03 أكتوبر 2022

كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟

لا تتوقف مشكلة الآباء في التعامل مع أبنائهم المراهقين عند صعوبة التعامل إنما تتجاوزها إلى نوبات الغضب التي تنتابهم على كل كبيرة وصغيرة في هذه المرحلة نتيجة التغيرات الهرمونية التي يمرون بها غير مدركين حساسية هذه المرحلة وتأثيرها في تكوين شخصيته وقد أشار عدد من الدراسات التي أجريت على المراهقين أن الغدد في أجسام الفتيان والفتيات تفرز في هذه المرحلة مقادير عالية من الهرمونات، تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة وشديدة، تتبدى في شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وفي شكل غضب واكتئاب عند الإناث.

إذاً كيف يمكن للأهل التعامل مع الطفل المراهق؟
وكيف لهم أن يخففوا من حدة هذه العصبية؟
وما الأخطاء التي يجب عليهم أن يتجنبوها أثناء التعامل معه؟

كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟

لماذا يغضب المراهق؟

عن نوبات الغضب التي تنتاب المراهق تتحدث المستشارة الأسرية والتربوية وأخصائي الإرشاد النفسي همسة يونس«يعد الغضب جزءاً رئيسياً من مجموعة العواطف التي تكوّن شخصية الإنسان بالتالي فإن رفضه ومقاومته «أي الغضب» يؤديان إلى نتائج سلبية كبيرة، لذلك فإن تدريب الطفل منذ وقت مبكر على تقبل غضبه والتعامل معه بإيجابية ومن ثم تعليمه بالنمذجة كيفية إدارة هذا الغضب بما يحقق له التوافق النفسي والاجتماعي يعد القاعدة الرئيسية الأولى لضبط وإدارة واستثمار مشاعر الغضب في مرحلة المراهقة».

كيف يعبر المراهق عن غضبه؟

يسبب التضارب الحاصل بين رغبة المراهق في خلق شخصيته المستقلة ورغبة الأسرة والمدرسة والمجتمع في مسألة الانضباط والالتزام حالة من الغضب يعبر عنها المراهق بطرق مختلفة توجزها همسة يونس:

  • الانعزال ورفض التواصل الفعال مع البيئة المحيطة
  • عنف وعدوان وتفريغ للغضب بطرق سلبية

أهمية وعي الأهل

تبين المستشارة وأخصائي الإرشاد النفسي أهمية وعي الأهل بخصائص هذه المرحلة«وصول النمو الجنسي لأقصى حالاته يجعل المراهق عرضة لمشاعر الذنب والتوتر إذا لم يتم توجيهه نحو تفريغ هذه الطاقة بشكل إيجابي، وعدم تفهم الأهل لمشاعر المراهق وتعاملهم معه بطريقة ندية تكون أسباباً لصراعات تجعل المراهق ينفصل عن والديه نفسياً مما يصعب عملية التنشئة الأسرية، كما يصعب على المراهق محاولاته لضبط انفعالاته ليقع فريسة للتهور والغضب غير السوي».

أسباب غضب المراهق

ترى المستشارة التربوية منار الساعي أن غضب المراهق هو نتيجة مرور مجموعة مشاعر لم يتمكن من التعبير عنها بالشكل الصحيح وهو أمر طبيعي ويكون دور الأهل الأساسي كمربين أن يتقبلوا مشاعره ويمكنوه من إدارتها بطريقة صحيحة لأنها طبيعية ومقبولة.

كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟

وتلخص أسباب نوبات الغضب في مرحلة المراهقة بـ:

