24 أبريل 2022

مفاتيح السعادة الأسرية في رمضان وأهميتها في تربية الأبناء

محررة في مجلة كل الأسرة

مفاتيح السعادة الأسرية في رمضان وأهميتها في تربية الأبناء

تؤكد ابتهاج خليفة، تربوية ومستشارة السعادة وجودة الحياة ومستشار تدريب دولي، أن مصطلح القوة الناعمة «لم يعد استخدامه يقتصر في العلاقات بين الدول، بل امتد إلى بيئات العمل والعلاقات بين أفراد الأسرة، إذ تم تعريف القوة الناعمة بأنها القدرة على أن تحصل على ما تريده بالجذب وليس الإجبار والتأثير عبر الإقناع دون الحاجة لاستخدام الإكراه أو الإغراء المادي».

وتكمن أهمية القوة الناعمة في العلاقات الأسرية «في تحقيق الترابط والاستقرار الأسريين والثقة والأمان داخل الأسرة والمساهمة في التربية الإيجابية للأبناء وبالتالي بناء مجتمعات متماسكة».

وإذ يتسم شهر رمضان الكريم بالبعد الروحاني، تلفت خليفة إلى عدّة نقاط لاستغلال قواعد القوة الناعمة في تعزيز الجانب الروحي لدى الأبناء:

  • صناعة أجواء روحانية داخل منازلنا باستغلال زوايا المنزل في عمل بعض الديكورات الرمضانية الروحانية.
  • الاستفادة من فترة ما قبل الإفطار في الجلوس مع بعض وتلاوة أجزاء من القرآن الكريم بمتابعة أحد الوالدين.
  • حث الأبناء على التطوع الرمضاني في توزيع الوجبات الرمضانية مع الفرق التطوعية.
  • استثمار فترة ما قبل السحور في الإكثار من الأذكار في أجواء من العطاء والتكاتف والتكافل الاجتماعي.
  • تخصيص بعض ليالي رمضان لصلة الرحم وزيارة الأقارب والاطمئنان على أحوالهم.
  • الانضمام إلى حلقات الذكر والقرآن الكريم في المساجد.

مفاتيح السعادة الأسرية في رمضان وأهميتها في تربية الأبناء

مفاتيح السعادة الأسرية

تتلمّس خليفة الحاجة لتبني مفاتيح السعادة الأسرية لتحقيق القوة الناعمة داخل منازلنا، والمتمثلة في:

  • تعزيز الوازع الديني لدى الأبناء.
  • إرساء الحب والاهتمام وتقبل الأبناء كما هم وعدم التمييز بينهم.
  • ترسيخ الثقة المتبادلة بين أفراد الأسرة الواحدة.
  • المشاركة في جو من الصراحة والاحترام والتقدير بين الآباء والأبناء.

في هذا السياق، تشدّد مستشارة السعادة على ضرورة «الابتعاد عن العلاقات الأسرية المدمرة والتي يتركز أهمها في أن الوالدين في موقع السيطرة ولا يعملان كفريق واحد، فقد يكون أحدهما صارمًا والآخر متساهلًا، بعيداً عن التوافق على أسلوب موحد لتربية الأبناء، أو قد يكون أحد الوالدين غائباً وثمة افتقاد للتواصل الفعال حيث يعيشان شبه منفصلين وأحدهما هو الذي يتولى المسؤولية، أو أن أحد الوالدين مهيمن والآخر ضحية فينضم أحدهما إلى الأبناء في فريق الضحايا ويقوم بالتأثير عليهم لمهاجمة الطرف الآخر».

وتتوقف عند صورة أخرى للعلاقات الأسرية المدمرة «عندما يكون الطفل هو المسيطر والوالدان الضحية، نرى هنا بأن التسلسل الهرمي مقلوب أو قد يكون الوالدان ضد الأبناء بسبب الفجوة بين الأجيال أو قد تعاني الأسرة انعزال أحد أفرادها بسبب الإهمال».

