20 أبريل 2022

هل يمكن تشخيص التوحد قبل ولادة الطفل؟ وما التقنية المستخدمة؟

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

هل يمكن تشخيص التوحد قبل ولادة الطفل؟ وما التقنية المستخدمة؟

اضطراب طيف التوحد هو مشكلة نمو عصبي تضع الطفل أمام تحديات تختلف ما بين مشاكل في التواصل الاجتماعي وسلوكيات غير مرغوبة وغير ذلك،

ويمكن عادةً تشخيصه بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل عامين، ويتم تشخيص حوالي 1 من 44 طفلاً عندما يبلغون 8 سنوات من العمر، وهذا يؤكد وجود حاجة ملحة لتقنيات حديثة تكشف هذه العلامات في وقت أبكر من عمر الطفل، كي يتم التدخل في عمر مبكر جداً وبالتالي تزيد فرص تحسن حالته.

اكتشاف قبل الولادة أظهرت دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن إمكانية تشخيص التوحد قبل ولادة الطفل، أي وهو ما يزال جنيناً في بطن أمه، والأداة هي تقنية متطورة من الرنين المغناطيسي.

ويقول الباحثون إن جهاز الرنين يمكن أن يحدد الاختلافات في أدمغة الأجنة التي قد تكون مؤشرات مبكرة على أن الطفل سيصاب باضطراب طيف التوحد، وهو ما قد يساعد في التشخيص منذ وقت مبكر ويسمح للآباء بالبدء في برامج التدخل للأطفال في سن أصغر.

هل يمكن تشخيص التوحد قبل ولادة الطفل؟ وما التقنية المستخدمة؟

قام الباحثون بتحليل فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي على دماغ الجنين المأخوذة في مستشفى بوسطن للأطفال ووجدوا اختلافات في بنية الدماغ لدى الأطفال الذين تم تشخيصهم لاحقاً باضطراب طيف التوحد.

وفي الوقت الحالي يتم تحديد التوحد من خلال السلوكيات الاجتماعية وغيرها من السلوكيات التي لا يمكن قياسها عند الرضع ولكن أظهر البحث الجديد أن الأطفال الذين سيتم تشخيصهم فيما بعد بالتوحد لديهم بالفعل أدمغة مختلفة، وما تضيفه هذه الدراسة هو أن بعض تلك التغييرات في الدماغ قد تكون قد بدأت قبل الولادة بوقت طويل.

تفاصيل البحث قام الباحثون بتحليل 39 صورة تم الحصول عليها بواسطة الرنين المغناطيسي لأدمغة الأجنة في حوالي 25 أسبوعاً من الحمل، وبعد ولادتهم وتقدمهم قليلاً في العمر تم تشخيص تسعة منهم بالتوحد في وقت لاحق من حياتهم.

بالإضافة إلى ذلك كان لدى 10 أطفال حالات صحية أخرى لوحظت لدى الأطفال المصابين بالتوحد على الرغم من عدم تشخيصهم رسمياً على أنهم مصابون بالتوحد.

ويقول العلماء إن هذا يعطي فكرة عن التغيرات المبكرة في الدماغ التي قد تكون موجودة في الأشخاص المصابين بالتوحد وتضعهم في منطقة دماغية مهمة للوظائف العاطفية والحسية، والتي من المعروف أنها تتأثر بالتوحد.

اكتشف الباحثون أن الفص الجزيري للدماغ كان أكبر بشكل ملحوظ عند الأطفال المصابين بالتوحد، والقشرة المعزولة هي منطقة عميقة داخل الدماغ ومسؤولة عن التحكم الحركي والمعالجة الحسية والسلوك الاجتماعي، والتي تُعد الوظائف المعرفية التي تتأثر بالتوحد.

ويقولون إن ما يلفت للنظر هو أنه مع هذا النهج الاستكشافي غير المتحيز كان الفص الجزيري أكبر بشكل ثابت في المصابين مقارنة بجميع مجموعات الأطفال الآخرين.

ويرى الباحثون أن في حالة تأكيد هذه النتائج من خلال تجارب أخرى فإنها تمهد لفهم أفضل لآليات حدوثه.

حقيقة التوحد

هل يمكن تشخيص التوحد قبل ولادة الطفل؟ وما التقنية المستخدمة؟

وفقاً لجمعية علوم التوحد فإن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب معقد عادة ما يكون له ضعف في التفاعلات الاجتماعية والتواصل، وأحياناً وجود أنماط متكررة من الاهتمام والسلوكيات والأنشطة، وعلى الرغم من أن أسباب التوحد غير معروفة حالياً إلا أنه يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تساهم أيضاً، وفي الوقت الحالي لا يمكن استخدام علامة واحدة كاختبار للتنبؤ بالتوحد غير الجيني بشكل موثوق عند الأطفال. ويمكن اكتشافه في عمر 18 شهراً أو أقل.

وبحلول سن الثانية يمكن للمهنيين ذوي الخبرة تشخيص هذه الحالة بشكل موثوق، ومع هذا البحث الجديد قد تتمكن الأسر من توقع اضطراب طيف التوحد في أطفالهم في وقت أقرب وتوفير التدخل والعلاج المبكر للحصول على أفضل النتائج. على الرغم من أن هذه الدراسة الجديدة هي خطوة أولى إلا أن البحث يوفر مزيداً من التبصر في العلامات المبكرة لاضطراب طيف التوحد.

وبالنظر إلى أن العديد من العوامل الجينية والبيئية يمكن أن تؤثر في ظهور اضطراب طيف التوحد بدءًا من مراحل الجنين، فمن المثالي تحديد العلامات المبكرة لتشوهات الدماغ لدى الأشخاص الذين من المحتمل إصابتهم بهذا الاضطراب، وفي المستقبل القريب ربما تساعد هذه النتائج على فهم أفضل للفسيولوجيا المرضية في الدماغ المرتبطة به وقد تصبح علامة بيولوجية للاكتشاف المبكر الذي يُعد أمراً مهماً في التدخل المبكر الذي يعطي نتائج أفضل تتضح في حالة الأطفال.