن أن تكون دقيقة ومتعددة ويصعب تحديدها بدقة فقد يكون من الصعب على الآباء معرفة ما إذا كانت الأمور طبيعية أم لا، خاصة مع الطفل الأول حيث لا يعرف الآباء متى تكون مرحلة النطق واللعب بالأصوات وتعلم الكلام. من الصعب أيضًا التمييز بين الطفل الصغير الذي يتمتع بصحة جيدة والنشاط الشديد والطفل المفرط النشاط المصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

2- فهم السلوكيات

واحدة من أكبر مشاعر الحيرة والتحديات التي يواجهها الآباء هي الفجوة الكبيرة بين ما يمكن للأطفال القيام به وما لا يمكنهم فعله. غالباً ما يكون الأطفال من تلك الفئة أذكياء بدرجة كبيرة ويعرفون الكثير، ويعقلون جيدًا، لكن لا يمكنهم القراءة أو الكتابة. قد يطلب منهم معلمو المدرسة والأسرة أن يبذلوا جهدًا أكبر وعادةً ما يجربون القيام بالمهام بجهد أكبر بعشر مرات من أي شخص آخر، ولكن لا يزال من الممكن وصفهم بالكسل.

يبدو أن الطفل عندما يجد صعوبة في إنجاز مهمة ما يحدث تغير في سلوكياته. عندما يقول الطفل إنه يكره شيئًا ما فذلك يكون عادةً بمثابة أداة تشخيصية جيدة تلفت نظر الأبوين ، فعلى سبيل المثال عندما يحب الطفل الرقص والفن والموسيقى ولكنه يكره الدراما يمكن أن يكون الطفل يعاني مشكلة في الكلام / اللغة.

وعندما يكره الطفل الرياضيات أو القراءة فهذه على الأرجح تشير لصعوبات التعلم.

على العكس من ذلك، ما يحبه الأطفال ويريدون فعله عادة ما يكون بمثابة مؤشرات على نقاط قوتهم.

via GIPHY

3- التعامل بحكمة

يمكن لآباء ومعلمي الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم مساعدتهم من خلال توفير هيكلة واضحة للزمان والمكان.

لمساعدة الأطفال في تنظيم المساحة يمكن أن تكون الوسائل المرئية مفيدة. على سبيل المثال:

  • يمكن استخدام الرفوف بدلاً من الأدراج حتى يتمكن الأطفال من رؤية مكان الأشياء وكيفية إعادتها.
  • يمكن أن يؤدي استخدام الإشارات المرئية الأخرى، مثل القوائم أو الملصقات، إلى زيادة الجهود لمساعدة الأطفال على تنظيم المهام والممتلكات.
  • يمكن أن يساعد وضع إجراءات مفهومة ومعززة في عملية تنظيم الوقت.
  • من المهم تقسيم الروتين والمهام الأخرى إلى أجزاء يمكن التحكم فيها وإيصال ما يجب القيام به أولاً ثم التالي والأخير.

يجد عدد كبير من الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم صعوبة في تعلم اللغة، مما يعني أنهم يواجهون مشكلة في فك رموز اللغة والاستماع واتباع التعليمات ، لهذا السبب يجب أن يقوم الآباء والمعلمون بتحديد عدد الكلمات المستخدمة في إعطاء التوجيهات، باستخدام عبارات بسيطة مثل: اذهب للطابق العلوي. أغلق النافذة. اهدأ.

4- عدم الشعور بالذنب

غالبًا ما يشعر الآباء بالذنب لأنهم يشعرون بأن صعوبات التعلم لدى أطفالهم هي خطأهم بطريقة ما، ولو أنهم كانوا أكثر صرامة مع الطفل لكان ذلك قد غيّر الموقف.

غالبًا ما يواجه الأطفال والبالغون الذين يعانون صعوبات التعلم مجموعة من الصعوبات التي تؤدي إلى الفشل الدراسي أو التحصيل المنخفض. تنبع هذه الإعاقات من قاعدة فسيولوجية عصبية ، فالأمر يبدو كما لو أن لوحة مفاتيح الدماغ تقصر بعض المعلومات الواردة، وتؤدي إلى تشويشها، ثم تؤثر الأسلاك المتفككة في المقدرة على إخراج هذه المعلومات.
ويساهم هذا الخلل الوظيفي العصبي في حدوث اضطراب وعدم تنظيم ومشاكل في التواصل.

يمكن طمأنة الوالدين إلى أن هذه المشاكل عضوية وليست ناتجة عن عوامل خارجية ، لذا لا يجب عليهما الشعور بالذنب أو التقصير.

5- تعزيز الثقة بالنفس

في وقت مبكر من العمر يبدأ الطفل الذي يعاني صعوبات التعلم في ملاحظة أن الآخرين يمكنهم القيام بمهام صعبة للغاية بكل سهولة، ويبدأ في الشعور بالضيق تجاه نفسه. هنا يأتي دور الوالدين في محاولة إعطاء الطفل المزيد من الثقة في نفسه باكتشاف نقاط قوته والعمل عليه.

اقرأ أيضًا: حوار مع شيرين النويس صاحبة أول مركز متخصص في صعوبات التعلم في الإمارات