شواطئ خلابة، ومياه ذات نقاء أسطوري، وحياة برية وبحرية بكر لم تفسدها يد التلوث وتكنولوجيا الحياة العصرية، أمور لا يجدها السائح إلا في عدد محدود جداً من الوجهات في العالم، من أبرزها أرخبيل جزر سيشيل المكون من 511 جزيرة حالمة هادئة تنتثر كاللؤلؤ وسط المحيط الهندي على مساحة إجمالية تقارب 400 ألف كيلومتر مربع، ولا تزيد مساحة اليابسة فيها على 554 كيلومتراً مربعاً.
مديرة تحرير مجلة كل الأسرة فاطمة النعيمي أخذتنا في جولة إلى جزر سيشيل برعاية «طيران الامارات»:
كيف تصل إلى سيشيل؟
أطلقت طيران الإمارات خدمتها إلى سيشيل في عام 2005، وتشغل حالياً رحلات يومية إلى هذه الدولة، بطائرات البوينج 777-300ER. كما كانت طيران الإمارات أول ناقلة دولية تستأنف خدمات الركاب إلى سيشيل في أغسطس (آب) 2020، فور إعادة انفتاح البلاد أمام السياح الدوليين. ومنذ يناير (كانون الثاني) 2021، نقلت طيران الإمارات نحو 43500 مسافر إلى سيشيل من أكثر من 90 وجهة، بما فيها الإمارات العربية المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا وسويسرا والنمسا وإسبانيا وروسيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتزم طيران الإمارات مضاعفة عدد الرحلات استجابة للطلب الكبير من مختلف دول العالم لزيارة سيشيل.
الجزر الرئيسة
تتميـّز أكبر ثلاث جزر في سيشيل، وهي «ماهي» و«براسلين» و«لاديج»، بأنها قمم جرانيتية لهضبة ضخمة تقبع تحت سطح مياه المحيط الهندي، بينما الجزر الأخرى مرجانية وأكبرها «الدبرا»، وهي عبارة عن محمية طبيعية بطول 22 كيلومتراً من الشرق إلى الغرب وغنية بالأحياء البحرية، كما كان لموقع هذه الجزيرة على بعد نحو ألف كيلومتر عن جزيرة «ماهي» الكبيرة أثر في حفاظها على صفاء بيئتها الطبيعية والبحرية ونقاء مياهها حيث استقرت فيها أسراب كبيرة وأنواع عديدة من الطيور إضافة إلى نحو مئتي ألف من السلاحف البحرية الضخمة.
وقد حبا الله تعالى جزر سيشيل، البالغ عدد سكانها نحو 98 ألف نسمة فقط يتركز أكثر من ربعهم في العاصمة فيكتوريا ، بجزيرة ماهي والتي تعد من أصغر العواصم في العالم، بموقع جغرافي بعيد عن مسار حزام الأعاصير، الأمر الذي ساهم في الحفاظ بصورة مدهشة ومثيرة على بيئتها الطبيعية العذراء البحرية والبرية، لتشكل كنزاً من الجمال الذي يأسر قلوب السياح الذين يتوجهون إليها طلباً للاستجمام والاستمتاع بالهدوء بعيداً عن ضوضاء الحياة العصرية وضجيجها.
وثمة سبب آخر لما تتمتع به جزر سيشيل من الطبيعة الخلابة، وهو تاريخ الاستقرار الحديث نسبياً للإنسان فيها، الذي لا يتجاوز القرن السابع عشر ، حيث إن الجزر الأقل سكاناً والأبعد في الأرخبيل هي الأكثر حفاظاً على بيئتها وكنوز حياتها الطبيعية. وما زال الكثير من الجزر، مثل ماي وسيلويت وبراسلين، عامراً بالغابات الطبيعية العذراء التي تزخر بالكثير من أنواع الأشجار، ولا سيما نخيل جوز الهند البحري النادر المسمى «كوكو دي مير» والعديد من فصائل الطيور النادرة، التي لا تتواجد إلا في تلك الجزر إلى جانب الأحياء البحرية، حيث أقامت السلطات أربع محميات طبيعية للأحياء البحرية التي تعيش في مياهها أكثر من خمسمئة فصيلة من أسماك المناطق شبه الاستوائية.
وكان الرحالة البحري وعالم المحيطات العالمي جاك كوستو قد وصف مياه أرخبيل سيشيل، بأنها «الأكثر نقاء وصفاء وشفافية في بحار ومحيطات العالم» التي غاص فيها جميعاً، وهو ما يفسر سر الجاذبية السياحية لتلك الجزر التي حرصت حكومتها على حمايتها بشتى الوسائل ليجد الزوار والسياح فرصاً رائعة لإشباع هواياتهم بالغوص والتمتع بمشاهدة بعض من أجمل الشعاب المرجانية والأحياء البحرية في العالم.
