اضطراب طيف التوحد هو حالة تؤثر في مقدرة الشخص على التواصل مع الآخرين وتؤثر في بعض سلوكياته، كما يجد المصابون بالتوحد صعوبات في التعلم. ونظراً لعدم توفر فحص طبي محدد لهذا الاضطراب النمائي، يعتمد الأطباء في التشخيص على تقييم سلوك الطفل وتطوره.
يختلف كلٌ من نوع وشدة الأعراض، لذلك من المهم، خاصة للأبوين، التعرف إلى أعراض التوحد حتى تتم مراقبتها لدى طفلهم ومعرفة إن كان يعاني من ذلك الاضطراب ثم عرضه على المختصين ليتم التدخل المناسب منذ وقت مبكر، الأمر الذي يفيد الطفل كثيراً.
في التالي بعض من الأعراض الشائعة:
1- صعوبة التواصل اللفظي
بالرغم من أن تطور اللغة لدى الأطفال يختلف وقته من طفل لآخر، إلا أنه في حالة تجاوز تطور اللغة عمر معين يكون من الضروري آنذاك عرض الطفل على أخصائي للتشخيص.
تشمل أعراض التوحد المحتملة:
- عدم الثرثرة
- عدم وجود إيماءات مثل الإشارة أو التلويح حتى 12 شهراً
- لا يتمكن الطفل من نطق كلمات حتى بلوغه عمر 16 شهراً
- عدم مقدرة الطفل على تكوين عبارات ذات معنى مؤلفة من كلمتين حتى بلوغه عمر 24 شهراً.
2- تحديات التواصل الاجتماعي
يُظهر الأطفال الأصحاء تواصلهم بأشخاص آخرين من خلال مشاركة الابتسامة أو العناق أو نظرة التعرف. يمكنك أن ترى ابتسامة عريضة أو تعبيرات مرحة أخرى عند بلوغ طفلك ستة أشهر من العمر، ولكن إذا كان لا يقلد الأصوات أو الابتسامات أو تعابير الوجه الأخرى عند بلوغه تسعة أشهر فمن المستحسن طلب التقييم.
قد يكون التواصل بالنظرات أيضاً صعباً بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد، مما يؤثر في مقدرتهم على قراءة وتفسير تعابير وجه الآخرين، لذلك قد يبدو الطفل المصاب بالتوحد مهتماً بالأشياء أكثر من اهتمامه بالأشخاص. على سبيل المثال إذا عرضت على طفلك صورة كرة أو أعطيته كرة فقد يكون تركيزه عليها أكثر من التركيز على التواصل بالعين مع والدته أو والدته.
قد يفضل أيضاً اللعب بمفرده بسبب الصعوبات المتعلقة بالتواصل مع الآخرين.
3- فقدان الكلام والمهارات الاجتماعية
التراجع شائع جدًا بين الأطفال المصابين بالتوحد. من الطبيعي أن يظهر على أي طفل مريض أو منزعج أو خائف ضعف اللغة والتواصل لبضعة أيام، ولكن إذا استمر فقدان تلك المهارات لأكثر من بضعة أيام فمن المهم البحث عن خبير لمعرفة السبب. وجدت دراسة نشرتها مجلة «طب الأطفال التنموي والسلوكي» أن الانحدار يحدث في 20 في المئة من الأطفال المصابين بالتوحد، أو واحد من كل خمس حالات.
4- السلوكيات المتكررة
تعتبر بعض الحركات المتكررة التي يقوم بها الطفل، مثل الرفرفة باليدين والتأرجح والقفز والدوران وهوس ترتيب الأشياء وإعادة ترتيبها وتكرار الأصوات أو الكلمات أو العبارات التي يسمعها، جميعها سلوكيات متكررة شائعة يتسم بها اضطراب طيف التوحد.
5- الصلابة الشديدة
يمكن أن يصبح المصاب باضطراب طيف التوحد متعلقاً بشدة بالترتيب عندما لا يبدو أن لديهم هدفاً، فأثناء اللعب قد يقضي ساعات في ترتيب ألعابه وتصنيفها حسب اللون أو الحجم بدلاً من اللعب بها. العديد من الأطفال المصابين بالتوحد ينجذبون نحو القطارات لأن لديها عجلات تدور بها من حولهم، وتتحرك على طول مسار منظم، وتعمل وفقاً لجدول زمني يمكن التنبؤ به، وبها أرقام أو أحرف مخصصة. قد يكون أيضاً الروتين مهماً بشكل غير معقول، ففي حالة الطفل الصغير قد تؤدي التغييرات في الطرق المعتادة لفعل الأشياء إلى سلوك يشبه نوبة الغضب. مع تقدم الطفل في العمر قد تكشف أعراض التوحد عن نفسها في شكل سلوكيات متكررة كأن يفرك يديه معًا عندما يشعر بالقلق من تغيير الجدول الزمني.
6- انشغال واهتمام كبير
يمكن أن يكون الاهتمام الشديد والمعرفة العميقة بموضوع غير معتاد من أعراض التوحد، كالهوس بالمراوح أو المكانس الكهربائية أو المراحيض، والخبرة في علم الفلك. قد يكون الأطفال الأكبر سناً والبالغون من تلك الفئة لديهم انشغال بالأرقام أو الرموز أو التواريخ أو الموضوعات العلمية.
7- أخذ الكلام حرفياً
غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة في استنتاج أو فهم المفاهيم والمصطلحات المجردة. فعلى سبيل المثال إذا طلبت من شخص مصاب بالتوحد الجلوس قائلاً «خذ مقعداً» فسوف يسألك «آخذه إلى أين».
8- اضطرابات مصاحبة للتوحد
من الشائع أن يتم تشخيص الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد باضطرابات أخرى، والتشخيصات التي غالباً ما تكون مصاحبة له تشمل اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات النوبات، ومشكلات النوم، ومشكلات المعالجة الحسية، والميل إلى تناول أشياء ليست طعامًا.