أشياء كثيرة يمكن أن تؤثر في وزن الطفل خلال مراحل النمو، حيث تتغير أجسامهم ومن الطبيعي أن يتأثر وزنهم بذلك أيضًا. لا تكون زيادة وزن الطفل دائمًا نتيجة للنظام الغذائي أو عدم ممارسة الرياضة بل هناك بعض الأسباب الجينية والحيوية والمرضية التي تلعب دورًا في ذلك. يكون بعضها أكثر شيوعاً من البعض الآخر، كما أن الكثير منها يمكن تجنبه. يجب عليك معرفة تلك الأسباب، والتعامل مع بدانة طفلك بشيء من الوعي حتى يمكنك إنقاص وزنه وحمايته من الأمراض المرتبطة بالسمنة؛ وذلك إما بتدابير منك أو بعرضه على الطبيب في حالة كان السبب مرضي.
1- مقاومة «هرمون الشبع»
يُعتقد أن أقل من 5% من حالات السمنة ناتجة عن متلازمات وراثية أو اضطرابات أيضية، لكن هذا لا يعني أنها عوامل غائبة. تعتبر حالة مقاومة اللبتين (هرمون الشعور بالشبع) حالة نادرة بشكل خاص عند الأطفال ولكنها يمكن أن تكون السبب وراء بدانة طفلك. اللبتين هو هرمون يُنتَج في الخلايا الدهنية بالجسم يخبر الدماغ عندما تكون المعدة ممتلئة. ويساعد أيضاً في موازنة السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص والدهون المخزنة في الجسم. يحدث لدى البعض ألا يقوم الجسم بالتنظيم السليم لذلك الهرمون ما يسبب مقاومة اللبتين.
2- العلاجات الموصوفة للطفل
إذا كان طفلك يستخدم حاليًا دواءً لعلاج مرض أو اضطراب، مثل مضادات الهستامين وغيرها، وأصبح يكتسب وزنًا فقد تكون أدويته هي السبب. يمكن لبعض الأدوية أن تجعل الشخص يشعر بالجوع، أو تؤثر في عملية الاستقلاب الغذائي، أو تزيد من احتباس السوائل بالجسم؛ وجميعها عوامل تسهم في زيادة الوزن.
3- خلل توازن ميكروبات الأمعاء
إذا كان إطعام طفلك نظامًا غذائيًا صحيًا مليئًا بالفواكه والخضراوات لا يبدو أنه يؤثر في الحفاظ على وزن طفلك، فقد يكون السبب في اكتسابه للوزن هو وجود ميكروبات غير صحية بالأمعاء. أظهرت الدراسات الحديثة أنه إذا لم يكن هنالك الأعداد الكافية من البكتيريا الصحية بالأمعاء، خاصة لدى الأطفال، فقد يؤدي ذلك إلى السمنة التي تستمر حتى تنتج عنها الإصابة بداء السكري وغيره من المشكلات الصحية
تلعب الأطعمة الجاهزة والمعالجة والمحليات الصناعية والألوان، جنبًا إلى جنب مع استخدام المضادات الحيوية، دورًا في تدمير البكتيريا النافعة التي تعيش بالأمعاء والتسبب في فرط نمو البكتيريا الضارة.
4- وجود إحدى المتلازمات المرضية
تتسبب بعض الحالات المرضية في اضطراب جسم الطفل وإصابته بالبدانة؛ فعلى سبيل المثال تؤدي «متلازمة كوشينغ» إلى إبطاء نمو الطفل وتحث على تراكم الشحوم حول الخصر والبطن ما يجعله أكثر وزناً بالنسبة لطوله.
5- تعرض الأم لسكري الحمل
المرأة التي تصاب بسكري الحمل قد تضع طفلًا بوزن زائد عند الولادة، وربما تستمر معه تلك الزيادة إلى مرحلة الطفولة. لا يصاحب ارتفاع نسبة السكر في الدم أي أعراض، لذلك يتم فحص معظم الحوامل للكشف عن سكري الحمل في الفترة بين الأسبوع الـ24 إلى الأسبوع الـ28 من الحمل.
6- الحليب الصناعي وزجاجة الرضاعة
تشير بعض الأبحاث إلى أن التغذية الاصطناعية للرضيع مرتبطة بارتفاع طفيف نسبيًا في خطر زيادة الوزن أو السمنة. كما تشير إحدى النظريات العلمية إلى أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي لديهم قدرة أفضل على التحكم في كمية الحليب التي يتناولونها، في حين أن الأطفال الذين يرضعون حليباً اصطناعياً يتغذون بكمية محددة في الزجاجة. ينطبق الأمر ذاته على الأطفال الذين يرضعون لبن الأم من خلال زجاجة الرضاعة.
7- أمراض الحساسية والربو
لا تتسبب أمراض الحساسية والربو بشكل مباشر في إصابة الطفل بالسمنة ولكنها قد تؤثر بشكل غير مباشر في وزن الطفل. يعاني الأطفال المصابون بالربو وحساسية الأنف من صعوبة في التنفس ما قد يحد من تحملهم البدني لممارسة الرياضة وبالتالي تقل مشاركتهم في الألعاب والحركة. قد تساهم أيضًا الستيرويدات ومضادات الهيستامين الفموية المستخدمة لعلاج تلك الحالات في زيادة الوزن.
8- قصور الغدة الدرقية
على الرغم من ندرة تلك الحالة عند الأطفال إلا أنها من غير المستبعد أن تكون السبب وراء زيادة وزن طفلك. يتسبب قصور الغدة الدرقية في انخفاض إفرازها للهرمون الذي ينظم عملية الاستقلاب الغذائي وضغط الدم ومستويات الطاقة وغير ذلك. يتسبب قصور الغدة الدرقية في حد ذاته في زيادة خفيفة في الوزن وليس السمنة، ولكنه يجعل الشخص في حال من التعب والاكتئاب، وهو ما يقف وراء السمنة وزيادة الوزن بدرجة كبيرة.
اقرأ أيضًا: 6 عادات مهمة تحمي طفلك من المشاكل الصحية