ويعتبر الغوص في المياه العميقة والغطس في المياه الضحلة، من أكثر الرياضات شعبية لدى زوار سيشيل، إضافة إلى الإبحار بالزوارق الشراعية وصيد الأسماك في عرض البحر نظراً لأن مياه سيشيل غنية بالأسماك على اختلاف أحجامها وألوانها وأنواعها.
ويمكن للسائح أن يبدأ زيارته لجزر سيشيل انطلاقاً من جزيرتها الرئيسية «ماهي»، التي تحتضن العاصمة فيكتوريا التي تتعايش فيها مظاهر الحياة العصرية بكل ما فيها من حداثة ومدنية وتكنولوجيا، إلى جانب إرث الماضي بما فيه من ثقافة وعادات وتقاليد وفنون وحرف.
ولا بد لكل سائح من زيارة متحف التاريخ الطبيعي ومتحف التاريخ الوطني وبرج الساعة الشهير المسمى «ميني بن» وحدائق فيكتوريا النباتية، التي تشتهر بكثرة زهور الأوركيد فيها. كما يستطيع السائح التجول في أنحاء الجزيرة بالسيارة بيسر وبساطة من دون أن يخشى أن يضل الطريق، لأن كل السبل سوف تعود به إلى النقطة التي انطلق منها، وعلى سبيل المثال يمكنه الانطلاق من خليج «بوفاللون» الساحر وصعود الجبل المطل عليه للتمتع لدى بلوغ القمة بأروع المشاهد الطبيعية، والتقاط بعض الصور لعاصمة سيشيل.
وتوفر الشواطئ الشرقية للجزيرة أفضل الفرص لممارسة السباحة والغطس نظراً لضحالة عمق المياه فيها، بينما توفر شواطئها الغربية مناطق هادئة حالمة وبعيدة عن صخب وضوضاء المدينة، حيث تعانق المياه اللازوردية الرقراقة الرمال البيضاء التي تغطيها أشجار نخيل جوز الهند البحري لترسم لوحة بديعة من الطبيعة الساحرة·
ويستطيع السياح بعد زيارة جزيرة «ماهي» الانطلاق في رحلة جوية قصيرة بواسطة المروحيات إلى جزيرة «براسلين» القريبة والتي تحيط بمطارها التلال من جميع الجهات. وبينما تعتبر «ماهي» المركز التجاري والإداري للأرخبيل، فإن «براسلين» تعتبر أجمل نقطة جذب سياحية، حتى أنها أصبحت الوجهة الأولى المفضلة للسياح من الراغبين في قضاء شهر العسل، نظراً لما توفره لهم من هدوء وخصوصية.
ومن أشهر معالم جزيرة «براسلين» حديقتها الوطنية «فالي دو مير»، المحمية المكتظة بأشجار جوز الهند الفريدة في شكل ثمرتها، وتعتبر الموطن الرئيسي للببغاء الأسود التي اتخذته سيشيل شعاراً وطنياً لها، حيث ضمت منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة هذه الجزيرة إلى قائمة مواقع التراث العالمي الجدير بالحماية. وتتميز «براسلين» أيضاً بسحر شاطئ «أنسيه لانزيو» أفضل شواطئ سيشيل.
وعلى بعد نصف ساعة بحراً من هذه الجزيرة، تقع «لاديج»، الجزيرة الرابعة في سيشيل من حيث المساحة والأهمية، بشواطئها الساحرة التي يراود السائح شعور قوي بأنه شاهدها من قبل. لكن هذا الشعور غالباً ما يكون زائفاً، لأنه قائمٌ غالباً على مشاهدة تلك الشواطئ عبر الإعلانات المطبوعة والمرئية أو صور عارضات الأزياء.
منتجع مانغو هاوس
منتجع مانغو هاوس الجديد في جزر سيشيل يزاوج بين مباهج العطلات ذات البعد الحسي والثقافي ومعاني الضيافة الرفيعة.
