يمر الطفل بمراحل عديدة من التطور في المشاعر سواء كانت إيجابية أو سلبية، يبدأ فيها إظهار تلك المشاعر في وقت مبكر من مرحلة النمو، وأحد تلك المشاعر القلق الشديد الذي يجتاح الطفل.
تعتمر مشاعر القلق في نفس الطفل بسبب عدة عوامل منها الخوف والفزع، إلا أنها تختلف من طفل لآخر، ويمكن أن يستمر تأثيرها في الطفل لمدة طويلة وبشكل سلبي، لذلك يجب معالجة هذا الاضطراب في أسرع وقت.
كيف تعرفين أن طفلك يشعر بالقلق؟
من أهم العلامات التي يمكن ملاحظتها والانتباه إليها على الطفل القلق:
يعمد بعض أولياء الأمور إلى إرسال الطفل إلى طبيب الأمراض النفسية الخاص بالأطفال والمراهقين لتشخيص حالته، رغم أنه يمكن للأهل معالجة حالته من خلال الاعتناء بهذا الطفل القلق وزيادة وتيرة التحدث معه، فرعاية عقل وتفكير الطفل وصحته تقع على عاتق الأسرة.. لذلك حاورت «كل الأسرة» مختصين عن مثل هذه الحالة التي تصيب بعض الأطفال وكيفية الانتباه إليها والتعامل معها.
د. آمنة خليفة
كيف يحل الأبوان مشكلة القلق لدى الطفل؟
في البداية، توضح د. آمنة خليفة، مختصة تربوية سابقاً، «كثير من أولياء الأمور يواجهون بعض المشكلات مع أبنائهم وإحدى تلك المشكلات مشكلة القلق، يشعرون أن أبناءهم متوترون ولديهم قلق يواجههم.. فكيف يمكن أن نحل هذه المشكلة؟ أولاً يتوجب أن يكون لدى الأهل وعي تام بأن ابنهم لديه مشكلة معينة، كما عليهم أن يتثقفوا ويقرأوا عن هذا الاضطراب الذي يواجه ابنهم لمساعدته على التخفيف من هذا القلق، ثانياً في كل مدرسة يتواجد الاختصاصي الاجتماعي أو الاختصاصي التربوي يستطيع مساعدة الطفل ويتحدث معه كما يوعي أولياء الأمور عن حالة طفلهم ويقوم بتوجيههم وتثقيفهم أكثر».
د. طلعت مطر
الفرق بين قلق الطفل والشخص البالغ
من جانبه، يؤكد دكتور طلعت مطر، مستشار طب نفسي، أنه «لا فرق بين القلق الذي يعانيه البالغ والطفل، فكلاهما لديه نفس نوع القلق لكن تتعدد الأسباب والأعراض، فهي تختلف بين الطفل والبالغ. على سبيل المثال، يمكن أن يعاني الطفل وهو في عمر الثلاث سنوات، وأول نوع هو قلق الانفصال عندما يرتبط بوالدته أو مربيته ثم تنفصل عنه فيشعر بالقلق.
ثانياً، عندما يبدأ بالدوام في المدرسة تبدأ لديه أعراض الخوف والتوتر من الاختلاط بالطلاب والتواجد في بيئة المدرسة والفصل، وفي هذه الحالة يجب أن يستعان بالاختصاصي الاجتماعي في المدرسة وإذا كانت الحالة مستعصية يجب اللجوء للطبيب النفسي. وهناك نوع آخر يسمى القلق العام، ويواجه أيضاً البالغين ويتكون من خوف وتوتر ودقات قلب، لكن في حالة الطفل فهو يعبر عنه عن طريق الغضب والعصبية الزائدة والبكاء من دون سبب. وهناك أيضاً مخاوف أخرى وأحدها يسمى القلق الخاص، أو بمعنى آخر الرهاب سواء كان من الحيوانات أو الحشرات أو الدم، وعادة تكون منقولة من الأم لذا عموماً أي علاج مختص بعلاج الأطفال يتطلب تدخل الأسرة، من جانب الأم والأب، لأن الطفل لا يتعالج وحده، كما يمكن أن تصل حالة الطفل إلى استخدام تدخل دوائي لكن لا يلجأ إليه دائماً إلا في حالات النادرة والمستعصية، مثلاً عندما لا يستطيع النوم من القلق ويشعر دائماً بالخوف والتوتر وما إلى ذلك، هذا النوع يمكن أن يؤثر في الطفل وحياته وأسرته كلها».
* إعداد: آية طه
إقرأ أيضاً:
- كيف تميزين بكاء طفلك الخطر عن العادي؟
- هل يعاني ابنك المراهق من القلق المفرط؟ إليك الأعراض والحلول