12 سبتمبر 2021

«عقدة سندريلا».. اضطراب نفسي يصيب بعض النساء وهذه هي الأسباب

محررة في مجلة كل الأسرة

«عقدة سندريلا».. اضطراب نفسي يصيب بعض النساء وهذه هي الأسباب
كاميلا كابيلو في دور سندريلا 

يرتبط اسم سندريلا بقصة أسطورية تعود لفتاة جميلة كانت تعاني اضطهاد زوجة أبيها لها، التي حولتها من فتاة ثرية إلى خادمة تهان من الجميع بعد وفاة أبيها، لتنتهي الحكاية بزواجها من فارس الأحلام بعد أن تمكنت من مواجهة الظلم، إلا أن الاسم هنا يرتبط بمرض نفسي منتشر بشكل كبير بين النساء، اللاتي لا يعلم الأغلبية العظمى منهن أنهن فريسة عقدة تتمثل في خوفهن من مواجهة الحياة بمفردهن.

إنها «عقدة سندريلا»، التي تتمحور حول الرغبة اللاشعورية التي تنتج لدى المصابات في أن يكن موضع رعاية الآخرين، وتبدأ هذه العقدة لديهن منذ الصغر، إذ تتربى الفتاة على أنها دائماً بحاجة لشخص قوي يساعدها ويحميها، ويقال إن هذه العقدة تصبح أكثر وضوحاً كلما تقدمت المصابة به في العمر.

في محاضرة عن بعد، قدمتها المهندسة آسية القرشي، مستشارة التطوير ومدربة الحياة، حملت عنوان «عقدة سندريلا من الفهم إلى التعافي»، ونظمتها أكاديمية تولوجيا، استعرضت فيها كيفية علاج تلك العقدة لتصبح شخصية المرأة التي تعانيها قوية واستقلالية.

ما هي "عقدة سندريلا"؟

قالت القرشي «عندما نتحدث عن عقدة نفسية لا يعني أن الشخص مريض أو مجنون، بل ربما يعاني بعض السلوكيات التي تمنعه من تحقيق التوازن في جوانب الحياة بطريقة إيجابية وفعالة، أو قد تكون نتيجة فكرة أو مجموعة من المعتقدات المترابطة والتي كبتها هذا الشخص كلياً أو جزئياً، حتى أصبح في صراع داخلي بشكل لا شعوري أثر في سلوكه وعلاقاته، بل وصحته الجسدية أحياناً، وبعد الفهم الصحيح لمفهوم العقدة النفسية نتناول ماهية الاضطراب النفسي المعروف بعقدة سندريلا، والتي يعانيها بعض الفتيات منذ الطفولة، ومن الممكن أن يصاب بها الرجال أيضاً ولكنها غالباً تنتشر بين النساء اللواتي يشعرن بالحزن والخوف والضعف وعدم القدرة على المغامرة أو اتخاذ قرار أو حل مشكلة، وتظل تنتظر من تعتمد عليه في حلها، وفي أغلب المجتمعات لا تستطيع مثل تلك المرأة الدفاع عن نفسها ودائماً ما تتعرض للخضوع وعدم القدرة على مواجهة الظلم بل وتخضع لمن يذيقها هذا العذاب وتلتزم الصمت، وفي أحيان كثيرة تخشى التعبير عن رأيها ودائماً ما تتحمل قسوة الحياة بمفردها، حتى في حياتها الزوجية تتعرض للعنف وتنكسر للظلم وتسمع الإهانات وتصبر خشية الانفصال رغم أمنيتها في الاستقلال، لأنها لا تثق في نفسها ولا في قدراتها وتخاف من مواجهة المجتمع، بل وتخشى من وجهة نظرها الخروج من دائرة الأمان وإن كانت مليئة بالسموم، لأنها تظن عدم قدرتها على تحمل المسؤولية والمواجهة، فتفضل العيش في دور الضحية والاستناد إلى شخص أقوى منها».

via GIPHY

أسباب الإصابة بعقدة سندريلا

وتضيف القرشي «تنشأ بعض الفتيات في مجتمعاتنا العربية على الخوف من المجتمع خشية تعرضها للجرائم البشعة التي تقع، بل ويصل الأمر إلى حد الرعب والفزع والهروب من المواجهة، وهو ما يجعلها فريسة الإصابة بعقدة سندريلا، وعندما نحلل الأسباب التي أدت إلى هذا، فعادة ما ترجع إما إلى: التدليل الذي يصل إلى حد الاتكالية أو الحماية الزائدة التي لا يدرك أولياء الأمور أبعادها المستقبلية على شخصية الأبناء، وهو ما يجعلنا نؤكد أن التربية المبنية على الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والتشجيع على العطاء والتعاون والتوجيه الصحيح، كلها أمور تساعد على حل العديد من المشاكل المستقبلية ومنها عقدة سندريلا.

وتردف" التدرج في الخروج من هذه الأزمة يتطلب إدراك الأهل لدورهم والسماح لابنتهم ببعض الحرية وممارسة أنشطة تمدها بالثقة في النفس وتساعدها على بناء شخصيتها وبما يضمن لها القدرة على مواجهة الكثير من المواقف الصعبة، كل ذلك يساعدها في عدم البحث عن الزواج كونه وسيلة للتخلص من مشاكل نفسية تعيشها بسبب ضغط الأهل، أو لتحقيق أحلام تدرك أنها لن تستطع الوصول إليها في بيت والديها، كإكمال دراستها وغيرها من الأساسيات التي هي من حقها، لتواجه بعد ذلك واقعاً مختلفاً تماماً عما كانت تحلم به، وتجد نفسها في جحيم الضعف والإذلال والانكسار والحسرة».

المرأة القوية هي التي تتسلح بالموازنة بين المنطق والعاطفة وهي الرحيمة الحنونة الناجحة، التي تنجز وتحقق أهدافها وأحلامها

وتؤكد «التخلص من عقدة سندريلا يستلزم الخروج منها بالتدريج، حتى لا تفقد المرأة أنوثتها ويكون شغلها الشاغل التنافس مع الجنس الآخر في مهامه فتبتعد عن فطرتها الأنثوية، فالتوازن والعدل مطلوبان، والمرأة القوية هي التي تتسلح بالموازنة بين المنطق والعاطفة وهي الرحيمة الحنونة الناجحة، التي تنجز وتحقق أهدافها وأحلامها وهي الملهمة الإيجابية البشوشة المستقرة نفسيا يملأها الحب من الداخل».

اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على تجارب الطفولة المؤلمة؟