9 أبريل 2023

كيف نحمي الأبناء من الانفتاح التكنولوجي والتأثيرات الخارجية؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف نحمي الأبناء من الانفتاح التكنولوجي والتأثيرات الخارجية؟

لا تستخف بآرائهم، لا تحقر من شأنهم، لا تقلل من طموحاتهم، لا تستهين بأحلامهم، اقترب من مستوى تفكيرهم.. كلها أمور وجب الالتفات إليها في زمن فرض فيه الوقع أهمية أن يجاري الآباء والأمهات أفكار أبنائهم، وهي رسالة توجهها الكوتش أماني سالم، مستشارة تربوية وأسرية وخبيرة تطوير السلوك، إلى الأهل تستعرض فيها أهمية الانتباه إلى أساليب التربية الحديثة في ظل وجود مدخلات الانفتاح التكنولوجي الذي يؤثر في الأبناء.

تضيف الكوتش أماني سالم «أصبحنا في عصر يهيمن عليه كثير من التحديات والتغيرات السريعة والمتلاحقة والتي إن لم نلحق بركبها ومواكبتها سنجني نتائج لم نتوقعها، وبالتأكيد لن تكون في مصلحة أبنائنا الذين هم ثروتنا الحقيقية في هذه الحياة. ولذلك أصبح من الضروري توعية الآباء والأمهات والمربين والمعنيين بطرق التربية الحديثة، بكيفية مجاراة الأبناء أفكارهم وأهمية ذلك خاصة في الوقت الحالي».

ما أهمية مجاراة الأهل تفكير أبنائهم؟

تساؤل تطرحه أماني سالم وتجيب عنه، قائلة "اعتمد الأبناء في السابق على بناء أفكارهم من المحيط الأسري والمجتمعي سواء كان ذلك المتعلق بالجانب المدرسي أو الحي «الفريج» أو حتى من القنوات التلفزيونية المحدودة، التي كانت تبث موضوعات تعبر إلى حد كبير عن واقع المجتمع الذي نعيشه بكل احترام وعدم تجاوزه. أما الآن، وبعد الانفتاح التكنولوجي، أصبح العالم قرية صغيرة لتكتشف في أبنائك الذين تعبت في أن تغرس فيهم من التربية الحسنة والتنشئة السليمة أن هناك من يربيهم معك برضاك أو دون إرادتك، لتفاجئ بأفكارهم الدخيلة والتي ارتبطت بثقافة منفتحة تعبر عن واقع فرض نفسه على مجتمعنا العربي المحافظ. يدفعنا ذلك إلى أهمية أن يكتسب الآباء والأمهات المهارات الذكية التي يستطيعون من خلالها مجاراة أبنائهم بالطريقة التي يعرفونها ويفضلونها، وليس كما نتمناها نحن".

كيف نحمي الأبناء من الانفتاح التكنولوجي والتأثيرات الخارجية؟

وتكمل أماني سالم «لا نعني بمجاراة الأبناء أن نوافقهم في كل شيء، لكن هم بحاجة إلى آذان صاغية وأذهان واعية وقلوب مبصرة تسمع كل صغيرة وكبيرة من الكلمات والأفكار وتترجم ما وراء السطور، وأن يفتح دائماً باب للنقاش قوامه الأسلوب الهادئ والانسجام والألفة حتى عندما يكون هناك اختلاف في وجهات النظر يتم تداركه بأسلوب مرن وسهل، على أن يتم ذلك في مكان هادئ بعيداً عن الضوضاء والمشتتات التي تقطع حبل الأفكار. كل هذه الجوانب عندما تؤخذ بعين الاعتبار يصبح الأبناء خاصة إذا كانوا في سن المراهقة وهي المرحلة العمرية الصعبة بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات، على استعداد لتلقي التوجيه من الأهل، وبهذه الطريقة يتم اكتساب ثقتهم ويشعروا بأن لهم قيمة عالية عندهم، وبالتالي مهما طرأت عليهم أفكار غريبة ودخيلة يصبح الأهل الملجأ لهم، ويتولد لديهم اليقين بأنهم مهما اختلفوا معهم لن يغضبوا أو ينفعلوا عليهم؛ بل سيكون الحوار المتبادل الذي يغلفه دفء المشاعر هو السائد بين الطرفين».

كيف نحمي الأبناء من الانفتاح التكنولوجي والتأثيرات الخارجية؟

كيف أعرف أفكار أبنائي؟

  1. مشاركتهم اهتماماتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
  2. إجراء مناقشة خفيفة من حين لآخر لمعرفة ما يطرأ عليهم من تغيير في نمط التفكير.
  3. قضاء الوقت معهم في الخارج والاستماع للمخزون الفكري لديهم.
  4. متابعتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للاطلاع على اهتماماتهم المتجددة.
  5. عدم الهجوم على أفكارهم بعنف حتى ولو لم تلق قبولاً واستحساناً لدينا.
  6. محاولة فهم أفكارهم بدون حكم مسبق بالنتائج.

لا مانع من أن نشاركهم اهتماماتهم وما يرغبون في حضوره مثل بعض الأفلام الهادفة أو الأنشطة المختلفة أو الفعاليات المتنوعة

توجه أماني سالم نصيحة للوالدين قائلة «لنربي أبناءنا لزمان غير زماننا، فلا مانع أن نجاريهم في بعض الممارسات التي قد نستغربها لعدم تعودنا عليها إذا كانت ضمن الإطار المتعارف عليه، ولا مانع من أن نشاركهم اهتماماتهم وما يرغبون في حضوره مثل بعض الأفلام الهادفة أو الأنشطة المختلفة أو الفعاليات المتنوعة وإن كنا لا نرغب في ذلك، حتى نقيم نوعاً من الجسور والقنوات المشتركة في محاولة لإيجاد مساحة من الاهتمامات المتبادلة. وأخيراً إن لم تجاروا أبناءكم فهناك من يتربص بهم وينتهز الفرصة كي يسيطر عليهم، فهم أمانة وهبة من الله تعالى وواجبكم الحفاظ على هذه الأمانة، فكل كلمة وهمسة يسر بها أحد الوالدين في آذانهم تظل عالقة في أذهانهم مدى الحياة. فالتربية في الصغر كالنقش على الحجر، وتبقى النصائح محفورة داخلهم ومهما هبت عليهم رياح التغيير العاتية يظلوا متمسكين بالأصول التي تربوا عليها».

 

مقالات ذات صلة