16 أغسطس 2021

4 حواجز تمنعك من تحقيق النجاح

أستاذة وباحثة جامعية

4 حواجز تمنعك من تحقيق النجاح

غالبًا ما نمنع أنفسنا من عيش حالة الفرح والرضى التي نستحقها بواسطة أفكار على شاكلة «إن ما يجري أجمل من أن يكون حقيقيًا» أو «أنا لا أستحق كل هذه السعادة».. هذا ما يسميه المؤلف غاي هندريكس «مشكلة الحدود القصوى» في كتابه« القفزة الكبرى»، وهي ردة فعل شعورية سلبية تعيق سعادتنا وتمنعنا من بلوغ هدفنا. وعند تخطي هذه الحدود يمكنكم أن تحققوا قدراتكم الفعلية لأنكم ستستعيدون ثقتكم بأنفسكم وتكتشفون أن كل شيء ممكن.

4 حواجز تمنعك من تحقيق النجاح
كتاب Le Grand Saut

حدد غاي هندريكس في كتابه Le Grand Saut أربعة حواجز تمنعك من تحقيق النجاح

يجب أن تطلعوا على أمر مهم يخص مشكلة الحدود القصوى، وهو أنه حين تبلغون مستويات عالية من النجاح كثيرًا ما تخلقون لأنفسكم مشكلات شخصية في حياتكم لتسوَد الحياة أمامكم وتعجزوا عن الاستفادة من هذا النجاح الذي حققتموه. إذا ما كسبتم مالاً أكثر، قد تتحرك مشكلة الحدود القصوى وتخلق وضعًا يجعلكم تقعون في مشكلة أو مصيبة أو مرض يمنعكم من الاستمتاع بالمال الإضافي الذي جنيتموه.

وإذا كنتم قد التقيتم شريك حياتكم المثالي وقمتم بالزواج منه، فإن مشكلتكم المتعلقة بالحدود القصوى قد تظهر وتجعلكم تعانون مصاعب مالية. باختصار، من يعاني مشكلة الحدود القصوى يميل إلى إلحاق قفزات نجاحه الكبرى بمشكلات تفسد هذا النجاح، ليعود إلى ما كان عليه من قبل أو ربما إلى ما هو أسوأ منه.

الأساس الخاطئ حول مشكلة الحدود القصوى هو مجموعة من أربعة حواجز خفية تستند إلى الخوف وإلى المعتقدات الخاطئة.

كل شخص عاينته وعملت معه اكتشف واحدة على الأقل من هذه الحواجز. وتشترك الأربعة منها في سمة واحدة، وهي:

حتى لو بدت حقيقية وواقعية فهي ترتكز على معتقدات حول أنفسنا لا هي حقيقية ولا هي واقعية، وإن مجرد النظر إليها بشكل غير واعٍ على أنها حقيقية وواقعية هو الحاجز الذي يرتفع أمامنا.

نحن ننظر إليها بهذه الطريقة إلى أن نسلط الوعي عليها، وحينها تذوب ونتحرر منها، وستكون هذه لحظة شديدة العمق لن ننساها في حياتنا لأنها لحظة تحررنا المطلق. سنستكشف معًا هذه الحواجز القائمة على المخاوف والمعتقدات الخاطئة لتكونوا يقظين في ما يتعلق بمشكلة الحدود القصوى الخاصة بكم، فحين تتخلصون من هذه المعتقدات الخاطئة ستشعرون بحرية جديدة لإعادة ابتكار حياة ترتكز على عبقريتكم الطبيعية:

الحاجز الخفي الأول: الشعور العميق بالنقص

via GIPHY

ويمكن ترجمته بالجملة الآتية «بما أن ثمة شيئاً عميقاً ينقصني، لا يمكنني أن أحقق إمكاناتي الإبداعية كاملة». إذا كان لديكم شعور قديم وعميق بأن ثمة شيئاً ناقصاً أو سيئاً فيكم، فإن هذا الشعور سيظهر عبر مشكلة معينة في كل مرة تتوجهون فيها نحو حياة أفضل سواء على المستوى العاطفي أو المالي أو العائلي أو المهني. حين تتخطون مستوى الترموستات الخاص بحدودكم القصوى، ينبري صوت عميق وخفي يحذركم بالقول «يجب ألا تكون بهذه السعادة، أو الثروة أو الإبداع، لأنك كائن ناقص».

