بموقعها المتميز وتاريخها الزاخر، تنفرد إمارة الشارقة بمزيج من الثقافة والتراث والفن، إذ تدمج بسحرها بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، فتراها تحتضن في ربوعها عدداً من الصروح المعمارية التي تجسد روعة العمارة الإسلامية، وتتميز بالمعالم التراثية التي حافظت على رونقها، إلى جانب شواطئها الخلابة على ساحلي الخليج العربي وخليج عمان.
إليكم أجمل 3 وجهات لزيارتها في إمارة الشارقة:
خورفكان
لا تكتمل الرحلة إلى الشارقة إلا بزيارة خورفكان، تلك المدينة الساحلية العريقة التي تحتضنها جبال الحجر الشاهقة وتشرف على ساحل بحري يمتد لمسافة 3 كيلومترات على خليج عمان، وهي لا تبعد عن مدينة الشارقة سوى 45 دقيقة بالسيارة، خاصةً وأن طريق خورفكان الجديد يمتاز بثلاثة أنفاق ضخمة تخترق تلك الجبال الشاهقة وتمنحك فرصة الاستمتاع بالكثير من المناظر الجبلية التي تحبس الأنفاس.
هل سبق لك تجربة ركوب المنطاد الشاطئي على الشاطئ المفتوح في خورفكان؟
تبدأ الرحلة من على شاطئ خورفكان بحجز مقعد في المنطاد الذي يتسع لمجموعة أشخاص يجلسون إلى جانب بعضهم البعض في سلة المنطاد الدائرية الشكل، التي ترتبط بواسطة حبل غليظ بقارب يرسو على الشاطئ، بانتظار اكتمال العدد حتى تنطلق الرحلة المليئة بالتشويق، وبمجرد أن يتحرك القارب فوق مياه المحيط يبدأ المنطاد بالارتفاع تدريجياً في الهواء فوق مياه الساحل، وشيئاً فشيئاً يدرك كل من في المنطاد أنهم يحلقون على ارتفاع قد يصل إلى 50 متراً في الهواء الطلق فوق شاطئ خورفكان، ليعيشوا تجربة فريدة من نوعها ويستمتعوا برؤية المدينة القديمة والشاطئ والجبال وجميع معالم المدينة من على هذا الارتفاع الشاهق.
أما إذا كنت من محبي الرياضات المائية والسريعة فعليك تجربة الانطلاق بدراجة مائية تبلغ سرعتها أكثر من 60 ميلاً في الساعة، فوق صفحة مياه المحيط الزرقاء الصافية، لتمنحك الشعور بالحرية المطلقة وكأنك تحلق في هذا الفضاء الشاسع بين مياه البحر والسماء الزرقاء الصافية والشمس، فجزيرة القرش بالقرب من ميناء خورفكان هي المكان الأمثل لتجربة الغوص في مياه المحيط الهندي على ساحل خورفكان، وهناك يمكنك الاستمتاع بمشاهدة حطام السفن القابعة في قاع المحيط، والافتتان بمشاهدة الشعاب المرجانية وأجمل الكائنات البحرية والسلاحف الضخمة وأسماك الزينة الملونة.
وإذا كنت من هواة الاطلاع على أبرز المعالم الأثرية والسياحية الشهيرة في خورفكان، فالبداية لابد أن تكون من متحف خورفكان وهو بحد ذاته حصن تاريخي عتيق، ويضم مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية التي تروي تاريخ هذه المدينة العريقة الذي يعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد.
بعد الانتهاء من زيارة الحصن عليك التوجه إلى برج العدواني، الذي بني في القرن الخامس عشر. أما البرج التالي الذي يعد من أهم أبراج خورفكان الدفاعية فهو برج الرابي الذي يتميز بعمارة فريدة من نوعها، فهو يعتلي رابية تطل على مدينة خورفكان بأكملها، ويرتبط من جهة مع برج العدواني، ومن الجهة الأخرى ببرج المقصار في منطقة وادي شي.
