من أهم المشكلات التي تواجه كل أم وأب في تربية أطفالهما اليوم ضيق الوقت، حيث يعاني العديد من الآباء من أجل التوفيق بين عملهم ومهامهم اليومية وبين ما يتبقى من وقتهم مساءً للتواصل مع عائلاتهم وأطفالهم. ومن أداء الفروض المدرسية إلى الذهاب إلى التمارين الرياضية، ينقضي أغلب الوقت في كثير من الأحيان بدون أن يقوم الآباء بتعليم أطفالهم الكثير من مهارات وآداب الحياة التي ستساعدهم على أن يصبحوا أشخاصاً أفضل وأن ينجحوا في بناء علاقات جيدة وصحية مع المحيطين بهم.
لهذا، إذا كنتم لا تعرفون من أين يمكنكم البدء، تابعوا القراءة لتتعرفوا إلى أهم 5 مهارات اجتماعية يمكنكم أن تعلموها لأطفالكم كي يعيشوا حياةً أفضل وأسعد.
1- كيفية التعاون مع الآخرين
من أهم المهارات الاجتماعية التي سيحتاجها أطفالكم في حياتهم هي مهارة التعاون مع الآخرين وتقدير قيمة العمل الجماعي، حيث تمنحهم هذه المهارة القدرة على بناء علاقات إيجابية مع أقرانهم وزملائهم مدى الحياة. لهذا ننصحكم بتعليمهم كيفية العمل والتعاون معكم ومع أشقائهم في المنزل حتى يستطيعوا التعاون مع أصدقائهم وزملائهم في المدرسة والعمل فيما بعد.
عندها سيجد أطفالكم متعة كبيرة في العمل مع الآخرين ويتولد لديهم شعور عميق بالإنجاز.
2- كيفية الاعتذار عند الخطأ
لن يستغرق أطفالك وقتاً طويلاً حتى يستطيعوا التفريق بين الخطأ و الصواب بمساعدتك، وكأب عليك أن تشيد بسلوكهم الجيد وتصحح كلامهم أو أفعالهم السيئة، مع تعليمهم أهمية الاعتذار عن السلوك الخطأ وكيفية تصحيحه وأهمية مسامحة الآخرين أيضاً، حيث لا يزال الكثير من البالغين يفتقرون إلى مهارتي الاعتذار عن أخطائهم والتماس العذر للآخرين، مما يسبب لهم العديد من المشاكل في حياتهم.
3- كيفية احترام وتقبُل الآخر
يجب أن يبدأ تعليم الأطفال مبدأ احترام الآخر منذ نعومة أظافرهم. ويكتسب معظم الأطفال الطريقة السليمة أو غير السليمة للتعامل مع الآخرين من والديهم، لهذا انتبه لكيفية تعاملك مع الناس أمام أطفالك حتى تكون قدوةً جيدةً بالنسبة لهم.
ووفقاً لمقال تم نشره على موقع الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن الأطفال بطبيعتهم أكثر تقبلاً للآخرين من كثير من البالغين، ولا يتعلم الأطفال التحيُز ضد جنس معين أو ديانة معينة عادةً إلا من ذويهم.
لهذا حاولوا مساعدة أطفالكم على فهم أن الاختلاف أمرٌ جيد وطبيعي وأن علينا تقبله واحترامه.
4- التفكير قبل التحدث
قد يُشكل تعليم هذه المهارة تحدياً للعديد من الآباء والأمهات، وذلك للصراحة المفرطة التي يتسم بها الأطفال وقولهم لما يخطر على أذهانهم بدون أي تنقيح. لكن يكمن دور الآباء في تعزيز مبدأ التفكير في الكلام قبل النطق به، وقد يستطيع الأطفال تفهم قصدكم إذا أخبرتموهم أن يضعوا أنفسهم في مكان الشخص الآخر وأن يحاولوا تصور شعوره.
5- كيفية تحمُل المسؤولية
التأكيد يأتي تعليم هذه المهارة بشكل تدريجي وفقاً لسن كل طفل ومدى وعيه وإدراكه، لكن على الآباء أن يدركوا أن تربية طفل قوي الشخصية تبدأ بتدريبه على تحمل المسؤولية وتعليمه أن الحرية والمسؤولية وجهين لعملةٍ واحدة لا تصلح واحدة منهما بدون الأخرى.
ويمكنك أن تبدأ بتوكيل بعض المهام المناسبة لعمر طفلك مثل رعاية الحيوانات الأليفة والقيام ببعض الواجبات المنزلية، كبداية لتعليمه بعض الدروس العملية لتحمل المسؤولية، والتي تعتبر أساسية لتنمية اعتماده على نفسه وتقديره لذاته.