عندما تشعرين بأنك غارقة في أحزان الحياة وعاجزة عن تحديد قاعدة أساسية للشعور بالسعادة، فكري بتبسيط حياتك بوضع خطة عاجلة تهدف لإنقاذك من الفوضى حولك أو ما تشعرين بأنه تيار غامر يسحبك أكثر إلى دوامة لا يمكنك الخروج منها بسهولة، حتى لو كنت بطلة السباحة عبر المحيطات!
ما الأشياء التي اقتنيتها لتشعرك بالسعادة؟
ابدئي أولاً في التفكير بممتلكاتك المادية، وماهي الأشياء التي اقتنيتها لتشعرك بالسعادة، وهل تشعرك حقا بالسعادة؟
هل السعادة في خزانة ملأى بالثياب أو المجوهرات أو العطور أو غيرها من الأغراض والأدوات؟
هل يسعدك الخروج للتبضع والشراء فعلاً وتكديس الأشياء في حجرتك ومنزلك أم على العكس من ذلك تزيد من تعاستك وإرباكك؟
كم دقيقة تقفين في اليوم أمام تلك الخزائن المحشوة بالثياب لأنك محتارة وعاجزة عن التوصل لاختيار أفضل ما يمكنك ارتداؤه من بين العشرات منها، بدلاً من أن تقتصر حيرتك على الاختيار ما بين ثوبين أو ثلاثة؟
فكري كذلك في كمية القوارير المصطفة أمام منضدتك والتي تتنوع ما بين عطور ومستحضرات تجميل وغسول وما هو العطر أو المستحضر الملائم من بين العشرات والذي ترغبين في التعبير من خلاله عن هويتك كامرأة أنيقة وتضعين به الإمضاء الأخير على مظهرك وأناقتك؟
والأحذية؟ كيف يمكنك انتقاء الحذاء الأنسب للثوب الذي تمكنت أخيراً من اقتناصه من بين العشرات وأنت تملكين من كل زوج أربعة أو خمسة من نفس اللون الذي يتناسب مع ذلك الثوب وهي كلها جميلة ومفضلة ورائعة، ويحزنك كثيراً ألا يمكنك اختيار أكثر من زوج من بينها لسبب بسيط وهو أنك لا تملكين أكثر من قدمين اثنين للسير عليهما في المرة الواحدة؟
وماذا عن الحقيبة وأنت تملكين من كل علامة واحدة وترغبين في أن يعرف الجميع بأن لديك نسخة من الإصدار المحدود لكل منها لأنك قمت بشراء أكثر من تصميم من نفس العلامة أو من الأخرى المنافسة، وفي جعبتك وخزائنك منها ما تتمناه كل فتاة مثلك بل وأكثر من ذلك بكثير؟
وبعد كل هذا، ما هي الطريقة التي تفضلين إظهار نفسك بها قبل الخروج من المنزل؟
هل ستخرجين بأبهى زينة لأنك يجب أن تكوني مميزة رغم أنك ذاهبة إلى العمل؟ هل ستبالغين في زينتك وترتدين الأحذية الأنيقة ذات الكعوب العالية وتحملين الحقائب المرصعة بعلامات واضحة لكي تقولي لمن حولك بأنك سعيدة وتملكين كل ما يشعرك بها؟
أم ستتخلين عنها لتكوني أكثر بساطة وتبعثي لمن حولك رسالة بأنك غير عابئة بما قد يظنه الآخرون عنك ولا يهمك سوى التمتع بحريتك ومرونتك المتمثلة باختيارك ثياباً بسيطة وأحذية رياضية خفيفة وأقل ما يمكن من زينة ومساحيق؟
والآن، ما الذي يمكنك قوله إن اكتشفت بأن ممتلكاتك المادية لا تساهم بشيء في سعادتك ولا تساعدك في ترتيب حياتك، لأنك لم تكوني بحاجة لها حقاً للصمود أمام شيء، بل هي التي تسببت بمزيد من الفوضى، كما استنفدت من طاقتك ووقتك الكثير بدفعك للحيرة والتوقف طويلاً أمام اختيار أشياء لن يتذكرها أحد عند غيابك أو رحيلك أو في أية لحظة سيعاد فيها ذكرك لأي سبب.