ماذا لو كان ترتيب منزلكم قادراً على تغيير حياتكم اليومية وحتى حياتكم بأسرها؟ ربما لم تخطر هذه الفكرة على رأسكم، وحتى لو سبق أن فكرتم بالأمر لا بد أنكم قد تساءلتم عمّا تتخلون من أغراضكم وبماذا تحتفظون ومن أين تبدأون ومتى، وبالأخص لماذا يرتدي الترتيب المنزلي هذه الأهمية؟
كشفت لنا ماري كوندو في كتابها"سحر الترتيب المنزلي" عن استراتيجية للتخلص من الفوضى للأبد:
كتاب "سحر الترتيب المنزلي" تأليف: ماري كوندو
هل سبق لكم أن عملتم جاهدين على ترتيب منزلكم أو مكتبكم لتروا بسرعة أن الفوضى عادت لتعمَّ مجدداً؟ إذا كان الجواب «نعم» فإن الطريقة التي ابتكرتها ستساعدكم وربما قد تغير حياتكم، هي طريقة بسيطة وفعالة للقضاء على الفوضى المنزلية إلى الأبد. إبدأوا بالتخلص من الأشياء التي لا فائدة منها التي لا تستعملونها ثم نظموا المساحة الداخلية مرة وإلى الأبد. إذا ما اتبعتم هذه الاستراتيجية لن ترجع الفوضى أبداً.
الترتيب بإمكانه أن يغير حياتكم
إن العيش في منزل مرتب يؤثر بطريقة إيجابية في سائر نواحي حياتكم، وبقدر ما أني كرست أكثر من 80% من عمري لهذه المسألة وجعلتها مهنتي، أعرف أن الترتيب بإمكانه أن يغير حياتكم. قد يبدو كلامي هذا ضرباً من الخيال، لكن إذا كان مفهوم الترتيب لديكم يقضي بأن تقرروا يوماً التخلص من الأشياء التي لا فائدة منها أو تنظيف غرفتكم شيئاً فشيئاً فأنتم على حق: سيكون هذا العمل بلا تأثير في حياتكم.
حين ترتبون منزلكم، تنظمون كذلك أغراضكم وماضيكم. والنتيجة أنكم ترون بوضوح ما أنتم بحاجة إليه في الحياة
وفي المقابل إذا ما غيرتم مقاربتكم، سيحمل الترتيب أثراً كبيراً في حياتكم. فترتيب المنزل بشكل جذري يحمل معه تغييرات ملفتة جداً في نمط الحياة والنظرة إليها. فحين ترتبون منزلكم، تنظمون كذلك أغراضكم وماضيكم. والنتيجة أنكم ترون بوضوح ما أنتم بحاجة إليه في الحياة كما ترون ما أنتم لستم بحاجة إليه من دون أن تنسوا ما يجب أن تفعلوه وما يجب ألا تفعلوه.
ما هو الترتيب؟
الترتيب سلسلة من الأعمال الأولية التي تقضي بنقل الأغراض من مكان إلى آخر بحيث توضع الأشياء مكان حيث يجب أن تكون. قد يبدو الأمر طفولياً وبمتناول يد ولد في السادسة من عمره. ومع هذا، فإن أصل المشكلة يكمن في رؤوس الناس، لأن نجاحها مشروط في 90% من الحالات بوضعهم النفسي.
نادرون هم الأشخاص الذين يتعاملون مع تنظيم بيئتهم بطريقة فطرية، فالغالبية تتعاطى مع هذه المسألة بحسب حالتها الذهنية. فإدراك الشخص المعني لنمط حياته أهم من قدرته على الفرز أو التخزين. والترتيب مسألة تتصل بشكل وثيق بالقيم الشخصية المرتبطة بنمط الحياة.
في اليابان مثلاً، ثمة اعتقاد أن تنظيف الغرفة وترتيبها والمحافظة على حمام في قمة النظافة مصدر حظ في الحياة، وإذا كان المنزل في فوضى، فإن تنظيف الحمام لن يأتي سوى بأثر محدود.
