قد يكون لقلة ساعات نوم الطفل عواقب عديدة على الأطفال والآباء معاً، فقد ربطت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بين الاستيقاظ الليلي المتكرر للطفل وبين إصابة الأم بحالة اكتئاب ما بعد الولادة، ومشاكل أخرى للطفل نفسه منها السمنة في مرحلة الطفولة والمشكلات السلوكية وغير ذلك.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، بأن الأطفال في المرحلة العمرية بين 4-12 شهراً يجب أن يناموا لمدة تتراوح ما بين 12 إلى 16 ساعة خلال فترة 24 ساعة (بما في ذلك القيلولة)، وذلك لجني أكبر قدر من الفوائد الصحية.
بينما يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 1-2 عام إلى 11-14 ساعة من النوم، وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 أعوام يحتاجون 10-13 ساعة يومياً.
ويقول الخبراء إن الأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من مرحلة النوم العميق، التي يطلق عليها «نوم حركة العين السريعة»، لديهم فترات انتباه أقصر، لذا فهم لا يتعلمون جيداً. كما أن ذلك يجعل الطفل يفرز المزيد من هرمون الإجهاد، الكورتيزول.
في التالي بعض النصائح المعتمدة من الخبراء، تساعدك على تدريب الطفل على النوم حتى يعتاد على أوقات معينة:
via GIPHY
1- سجل للنوم
يمكنك تخصيص سجل للنوم حتى يساعدك على ملاحظة الأنماط في جدول نوم طفلك. بدايةً، عليك بتتبع الأيام والليالي لمدة أسبوع، ثم استخدم البيانات لمعرفة وقت النوم المثالي. قد يتيح لك السجل أيضاً معرفة أن طفلك لا يبكي كثيراً كما كنت تعتقدين، فربما تبدو خمس دقائق من الضجة ليلاً وكأنها 50 دقيقة.
2- روتين ثابت
يمكنك القيام كل ليلة بأداء طقوس معينة قبل النوم تهدئ طفلك وتعده للنوم. مثال على ذلك تحميم الطفل، أو القراءة له، أو ترديد نغمات معينة للهدهدة.
يساعدك أيضاً حجب كل ما هو محفز للطفل مثل مشاهدة التلفزيون أو اللعب بالألعاب الإلكترونية. يتيح اتباع روتين ثابت لطفلك معرفة أن وقت النوم قد حان ويساعده على ضبط ساعته الحيوية. الاختيار الجيد للبداية لا يوجد أبداً وقت مثالي لبدء التدريب على النوم ولكن فقط عليك تجنب جدولته بالتزامن مع الأحداث المهمة في حياة طفلك (قدوم مربية جديدة، مرحلة التسنين، غرفة نوم مختلفة، إلخ)
تبدأ معظم الأمهات تنفيذ الجدول في عطلة نهاية الأسبوع أو أيام الإجازة حتى لا يؤثر السهر مع الطفل في القيام بالعمل في اليوم التالي.
3- تجهيز الغرفة
عندما يتعلق الأمر بتدريب طفلك على النوم فإن البيئة مهمة للغاية. قومي بجعل الغرفة مريحة ودرجة حرارتها معتدلة. إذا كانت غرفة طفلك يدخلها الكثير من الضوء وكان يستيقظ مبكراً ولا ينام القيلولة ففكري في تركيب ستائر مظلمة للغرفة.
via GIPHY
4- تحديد الوسيلة الأنسب
تختلف الأساليب والوسائل الفعالة للتدريب على النوم باختلاف الأسرة والطفل. من الخيارات الشائعة طريقة هز سرير أو كرسي الطفل، أو التحدث إليه والغناء له. البعض يتجه لجعل الطفل يسكت عن البكاء من تلقاء نفسه دون تدخل منه حتى يغط الطفل في النوم، والبعض يحمل الطفل لتهدئته ثم يضعه على فراشه بعد أن يهدأ.
5- التوقف في عمر معين
بغض النظر عن طريقة التدريب على النوم التي قمت باختيارها، من المهم إيقاف بعضها (مثل الهز أو الغناء أو الرضاعة للنوم) عندما يكون طفلك أكبر من 3 أو 4 أشهر، هذه ليست سلوكيات سلبية أو سيئة لكنها تصبح مشكلة عندما تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في عقل الطفل بالنوم بحيث لا يستطيع الاستغناء عنها. إن الاستمرار في استخدام هذه الوسائل يعني أنه في كل مرة يستيقظ فيها طفلك سوف يحتاج منك الى أن تقومي بهزه أو إرضاعه أو أن تغني له. هدفك في الواقع هو تعليمه التهدئة الذاتية وعودته للنوم دون تدخل منك. الاستمرارية أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء، بغض النظر عن طريقة التدريب على النوم التي يستخدمونها، هو عدم الاستمرارية. في مرحلة ما سوف يبكي طفلك الصغير في منتصف الليل - حتى لو كنت تعتقدين أنك قد نجحت تماماً في تخطي مرحلة التدريب على النوم. إذا كان الطفل كبيراً بعض الشيء عليك فقط التحقق من أن كل شيء على ما يرام (عدم استخدام الأساليب التي تجاوزت مرحلتها)، وحاولي فقط تهدئة الطفل من خلف باب الغرفة إذا أمكن ذلك.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر قلة النوم في الحياة الزوجية؟