معرفة الوالدين احتياجات الطفل النفسية والعاطفية وكيفية إشباعها دور مهم وأساسي في تحقيق الصحة النفسية له فكل شخص في الحياة هو نتاج تربية وخبرات ومواقف اكتسبها وشعر بها وتعرض لها.
وامتلاك الوالدين لمهارات تربوية إيجابية تساعدهم على إشباع حاجاته النفسية أصبحت ضرورة ملحة لضمان نموه بشكل سليم.
هذا بعض مما جاء في ورشة «الدفء والود أساس التربية السليمة»، ضمن خدمة تنمية المهارات الوالدية مرحلة الطفولة المبكرة التي نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي - مركز الوقن وقدمتها الاستشارية النفسية الدكتورة نادية الخالدي التي أشارت في محاورها لأهم احتياجات الطفل لينمو بحب.
أهمية السنوات السبع الأولى للأطفال
تشير الدكتورة الخالدي لأهمية السنوات السبع الأولى من حياة الطفل ومسؤولية الأب والأم في تلبية احتياجاته النفسية والعاطفية والمعرفية وتكشف انعكاس تجاربهما وتأثيرهما في تشكيل شخصيته «إن ما يمنحه الأبوان للطفل ما هو إلا انعكاس لما افتقداه في الطفولة، فالأب الذي عانى الحرمان يحاول أن يلبي جميع احتياجات أبنائه والأب الذي افتقد الحنان يمنح أبناءه أكبر قدر منه بالاستماع لهم ومنحهم الأمان والأب الذي عاش حياة مرفهة يجد القسوة الطريقة الأفضل في التربية وكذلك الأمر بالنسبة للأم».
تبين الاستشارية النفسية«يولد الطفل ويبدأ منذ الوهلة الأولى بالتعرف إلى الأشياء المحيطة به بالتدريج بدءاً من الأم التي تبدأ بالاهتمام به ومن ثم يستوعب علاقته بالأشخاص المحيطين به ويتعرف إلى مشاعر الفرح والحزن والغضب التي يتولى الوالدان تنظيمها».
يقول العالم النفسي فرويد«عندما يولد الإنسان يمر بمراحل أساسية في الحياة إن أشبعت بشكل صحيح يمكن أن ينتقل بشكل صحيح نفسياً للمراحل اللاحقة» هذا الانتقال بحاجة لاحتياجات نفسية كالحضن والاستماع والحاجة للقبول والتقبل والتعرف إلى مشاكل الأبناء والمعايير المثالية لحلها والتي يمكن أن تتلخص بمنحه المزيد من الحنان والأمان والحوار والإحساس بالاحتواء».
تشير الخالدي إلى أن مرحلة الطفولة التي تبدأ منذ الولادة وحتى سن الثالثة عشرة من العمر من أهم مراحل النمو التي يمر بها الإنسان بحسب نظرية فرويد للنمو النفسي التي حددها تبعاً لطريقة إشباعه لغرائزه بحسب مناطق جسمه وصنفها إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى: يمكن تحديد هذه المرحلة بالفترة المحصورة منذ لحظة الولادة وحتى بلوغ السنة الأولى من عمره والتي يبدأ فيها الطفل اكتشاف الحياة والأشياء من حوله من خلال الفم وتبرز فيها تأثير طريقة رضاعة الطفل على تكوين شخصيته فالطفل الذي يلبى جميع احتياجاته النفسية من حنان وأمان وعطف خلال الرضاعة والتي غالباً ما تكون طبيعية ينشأ بشكل متزن بينما يتعامل مع الآخرين بحذر ويلجأ للتدخين في الكبر من تكون رضاعته صناعية ولا يحصل من خلالها على الاهتمام والحنان الكافي ويبحث عن التحفيز الشعوري ويعاني الإحساس بالنقص الشخص الذي أهمل وقت رضاعته ولم يلقى ما يكفي من اهتمام الأم لسد حاجته في الطفولة.
- المرحلة الثانية: تمتد هذه المرحلة من عمر السنة حتى 3 سنوات يدرك فيها الطفل بأنه شخص بحد ذاته، كما يمكن أن تتعارض رغباته مع رغبات الأهل والعالم المحيط به ويظهر هذا التعارض خلال فرض تعليمات تتعلق بأوقات دخول الحمام ومكانه للتخلص من العمليات الحيوية الموجودة في الجسم، يتقن تعلم هذه المهارة بشكل جيد الطفل الذي نشأ في بيئة قائمة على مبدأ الثواب والعقاب محفزة ملأى بالحب والحنان يمنح فرصة أخرى كلما أخطأ، بينما لا يتمكن من إنجازها الطفل الذي تجاهل أبواه تدريبه على هذه المهارة والطفل المعرض للعقاب اللفظي والفعلي «الضرب».
- المرحلة الثالثة: تبدأ هذه المرحلة من عمر 3 سنوات وتستمر حتى 6 من عمر الطفل، تتمثل هذه المرحلة بعقدة «أوديب» عند الذكور و«إلكترا» عند الإناث حيث يظهر الولد مشاعر الود والحب لأمه ومشاعر الكره لأبيه بينما تميل البنت لوالدها وتبتعد عن والدتها، يتميز الطفل في هذه المرحلة بالجرأة والاندفاع.
- المرحلة الرابعة: وهي المرحلة التي تمتد من 7 أعوام حتى أن يبلغ الطفل 13 عاماً وفيها يبدأ الطفل بتكوين شخصيته المستقلة والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين وتنمية مهارات التواصل خارج إطار الأسرة والاهتمام بتكوين علاقات صداقة ومعارف.
توضح الخالدي حاجات الطفل المختلفة:
الطفل بشكل عام بحاجة إلى احتياجات بيولوجية في الحياة يمكن التعرف إليها من خلال مثلث ماثلو:
- الحاجة للأكل والشرب والمأوى واحتياجات نفسية كالشعور بالأمان والحنان «التقبيل والأحضان»
- وحاجات معرفية تساعده على معرفة كيفية التعامل في الكثير من المواقف الحياتية كالتعرض للإساءة والتنمر وحل المشكلات التي يمكن أن يواجهها في الحياة