لماذا تعود الفوضى؟
ثمة شكوى منتشرة مفادها «أبدأُ بالترتيب حين أدرك الفوضى المسيطرة ولكن سرعان ما تدب الفوضى مجدداً»، لترد المجلات النسائية والمنزلية عليها قائلة «لا تحاولي أن ترتبي منزلك في مرة واحدة، بل قومي بذلك تدريجياً، قليلاً قليلاً في كل مرة حتى لا تعود الفوضى مرة ثانية».
من المؤكد أن إجراءات مفاجئة وجذرية لإزالة الفوضى قد تحدث نفس أثر نظام الحمية القاسي الذي يعود الوزن من بعده للارتفاع. لكن بمجرد أن تبدأوا بتحريك الأثاث والتخلص من الأشياء التي لا تحتاجونها سيتغير شكل الغرفة.
إذا بذلتم جهداً استثنائياً بعدها لترتيب المنزل ستكونون قد رتبتم حقاً كل شيء. أما عودة الفوضى فهي تحدث لأن الناس يظنون عن خطأ أنهم كانوا دقيقين، وهذا صحيح، أي أنهم فرزوا ووضعوا أشياء في أماكن معينة، ولكنهم توقفوا في منتصف الطريق ولم يتخلصوا مما لا يستعملونه.
إذا ما رتبتم كل شيء مرة واحدة وليس شيئاً فشيئاً، يمكن أن تغيروا بطريقة ملفتة حالتكم الذهنية. والتغيير الذي سيحدث عميق إلى درجة أنه سيطال مشاعركم
أما نصيحة الترتيب قليلاً كل يوم، فهي تبدو مقنعة ولكنها أقرب إلى الوهم، لأنها ستولد لديكم الانطباع بأنكم لن تنتهوا في حياتكم من الترتيب. صحيح أنه من الصعب تغيير العادات المتجذرة منذ سنوات، وإذا كنتم قد فشلتم في الحفاظ على ترتيب منزلكم فإن عادة الترتيب قليلاً كل يوم ستبدو لكم مهمة شبه مستحيلة. ولا يمكن أن نغير عاداتنا من دون أن نغير أولاً طريقة تفكيرنا. وهذا أمر ليس بالسهل، فمن الصعب أن نسيطر على فكرنا، لكن ثمة طريقة لتغيير مفهومنا للترتيب بشكل جذري.
الترتيب يحدث نتائج مرئية ولا يكذب أبداً. وسر نجاحه هو الآتي: إذا ما رتبتم كل شيء مرة واحدة وليس شيئاً فشيئاً، يمكن أن تغيروا بطريقة ملفتة حالتكم الذهنية. والتغيير الذي سيحدث عميق إلى درجة أنه سيطال مشاعركم ويؤثر بلا شك في نمط تفكيركم وعاداتكم اليومية.
وإذا ما ترك الناس الفوضى تحتل شيئاً فشيئاً مساحة عيشهم، على الرغم من الجهود التي بذلوها، فالخطأ ليس خطأ مساحة العيش أو أغراضهم الخاصة ولكن نمط تفكيرهم. وحتى لو أنهم شعروا بالاندفاع في البداية فهم يناضلون ليظلوا مندفعين، وجهود البداية ستتضاءل بلا أدنى شك لأنهم لا يشعرون بآثار قرارهم بالترتيب وهذا لأنه ترتيب تدريجي. لهذا السبب يكون النجاح مشروطاً بالحصول على نتائج مباشرة وملموسة.
كيف نحقق الكمال في الترتيب؟
من يقول لكم «لا تسعوا إلى الكمال، وقوموا برمي شيء واحد كل يوم» فهو ينطق بكلمات معسولة هدفها من لا يثقون بقدرتهم على الترتيب أو يظنون أنهم لا يملكون الوقت الكافي للقيام بهذه المهمة بالشكل الصحيح. من خلال تجربتي يمكنني أن أؤكد لكم أنكم لن تتمكنوا من ترتيب المنزل عند التخلص من غرض واحد كل يوم لأنكم في زيارة واحدة إلى المتاجر المنزلية ستحملون معكم من الأغراض أكثر مما كنتم قد رميتم.