عند أطراف خليج آنس أو بول بلو Anse Aux Poules Bleues بمياهه الضحلة المتلألئة نقاء، ينبسط منتجع مانغو هاوس سيشيل فوق الشاطئ الجنوبي لجزيرة ماهي ملاذًا حصريًا يستزيد من مفاتن الطبيعة المحيطة التي تغدق عليه نسائم بحرها، وضياء شمسها، وعبقًا يتضوع من أشجار الفاكهة التي يحتجب في خفائها. في الأصل، بُنيت هذه الواحة، التابعة لمجموعة إل إكس آر من الفنادق الفاخرة المستقلة ضمن محفظة هيلتون، لتشكل منزلاً عائليًا للمصوّر الإيطالي الشهير جيان باولو باربييري. أما اليوم، فهي مشرعة لاستقبال الزائرين في ما مجموعه 41 فسحة للإقامة، تتفاوت بين غرف وأجنحة فاخرة وفيلات، وتعد كلها بإطلالة آسرة على المحيط.
تتماهى مرافق المنتجع في تصميمها مع بيئتها الطبيعية فيما تستلهم روح المجتمع في جنوب ماهي وثقافة جزر سيشيل المحلية التي يتأتى للزائرين اختبارها في مجموعة وفيرة من التجارب والمغامرات التي تشمل النزهات في الغابات الكثيفة، واستكشاف مظاهر الحياة البحرية في خليج آنس أو بول بلو، والغوص والجدف بقوارب الكاياك، وصيد السمك الصخري. هنا يختبر الضيوف أيضًا معاني السكينة التي يعد بها هذا الملاذ من خلال الطقوس العلاجية المتاحة في النادي الصحي Anpe (المستوحى اسمه من معنى السلام في اللغة الكريولية).
ترتكز هذه الطقوس العلاجية على النباتات والموارد الطبيعية المحلية. كما يحتضن المنتجع، الذي يلتزم في توجّهاته بمبدأ الاستدامة ودعم المجتمعات المحلية، مجموعة من المطاعم، في طليعتها مطعم موتيا Moutya حيث تُعد أطباق الشواء المستوحاة من مطبخ سيشيل الكريولي فوق موقد فحم من قشور جوز الهند المستدامة، ومطعم أزيدو Azido الذي يمتع الذائقة بمأكولات بحرية تُبتكر بأسلوب ياباني عصري وترتكز على الصيد الطازج في الخلجان المحلية. أما مطعم ميوز Muse، فيحتفي بالحس الإبداعي المميز لمالكه باربييري موفرًا تجربة عشاء تزاوج بين المطبخ الكريولي وفن الطهو الشرق الأوسطي في بيئة تستحضر أعمال المصوّر وتناغم على غرارها بين فخامة الأسلوب والبساطة.
* سيشيل في نظرة عامة
- الوقت المفضل للسفر: ديسمبر (كانون الأول)، يناير (كانون الثاني)، يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، تعتبر الأفضل لزيارة جزر سيشيل، بينما يحلو ركوب الأمواج والإبحار الشراعي في شهري مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول)، ورياضة الغوص خلال الربيع والخريف.
- الطقس: يغلب على مناخ سيشيل فصلان. الأول، حين تهب رياح جنوبية شرقية تحمل معها نسمات منعشة وتقل فيها معدلات الرطوبة وهطول الأمطار بين مايو (أيار) وسبتمبر (أيلول) من كل عام. والفصل الثاني ما بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) ومارس (آذار)، حيث ترتفع معدلات الرطوبة وهطول الأمطار ودرجات الحرارة. ويبلغ هطول الأمطار أعلى معدلاته بين أواسط شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني).
- تأشيرات الزيارة: لا يحتاج الزائر تأشيرة مسبقة للتوجه إلى سيشيل، وإنما إلى تذكرة سفر ذهاب وعودة أو مواصلة السفر إلى دولة أخرى، وإلى حجز فندقي ومبلغ لتغطية نفقاته خلال إقامته، ثم يحصل بعد ذلك على تأشيرة زيارة لمدة شهر قابلة للتمديد.
- العملة المحلية: روبية سيشيل، ويعادل الدولار الأمريكي 14.75 روبية (الدرهم الإماراتي يعادل 4 روبيات).
- التوقيت المحلي: يسبق توقيت جرينتش بأربع ساعات (مثل توقيت دولة الإمارات)
- اللغة الرسمية: الإنجليزية والفرنسية اللغتان الرسميتان لجزر سيشيل. ويتحدث الشعب هناك الكريولية.
- اللقاح: ترحب سيشيل بجميع الزوّار، بغض النظر عن حالة تحصينهم، شرط أن يكون لديهم شهادة سلبية لاختبار PCR «كوفيد-19» تم إجراؤه في غضون 72 ساعة من المغادرة. بمجرد تلقي نتائج الاختبار، يتعين على جميع المسافرين تقديم التصريح الصحي للسفر(HTA) للحصول على الموافقة.