ومن ثم توجه إلى سوق شرق الذي يشكل أحد أهم الواجهات التراثية والسياحية في مدينة خورفكان، حيث صمم بالمواصفات الخاصة ذاتها بالسوق القديم قبل عصر النفط. بعد ذلك ننصحك بالتوجه إلى نصب المقاومة الذي يروي تفاصيل حقبة زمنية مهمة في تاريخ هذه المدينة التي طالما كانت مطمعاً للغزاة والمستعمرين،نظراً لموقعها الجغرافي الشديد الأهمية على طريق قوافل التجارة البحرية القادمة من الهند.
سد الرفيصة
وفي ختام جولتك وللاستمتاع بالجمال الطبيعي الآسر لهذه المدينة الساحلية، لابد لك من زيارة سد الرفيصة، هذا الموقع الاستثنائي وسط الجبال المهيبة، وبين تعرجات الوديان، حيث ستسحرك الطبيعة بمناظرها الخلابة. هنا ستجد الراحة والهدوء بعيداً عن صخب المدينة.
بعد ذلك احرص على زيارة حديقة شيص ووداي شيص ومن ثم قرية نجد المقصار المنحوتة في الجبال، التي تقع على مقربة من سد الرفيصة.
كلباء
وجهة مثالية للباحثين عن الاستمتاع بالهدوء الآسر في أحضان الطبيعة البكر، إذ تعتبر محمية كلباء الطبيعية واحدة من أجمل وأقدم غابات أشجار القرم في المنطقة وهناك يمكنك الاستمتاع بالتجديف بقوارب الكاياك، والاستمتاع بمشاهدة السلاحف والطيور النادرة، كما يمكنك زيارة مركز كلباء للطيور الجارحة، الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، الذي يعد موطناً لـ 50 نوعاً مختلفاً من الطيور الجارحة.
أما في محمية الحفية البرية فيمكنك مشاهدة الحيوانات المهددة بالانقراض مثل النمر العربي والضبع المخطط والذئب العربي في بيئتها الطبيعية، كذلك يمكنك مشاهدة الطيور النادرة مثل طائر الرفراف. ولمحبي الاسترخاء والاستمتاع بأجواء استثنائية في هذه المدينة الهادئة على الساحل الشرقي للإمارات.
لا بد من تجربة الإقامة في "نزل الرفراف" هذه الوجهة السياحية الفاخرة. التي تجمع بين الموقع الفريد على ضفاف محمية خور كلباء الطبيعية والتصميم الفريد للفندق ومرافقه المميزة. يتيح الفندق للزوار فرصة مشاهدة الحيوانات البرية كالغزلان والطيور النادرة والاستمتاع بالبيئة الطبيعية البكر للمنطقة مع المحافظة على أعلى مستوى من خدمات الضيافة.
مليحة
أيقونة تاريخية تنبض بالحياة في وسط الصحراء، إذ تعتبر مليحة من أهم المناطق الأثرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تم ترشيحها كأحد مواقع التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو". تتمتع مليحة بطبيعة صحراوية فريدة، حيث يمكنك القيام برحلة إلى عمق الصحراء للاستمتاع بتجربة لا مثيل لها، باستخدام سيارات الدفع الرباعي المجهزة بكامل المعدات اللازمة والمرخصة أصولاً ؛ لضمان رحلة آمنة ومثيرة في آن. ومما لا شك فيه أن الاستعانة بالمرشدين السياحيين يضفي على هذه التجربة المزيد من المتعة. تحتضن مليحة واحداً من أكبر المشاريع السياحية في المنطقة " مركز مليحة للآثار" الذي يوفر الكثير من المرافق الفريدة للزوار؛ بما فيها جولات الدراجات الصحراوية، والمغامرات المثيرة على الطرق الوعرة، وركوب الخيل، بالإضافة إلى ذلك يساعد المركز زواره من خلال العروض التفاعلية والآثار المعروضة في التعرف بشكل أوسع إلى البيئة الفريدة والمُغرقة في القدم لمنطقة مليحة والمواقع التي تم العثور فيها على المكتشفات والمقتنيات الأثرية.
* مصدر الصور: هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة
اقرأ أيضًا: ما سر القرية المدفونة في قلب صحراء الشارقة؟!