لذا أنصحكم باستهداف «الكمال» بمعنى أن كلمة كمال هنا تحمل شقين: اتخاذ قرار بالتخلص من غرض معين من عدمه، واتخاذ قرار بالمكان المناسب لخزنه في حال احتفظتم به. إذا كنتم قادرين على القيام بهذين العملين سيكون بإمكانكم بلوغ «الكمال» في الترتيب.
أحياناً، للتخلص من مشكلة معينة أو عدم التفكير بما يؤرقكم، يأخذكم دافع قوي بالترتيب، ولا يكون هذا لأنكم ترغبون بترتيب غرفتكم ولكن لأنه ينبغي أن ترتبوا «شيئاً آخر». والحقيقة أن هذه الرغبة الجامحة بالترتيب لا تدوم بعد انتهاء الأزمة وكل فكرة متصلة بها تغادر الذهن، علماً أن ترتيب غرفتكم لن ينجح في تهدئة ذهنكم. ربما أنعشكم لبعض الوقت ولكن هذه الراحة لن تدوم لأنكم لم تتطرقوا إلى سبب قلقكم الرئيسي.
تخيلوا حجرة في حالة فوضى. هي ليست كذلك بسحر ساحر، فأنتم من يعيش فيها وقد زرعتم فيها هذه الفوضى. وحين تكون حجرة في هذه الحال، لا يكون السبب مادياً وحسب. فالفوضى المرئية تبعدنا عن مصدر الفوضى الحقيقي.
وزرع الفوضى من حولنا هو رد انعكاسي غريزي يزيح انتباهنا من أصل المشكلة. وإذا كنتم لا ترتاحون في حجرة نظيفة ومرتبة، حاولوا أن تواجهوا شعور القلق لديكم، وهو قد يساعدكم على فهم ما يؤرقكم حقيقة.
كيف يساعدنا الترتيب على مواجهة مشاكلنا؟
حين تكون غرفتكم في غاية الترتيب، لن يكون أمامكم خيار آخر سوى تفحص حالتكم الداخلية. ستتمكنون حينها من إدراك الهموم التي تحاولون تجنبها لتضطروا إلى معالجتها. ومتى بدأتم بالترتيب ستضطرون إلى الانطلاق مجدداً من الصفر وتكون النتيجة أن حياتكم ستأخذ بالتغيّر. لهذا السبب يجب أن ترتبوا منزلكم بسرعة، فهذا سيمكنكم من مواجهة المشكلات المهمة حقاً. فعل الترتيب ليس سوى أداة، وهو ليس الهدف النهائي. الهدف النهائي يجب أن يكون تحديد نمط الحياة الذي ترغبون فيه متى صار منزلكم مرتباً.
قبل أن ترتبوا يجب أن تتخلصوا من أشيائكم التي لا تستعملونها. كما يجب أن تسيطروا على الرغبة بحفظ هذه الأغراض
ما أول مشكلة تتبادر إلى الذهن حينما تفكرون بالترتيب؟
بالنسبة إلى الكثيرين تكون الطريقة لتوضيب الأشياء، أي أين وكيف سيضعونها.
لكن هذه ليست لب المشكلة للأسف، وكلمة «توضيب» تتضمن فخاً، لأنه حين نقارب مسألة تنظيم الأغراض الشخصية والأغراض التي تسمح بتوضيبها بالطريقة المناسبة ثمة عبارات إعلانية تبشركم بأنكم «ستنظمون مساحتكم الداخلية بلمح البصر» أو أنكم «ستوضبون بسرعة وسهولة».
والسرعة والسهولة هي عروض مغرية تَعِد بالعجب للتخلص بسرعة من الفوضى، بواسطة رفوف وجوارير وخزائن وعلب... للتوضيب.
لكنها كلها تخفي في الحقيقة كل ما لا تحتاجون إليه عن أبصاركم وسرعان ما ستجدونها مملوءة بكل ما لا ترغبون فيه وسترجع الفوضى إلى مساحتكم لتلجأوا مجدداً إلى «طريقة توضيب سهلة وسريعة» أخرى.
لهذا السبب قبل أن ترتبوا يجب أن تتخلصوا من أشيائكم التي لا تستعملونها. كما يجب أن تسيطروا على الرغبة بحفظ هذه الأغراض قبل أن تتعرفوا إلى ما ترغبون حقاً فيه وتحتاجون إلى الاحتفاظ به.