تولد هذه الفكرة نوعًا من عدم تناغم معرفي كما لو أنك تسمع صوت حديد يتطاحن في ذهنك حينما تحاول أن تفكر بفكرتين متعارضتين في الوقت نفسه وهما:

بما أني ناقص أو سيئ أو أي شيء مشابه، كيف باستطاعتي أن أكون بهذه السعادة أو الثروة أو الإبداع؟

حينئذ، يتعين على عدم التناغم هذا أن يسلك واحدًا من هذين الاتجاهين: إما أن ترجع إلى ما اعتدت عليه وإما أن تتخلى عن المعتقدات القديمة، ما يسمح لك بالاستقرار على المستوى الأعلى الذي بلغته. وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف الأخير هو أن تسلط الوعي على الفكرة القائلة أنك ناقص بشدة وأن تسميها، وإلا وجب عليك من أجل القضاء على عدم التناغم المقلق أن تتجنب النجاح وأن تتخلى عن مراجعة هذا المعتقد الخاطئ.

الحاجز الخفي الثاني: عدم الإخلاص والهجران

via GIPHY

ويمكن ترجمته بالجملة الآتية: لا يمكنني أن أنمو وأتطور إلى درجة تحقيق نجاح شامل لأني سأنتهي وحيدًا وسأكون غير مخلص لأصولي وسأترك خلفي الأشخاص الذين هم جزءًا من ماضي. إذا كنتم تتساءلون إن كنتم تعانون هذا النوع من الحواجز إليكم سؤالين يمكن أن يساعداكم على اكتشاف الجواب عند طرحهما على أنفسكم، وهما:

  • هل خرقت القواعد المحكية وغير المحكية التي تحكم أسرتي حتى أصل إلى ما أنا عليه ؟
  • هل فشلت في تحقيق توقعات والدي مني على الرغم من النجاح الذي وصلت إليه؟

في حال كان الجواب «نعم» عن واحد من هذين السؤالين، فمن المرجح أنكم كلما حققتم نجاحًا أكبر في المستقبل سيقودكم مسعاكم نحو حياة ناجحة إلى إحساس عميق وغير واعٍ بأن ثمن هذا النجاح كان التخلي عن أصولكم وعدم إخلاصكم لمن أحبوكم. وسيجبركم شعوركم بالذنب على كبح أنفسكم ومنعها من تحقيق نجاح كامل والاحساس بقيمة ما تحققون.
لذا تعيشون حالات متناوبة من لحظات النجاح وفترات من العقاب الذاتي. والحل في هذه الحالة هو إقامة حوار مع من يسببون لنا هذا الشعور، سيكون حوارًا صعبًا كنا نفضل أن نتجنبه ولكن لحظة نقوم به سنشعر بالراحة الفورية وبقدرة هائلة على التواصل تمكننا من حل المشكلة.

الحاجز الخفي الثالث: الاعتقاد أن مزيدًا من النجاح يعني مزيدًا من العبء

via GIPHY

ثمة معتقد قديم يقول لك أنك عبء وهو يحول دون تطوير وتحقيق كافة إمكانيات النجاح والفرح لديك. ويمكن ترجمة هذه الفكرة بالجملة الآتية: لا يمكنني أن أتطور وأن أحقق كافة إمكانياتي لأني سأكون عبئًا أكبر مما أنا عليه الآن. سأكتفي هنا بسرد تجربتي الخاصة: لحظة وصولي إلى هذا العالم تلقفتني رسالتان متناقضتان تقول الأولى أنني عبء وتقول الثانية أنني فرحة. كنت عبئًا على والدتي وفرحة لجدي وجدتي، والسبب هو أن والدي كان قد توفي في حين كانت أمي حاملاً بي وتركها لتربيني مع أخي البكر. لم تكن أمي تعمل وكان عليها أن تؤمن معيشتنا جميعًا وقد شكلت ولادة طفل جديد بالنسبة إليها مشكلة تسببت لها باكتئاب دام سنة كاملة بعد ولادتي.