وفي هذا السياق.. كيف يمكن استخدام القوة الناعمة في التربية الإيجابية للأبناء؟

تؤكد خليفة «تقوم القوة الناعمة على أربعة مقومات متمثلة في ضبط النفس والارتباط قبل الانضباط وبناء جيل واعد وتحفيز الاكتشاف. فلو تحدثنا بعمق أكثر حول ضبط النفس، فإنها تتمثل في كسر القاعدة وإدارة الغضب، وكسر القاعدة نعني به استخدام جهاز التحكم الداخلي واسترجاع الآثار النفسية المحبطة التي عاناها أحد الأبوين في الصغر إلى جانب استيعاب حقيقة المشاعر والتريث والتماسك حتى يتم التراجع عن اتخاذ قرارات قد يندم عليها الوالدان».

مفاتيح السعادة الأسرية في رمضان وأهميتها في تربية الأبناء

كيف يدير الآباء غضبهم؟

حول إدارة الغضب، توجه خليفة بعض النصائح للآباء وأهمها:

  • توقف عن الجدال ولا تعاود النقاش حتى تهدأ وستمنح ابنك الفرصة ليهدأ دون استخدام القوة.
  • حرّر جسمك من الغضب وابتسم كي يسترخي جهازك العصبي.
  • غير نظرتك إذا كنت تعتبر ابنك مصدرًا للإزعاج وتذكر بأن ابنك يسعى للتنفيس عن مشاعره، فساعده دون تعنيف.

ونتحدث هنا عن ثاني مقومات القوة الناعمة في تربية الأبناء وهو الارتباط قبل الانضباط، والمتمثل في:

  • عدم المبادرة بالحديث مع ابنك قبل أن يوليك تركيزه الكامل، انظر في عينيه وربت على كتفيه برفق حتى يلتفت إليك.
  • لا تكرر حديثك، فإن لم تجد الإجابة عد إلى الخطوة الأولى وانتظر حتى تستحوذ على تركيزه.
  • استخدم أقل عدد ممكن من الكلمات أثناء تعديل السلوك أو توجيه التعليمات.

مفاتيح السعادة الأسرية في رمضان وأهميتها في تربية الأبناء

وهناك قواعد لبناء جيل واعد بالقوة الناعمة أهمها:

  • تعاطف مع نفسك، فكلما كنت أكثر تسامحًا وتقبلًا لنفسك انعكس ذلك على تحفيزك لأبنائك.
  • كن نصيرًا لطفلك واحترم احتياجاته، ولا يعني أن تغض الطرف عن أخطائه لإرضائه بل قوّم سلوكه بالحسنى واغرس فيه محبتك بالهدوء.
  • تجنب العقاب ولا تخلط بينه وبين التهذيب واستبدله بالتوجيه والنصح.
  • دع ابنك يعبّر عن مشاعره بحرية واكسر حاجز الخوف لديه بالتواصل الفعال.
  • تلبية احتياجات ابنك في التغذية والمرح والعناق واللعب والأمان وصقل مهاراته وتعليمه معايير السلوك المقبول حتى يدرك ما هو المتوقع منه في مختلف المواقف.
  • اعتبر ابنك مستشارك التربوي وأتح له المجال ليعبر عن رغباته واستمتع بكل لحظة تقضيها معه.
  • غيّر أساليبك وجدد أسلوبك التربوي من حين لآخر ليواكب مراحل نمو ابنك ومتطلبات العصر.
  • أحب ابنك بأفعالك وابذل ما في وسعك لتحافظ على العلاقة الحميمية معه:هذا الخيار الأمثل لتؤثر فيه.

وكوننا بحاجة إلى تربية أبناء قادرين على الإنجاز، لا بد من اتباع القواعد التالية:

  • اجعل المتعة هدفًا في حد ذاتها.
  • آمن بقدرة ابنك على ترك بصمة في العالم.
  • حفز ابنك على خوض التحديات الصعبة.
  • بارك الجهود لا النتائج بتكرار بعض العبارات التحفيزية مثل «أنا فخور بك لأنك لم تستسلم» لترفع معنوياته وتدفعه نحو مزيد من المحاولات.
  • شجع ابنك على التحفيز الذاتي وعلمه بعض العبارات المحفزة التي يمكن أن يستخدمها كلما تأزمت الأمور مثل «أنا أحاول، إذًا أنا ناجح».
  • ساعد ابنك في اكتشاف مواطن شغفه وأبد اهتمامك وتفهمك ودعمك له.