كيف ترتب منزلك؟
1- التوضيب بحسب فئات الأغراض
المشكلة تكمن في أن الناس يضعون نفس نوع الأغراض في أماكن متعددة. وعند ترتيب كل حجرة بشكل منفصل عن الأخرى، لا نلاحظ أننا نكرر المهمات ذاتها في أماكن متعددة لنصير أسرى حلقة مفرغة.
لتجنب هذا، أنصحكم بالتوضيب بحسب فئات الأغراض:
مثلاً، بدل أن تقرروا توضيب هذه الحجرة أو تلك اليوم، حددوا هدفاً كالاهتمام بالملابس اليوم وبالكتب غداً.
واحدة من الأسباب الرئيسة التي تجعل الناس يعجزون عن الترتيب بفاعلية هي أنهم يمتلكون أشياء كثيرة ويجهلون مروحة ممتلكاتهم. فحين نخزن شيئاً معيناً في أماكن عدة من المنزل ونقوم بالترتيب حجرة تلو الأخرى، لا يمكن أن نكوِّن فكرة دقيقة عن الحجم الشامل ولا نتمكن من رؤية نهاية العملية.
من أجل أن نتجنب هذا اللولب السلبي، علينا أن نرتب بحسب فئات الأشياء، كترتيب الكتب مثلاً أو الملابس، وليس بحسب الأماكن أو الحجرات.
2- معرفة سبب الفوضي
في لحظة معينة، فكرت بأن أقوم بتصنيف طرائق الترتيب بحسب نمط الأمزجة والشخصيات. وقرأت كتب علم نفس وسألت زبائني عن فئة دمهم وطباع أهلهم إلخ. كما أني تفحصت تاريخ ولادتهم، وأمضيت أكثر من خمس سنوات أحلل نتائج أبحاثي وأسعى إلى مبدأ عام مقرون بأفضل طريقة لكل نمط من أنماط الشخصيات. وكل ما وجدته هو أنه ما من سبب لتغيير مقاربة الترتيب بحسب الشخصية.
ففي مجال الترتيب، الغالبية من البشر كسالى، وشديدو الانشغال أيضاً. أما في ما يتعلق بمن يصعب إرضاؤهم، فكل الناس متطلبون في مجال معين. وحين درست أنماط الشخصيات المقترحة، تبين لي أن كل نمط منها يناسبني.
فما هي المعايير التي يجب أن أستخدمها من أجل أن أصنف الأسباب التي تجعل الناس فوضويين؟
حين بدأت عملي كمستشارة، جهدت حتى أصنّف زبائني بحسب فئات معينة وأقترح خدمات مختلفة لكل فئة. ولكن حين أراجع هذه الفترة، أدرك أنني كنت أحمل فكرة خلفية وهي أن مقاربة مركبة، تجمع مختلف الطرائق بحسب نمط الشخصية ستجعلني أبدو أكثر احترافاً. وبعد أن فكرت مطولاً بالموضوع بدا لي من المنطقي أكثر أن أصنف الأشخاص بحسب أفعالهم وليس بحسب نمط شخصيتهم.
مع هذه المقاربة، يمكن تصنيف الأشخاص العاجزين عن الحفاظ على مساحة داخلية مرتبة إلى ثلاث فئات أساسية:
وعند النظر إلى قائمة زبائني، أدركت أن 90% منهم يدخل في الفئة الثالثة، أي العجز عن الرمي وعن إعادة الأغراض إلى مكانها، في حين أن 10% منهم ينتمون إلى فئة «العاجزين عن إعادة الأغراض إلى مكانها». لم ألتقِ أبداً شخصاً من النوع «العاجز عن الرمي» ولأن هذا النوع على الأرجح يجد نفسه يعيش في مساحة غارقة بالأغراض، حيث لا يعود يستطيع الحركة فيها.
أما بالنسبة إلى الـ10% الذين لا يعجزون عن الرمي لكنهم يعجزون عن إعادة الأغراض إلى مكانها، فحين يبدأون عملية الترتيب بجدية يصيرون أشد ميلاً للتخلص من الأشياء ويجدون أنفسهم في النهاية مع مجموعة 30 كيس قمامة مملوءة بأشياء لا يريدونها.