لحسن الحظ أن جدي وجدتي كانا يعيشان بالقرب منا وكانا لا يزالان بصحة جيدة بعد أن ربيا أربع بنات، فكان مجيئي بالنسبة إليهما مصدر فرحة غامرة ومناسبة لتربية الولد الذي كانا يحلمان به. ولم يمض يوم في طفولتي لم أشعر فيه بحبهما واهتمامهما. كانت جيرتهما هدية من السماء، فحتى بعد أن شفيت أمي من اكتئابها وبدأت أمضي معها وقتًا أطول، أبقيا على اهتمامهما بي. إن أحداثًا كهذه تشكل السياق المثالي لوقوع مشكلة حدود قصوى في ما بعد، فقد بدأت حياتي وأنا أشعر أني عبء وفرحة في الوقت ذاته، وقد تكرر هذا الشعور مرات عديدة بعدها. فكلما كنت أحقق نجاحًا مهمًا، أشعر بعدها وعلى الفور أني عبء على هذا العالم لأني لم أكن أشعر يومًا أن أمي وأخي كانا يفرحان لنجاحاتي كما لو أني لا زلت عبئًا عليهما.

في الثلاثينيات من عمري بدأت أعي وأدرك أن الجزء الأكبر من الشعور بالذنب الذي كان يراودني متصل بجريمة لم أقترفها. وأنا متأكد أن الكثيرين منكم سيكتشفون الأمر ذاته. اكتشفت أننا إذا ما قضينا على الشعور بالذنب المتصل بجرائم لم نقترفها ويتهمنا أهلنا بشكل غير واعٍ بها حتى قبل أن نبلغ سنتنا الثانية، سنتحرر من أكبر المصاعب التي ترسم لنا حدودنا القصوى.

الحاجز الخفي الرابع: جريمة وضع الآخرين في الظل

via GIPHY

ويمكن ترجمتها بالجملة الآتية: يجب ألا أحقق نجاحًا كاملاً لأني، إن فعلت، سأغطي بظلي فلانًا أو فلانة وسأجعله يبدو سيئًا أو سأسبب له الانزعاج أو الإحراج الشديد. وهذا حاجز كثيرًا ما نجده لدى الأطفال الموهوبين. فهم يتمتعون باهتمام كبير من جانب أهلهم، لكنهم يتلقون رسالة عميقة وخفيه تقول لهم: لا تكن لامعًا أكثر من اللازم لئلا يشعر الآخرون بالإنزعاج أو النقص.

كثيرًا ما يتهم الطفل الموهوب بأنه يسرق الاهتمام بالمقارنة مع أفراد الأسرة الآخرين. وقد وجد هؤلاء الأطفال حلاً لاواعيًا وهو خفض مستوى التعبير عن عبقريتهم حتى لا يشعر الآخرون بأنهم مهددين.

أما الحل الآخر فهو أن يستمروا في تفجير هذه العبقرية ولكن أن يخفضوا كمية المتعة التي يشعرون بها عند كل إنجاز. فإذا ما بدا عليهم الألم، قد يتعاطف معهم الآخرون بدل أن يحسدوهم. الكثيرون منكم قد يجدون مشكلة من هذا النوع في ماضيهم. في هذه الحالة، يجب أن تتساءلوا ما إذا كنتم تخشون النجاح الأكبر لأنكم كنتم تخافون في الماضي من إلقاء الظل على شخص ما. إسألوا أنفسكم ما إذا كنتم تخشون أن يجذب نجاحكم اهتمامًا كبيرًا بكم يحول دون ترك فرصة نجاح لشخص آخر بحاجة إليه أكثر منكم، كما قيل لكم إما بشكل مباشر أو بشكل ضمني.

ما هو مذهل في مسألة العمل على الحدود القصوى هو أننا نحتاج إلى بعض الوقت لالتقاط مصدر المشكلة. ومتى نجحتم في هذه المرحلة تكونون قد أضأتم حجرة بقيت لفترة طويلة في الظلام. ومن الضروري عادة أن تتم عملية تنظيف هذه الغرفة ولكن حين يسطع الضوء فيها يصير العمل سهلاً نسبيًا. تكمن مشكلة الحدود القصوى في كل لحظة تفاعل أو حديث تجرونه مع أنفسكم أو مع الآخرين. وثمة وسيلة وحيدة لمعرفة كل هذه المعطيات وهي تركيز الوعي الحاد على مظاهر معينة من حياتكم اليومية.