17 سبتمبر 2024

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل

مع تزايد الضغوط الاقتصادية والمالية وارتفاع تكاليف المعيشة، تصبح الحاجة إلى تأمين مستقبل مالي مستقر للأسرة أمراً ملحاً لا يمكن تجاهله. هنا تبرز أهمية المحفظة المالية كخطوة أساسية تسهم في حماية المدخرات من تأثيرات التضخم وضمان حياة أكثر استقراراً وراحة.

في ورشة «محفظة المستقبل» التي قدمتها المدربة والمحلل المالي زينب البلوشي، بتنظيم من دائرة المالية في عجمان ضمن مبادرة «صيفنا سعادة 2024»، يمكن التعرف على أهمية المحفظة المالية للأسرة وتنويع استثماراتها في التعامل مع الأزمات المالية التي يمكن أن تواجهها.

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل
زينب البلوشي

لماذا يجب على كل أسرة التفكير في تأسيس محفظة مالية؟

توضح البلوشي «يعد تأسيس محفظة مالية لكل أسرة خطوة حيوية للحفاظ على الاستقرار المالي وتنمية المدخرات، المحفظة المالية تمثل استثماراً استراتيجياً يهدف إلى حماية القيمة الحقيقية للأموال من التضخم..

وذلك من خلال توجيه المدخرات نحو استثمارات متنوعة تزيد من العوائد وتوزع المخاطر، بفضل هذا التنوع، تصبح الأسرة أكثر قدرة على مواجهة الطوارئ المالية والاستفادة من الفرص الاستثمارية المختلفة، بالإضافة إلى ذلك..

يعمل هذا النهج على تأمين مستقبل أفضل للأسرة، حيث يسهم في تحقيق الاستقرار المالي والازدهار على المدى الطويل، ما يعزز جودة الحياة ويضمن مستوىً معيشياً مرتفعاً».

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل

لكن ما هي المحفظة المالية؟ وما أهميتها في التخطيط المالي؟

«المحفظة المالية هي مجموعة الاستثمارات المتنوعة التي يمتلكها فرد أو مؤسسة، تكون على شكل أسهم أو صكوك أو سندات أو عقارات أو صناديق أو نقد، وما شابه..

وتكمن أهميتها في كونها أداة مهمة من أدوات التخطيط للمستقبل والاستعداد له مالياً، فمن خلال تحليل معطيات الحاضر والتوجّهات المستقبلية، يمكن تحديد الأهداف المراد الوصول إليها، والأساليب المناسبة لتحقيقها بكفاءة وفاعلية ضمن مدّة زمنية محددة.

وعبر الاستثمار في المحفظة المالية، يمكن توزيع المخاطر، وتحقيق التوازن بين العوائد وهذه المخاطر، ما يساعد في تحقيق الأهداف المالية طويلة الأمد، وتعزيز الاستقرار المالي».

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل

الخطوات الرئيسية لتأسيس المحفظة المالية

تكشف البلوشي أهم الخطوات الرئيسية لتأسيس المحفظة المالية، وأهم الأدوات والاستراتيجيات المالية التي يمكن أن تساعد الأسرة على تأسيسها وتحقيق الأمان المالي «يعد تحديد الأهداف المالية، وتقييم المخاطر، واختيار الأصول المتنوعة، ومراقبة الأداء بانتظام، من أهم الخطوات الرئيسية لتأسيس محفظة مالية..

فكل خطوة من هذه الخطوات تلعب دوراً حاسماً في نجاح المحفظة، لكن قبل البدء في الاستثمار، يجب تحديد الهدف الاستثماري سواء كان على المدى القصير أو الطويل، وتحليل الأصول التي يمتلكها الشخص، وتحديد المبلغ الذي يود استثماره لتحقيق هذا الهدف..

والذي غالباً ما ينحصر بين شراء منزل أو سيارة، تمويل تعليم الأبناء، أو التحضير لمرحلة التقاعد، وغيرها من الأهداف الأخرى التي تركز عليها الأسرة».

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل

كما تشير لكيفية اختيار الاستثمارات والأصول المناسبة والأكثر أماناً «تعتبر السندات الحكومية عالية الجودة من بين الاستثمارات ذات المخاطر المنخفضة، نظراً لضعف احتمال انهيار الحكومات..

بعد ذلك، تأتي مرحلة تقييم المخاطر من خلال تحليل الوضع المالي للفرد وتحديد مستوى تحمله لتقلبات السوق، يلي ذلك اختيار الأصول التي ستشكل المحفظة، مع الحرص على تنويع فئات الأصول لتحقيق توازن جيد..

فالتنويع يحمي المستثمر من خسائر كبيرة إذا انخفضت قيمة أحد الأصول، حيث تعمل الأصول الأخرى على توازن المحفظة وتشمل فئات الأصول المتاحة للاستثمار، الأسهم، السندات، الصناديق المشتركة، العقارات، وغيرها»..

تضيف «بعد بناء محفظة متوازنة، يجب على المستثمر إدارتها بحكمة من خلال مراقبة أدائها بانتظام، وتقييمها باستمرار، وتعديل التوازن وتنويعها بشكل دوري وفقاً للتوقعات والتغيرات في ظروف السوق، هذا النهج يساعد على تقليل المخاطر وتحقيق العوائد المرجوة، وبالتالي تحقيق الاستقرار المالي».

"المحفظة المالية".. سلاح الأسرة في مواجهة تحديات المستقبل

كما تبين المحلل المالي أهمية التوعية المالية للأسرة «تلعب دوراً محورياً في ترسيخ أسس التخطيط المالي السليم وتحسين إدارة الأموال داخل الأسرة، ما يعزز قدرتها على التعامل بكفاءة مع مسؤولياتها المالية، ويحميها من الوقوع في فخ الديون وما يترتب عليها من آثار سلبية..

كما تسهم في تعزيز مهارات الترشيد في الإنفاق من خلال الموازنة بين الدخل والمصروفات، وتعميق ثقافة الادخار بين أفراد الأسرة».

تختم «تحديد الاحتياجات والأهداف المالية وتنظيم إدارة الأموال، تمكننا من اتخاذ قرارات مالية واعية تحقق الأهداف، وتدعم الاستقرار المالي وتمنح شعوراً بالأمان، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق السعادة والاستقرار للأسرة والمجتمع..

كما تعمل على تعزيز فرص النمو الاقتصادي ويخفف من الضغوط المالية على الأشخاص».

 

مقالات ذات صلة