  • الضغوط العامة في الحياة الأسرية وعدم قدرة الأهل على تفهم مشاعر الطفل ورغباته في هذه المرحلة، ودراسياً في عدم قدرته على مواكبة المراحل الدراسية وصعوبات التعلم أحياناً.
  • التغيرات الجسدية والاضطرابات الناتجة عن تغيير الإفرازات الهرمونية مما يجعل المراهق حاد المزاج وسريع الانفعال.
  • السخرية من اختياراته واهتماماته.
  • التدخل في خصوصياته وشؤونه «يرغب الطفل في هذه المرحلة بامتلاك الحرية في أفعاله ويطالب بمساحة من الاستقلالية».
  • المقارنة الدائمة مع الآخرين «أشقاؤه أو أقرانه وأقاربه»، دائماً ما تردد على مسامعه جمل مثل «فلان أفضل منك، لا تكون مثل فلان، انظر إلى فلان كيف هو ناجح ومتفوق».
  • التذمر الدائم من تصرفاته وسلوكياته، ووصفه بصفات سلبية مثل: أنت شخص لا يمكن أن ينفع نفسه، ضاع عمري وأنا أربي فيك، أنت شخص عديم الفائدة.
  • محاولته لفت انتباه الوالدين أو المقربين «يظهر بعض الأطفال السلوك العدواني للفت نظر الآخرين بأنهم موجودون وأن لهم أهمية وتأثيراً في المجتمع».
  • تجنب معاملته كطفل والإكثار من الأوامر والنصائح والتوجيهات.
  • الفهم الخطأ لتصرفاته.
  • إفشاء أسراره «يأتمن الطفل والديه على بعض الأسرار أحياناً لكن إفشاء الوالدين أو أحدهما هذا السر يصيب الطفل بالغضب وفقدان الثقة».
  • تفضيل طفل على أشقائه «تمييز الوالدين أحد الأبناء أحياناً مما يسبب مشاكل للطفل مع إخوته ويجعله دائم الغضب والعصبية».
  • الانتقاد أو التحدث بسوء عن أصدقائه وبالتالي ما يعتبره انتقاداً لتصرفاته.

نصائح تساعد الأهل على احتواء غضب المراهقين

كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟

تقدم الساعي جملة من النصائح التي تساعد الأهل على احتواء غضب الأطفال في مرحلة المراهقة وإدارته بالشكل الصحيح:

  • التحدث والاستماع للطفل ليتمكن من التعبير وإدارة مشاعره بصورة صحيحة، وهنا على جميع أفراد الأسرة معرفة أن نوبة الغضب هي أمر طبيعي منعاً للتوتر، ومحاولة التقرب من الطفل أثناء التحدث والاستماع ومحاولة تفهم مشاعره وأخذه بالأحضان لامتصاص غضبه في هذه المرحلة، وتجنب طرح الأسئلة عليه بشكل مباشر، فمن المهم أن يعيش المربي اللحظات التي يعيشها أبناؤه ويتعرف إلى أفكارهم ومشاعرهم في هذه اللحظات، إذا إن أهم طريقة للتعامل مع غضب المراهق هي بالتحدث والاستماع.
  • ملء فراغ الطفل بشيء مفيد وتشجيعه على الانضمام لأندية رياضية أو ورش لممارسة هواياته أو إشراكه في أعمال تطوعية ومساعدته على تفريغ طاقته وتجديد نشاطه.
  • إشباع الحاجات النفسية للطفل كالأمن النفسي وحاجاته لإثبات ذاته.
  • محاولة إظهار الاحترام والتقدير له.
  • محاولة مساعدته على اتخاذ بعض القرارات مع تحمله مسؤولية الاختيار.
  • تهيئة محيط إيجابي له «أن تكون له غرفة خاصة به تحتوي على ألعابه التي يفضلها، وإظهار مشاعر الحب تجاهه وتجنب افتعال المشاكل في محيطه».
  • احترام مشاعره واختلاف شخصيته.
  • مساعدته في اتباع نمط حياة صحي فيما يتعلق بالصحة الغذائية والنفسية والجسدية.
  • أن يكوّن الأهل علاقة صداقة طيبة وإيجابية مع المراهق، ومنحه الفرصة للحديث والتعبير عن نفسه وتجاوز الهفوات البسيطة، واحتواؤه والصبر عليه.
  • أن يكون المربي قدوة للمراهق بأفعاله وليس بالكلام، أن يكون له الحضن الدافئ والملجأ الأول في أي وقت يحتاجه.
  • منحه الثقة والإحساس بأنه شخص ناضج بإسناد بعض المسؤوليات له وتزويده بالخبرات التي يحتاج لها.
  • من المهم أن يقضي المربي وقتاً ممتعاً مع طفله ومشاركته بعض الأنشطة التي يفضلها.
  • التقرب منه بالحديث معه عن تفاصيل يومه وترديد بعض العبارات الإيجابية مثل «أنا فخور بك، أنت ابن شجاع، أو أنت شخص ناجح».
  • وضع حدود وضوابط وقوانين متفق عليها مسبقاً «من المهم أن يعلم المراهق بأنه من غير المسموح على سبيل المثال أن يرمي الأشياء وهو في حالة نوبة الغضب أو أن يركل الباب أو يعامل والديه بطريقة غير مقبولة».
  • أن يكون الأهل المثل الأعلى والقدوة لأبنائهم، فعدم قدرة المربي على إدارة مشاعره وتوتره ينتقل بطريقة لا إرادية للأبناء.