3- الرمي وتحديد مكان الاحتفاظ بما نريد الاحتفاظ به
أنا على قناعة أن عملية الترتيب يجب أن تبدأ أولاً بالاستغناء عن أشياء لا نريدها ولا نحتاج إليها، مهما كان نمط شخصيتنا. فمن أجل الترتيب بشكل فعال، ثمة عملان أساسيان يجب القيام بهما: الرمي وتحديد مكان الاحتفاظ بما نريد الاحتفاظ به.
والرمي يأتي أولاً، وهو مبدأ غير قابل للتغيير، أما الباقي فيعتمد على درجة الترتيب التي ترغبون في الحصول عليها.
لماذا أرغب في ترتيب منزلي؟
قبل البدء بعملية الترتيب، عليكم أن تدركوا أن عملية رمي أغراض والاحتفاظ بأغراض أخرى هدفها جعلكم سعداء. قد يبدو هذا بديهياً، ولكن يجب أن تدركوا هذه الحقيقة وتجعلوها تدخل إلى أعماقكم، لتسألوا أنفسكم: «لماذا أرغب في ترتيب منزلي بهذا الشكل الجذري؟» حين تجدون الجواب ستكونون مستعدين للانتقال إلى المرحلة التالية وهي جولة أفق لكل ممتلكاتكم المنزلية.
وعندها ستواجهون السؤال التالي: «أي معيار يجب أن أستخدمه حتى أتخذ قرار الرمي أو الاحتفاظ؟»
ثمة أسباب عديدة تدفع المرء إلى إفراغ المساحة من حوله، ومنها:
من السهل التخلص من الأشياء حين يكون سبب التخلص منها واضحاً. ولكن تختلف المسألة حين لا يكون هناك سبب معين. والحقيقة أنه يجب أن نركز أساساً على الأشياء التي نرغب في الاحتفاظ بها وليس على الأشياء التي نريد رميها.
أما أفضل طريقة لاختيار الأغراض التي نود الاحتفاظ بها ورمي الأغراض التي لا نريد الاحتفاظ بها هي أن نأخذ كل غرض بيدنا وأن نطرح على أنفسنا السؤال الآتي: «هل هذا الغرض يفرحني؟» فإذا كان الجواب «نعم» احتفظوا به، وإذا كان «كلا» ارموه.
هذا هو المعيار الأبسط وكذلك الأكثر دقة. ربما راودتكم الشكوك في فاعلية معيار تجدونه غامضاً، لكن السر يكمن في أن تحملوا كل غرض بيدكم، ولا تكتفوا بفتح باب خزانتكم لتقرروا بعد نظرة سريعة أن كل ما فيها يحمل لكم شعوراً بالفرح. يجب أن تلمسوا كل لباس لأن جسمكم سيرد عليكم أولاً وبطريقة مختلفة كل مرة. ثقوا بي وحاولوا.
أنا لم أختر هذا المعيار صدفة، ففي النهاية، لماذا نحن نقوم بالترتيب إن لم يكن لأن منزلنا والأشياء التي يحتوي عليها يمكن أن تسعدنا؟ بالتالي، فإن أفضل معيار لاختيار ما تريدون الاحتفاظ به هو معرفة ما يجعلكم سعداء ويدخل الفرحة إلى قلوبكم.
هل أنتم سعداء حين ترتدون ملابس لا تحمل معها لكم أية متعة؟
هل تستمتعون بكونكم محاطين بأكداس مكدسة من الكتب التي لم تقرأوها وليست عزيزة على قلوبكم؟
هل تظنون أن امتلاك الأكسسوارات التي لن تخدمكم أبداً يجلب لكم السعادة؟
الإجابة عن كل هذه الأسئلة يجب أن تكون «كلا».
تخيلوا الآن منزلكم وهو لا يحتوي إلا على أغراض تجلب لكم المتعة. هل هذا هو نمط الحياة الذي ترغبون فيه؟
لا تحتفظوا إلا بالأشياء التي تحرك مشاعركم، وبعدها قوموا بالخطوة المناسبة وارموا كل ما تبقى، ثم انطلقوا مجدداً من الصفر نحو نمط حياة جديد.
