هل أنت شخص يرقد مستيقظًا في الليل قلقًا بشأن ما سيحدث في الغد؟ هل تشعر بقلق مفرط بشأن ما يقوله أو ما يعتقد الآخرون عنك؟ إذا كانت إجابتك نعم فهذا يعني أنك من حشد المفرطين في التفكير، وصحيح أنه غالباً ما يكون الأشخاص المفرطون في التفكير عاطفيين، ولكن يمكن أن يتسبب الإفراط في تقويض قدراتهم على التعلم والنمو.
وإذا أردت أن تعرف ما إذا كان الإفراط في التفكير يقتل السعادة، فالإجابة هي نعم، ليس ذلك فحسب، بل يستهلك الروح تمامًا، ويتحكم في الجسد. ويجد المفكر المفرط أو الشخص الذي يفكر كثيرًا بشكل عام صعوبة في استثمار طاقته في شيء واحد والتركيز عليه.
أما الحل، فيتوقف على إدراك الإنسان الراغب في السعادة بأن الحياة لا تتعلق فقط بالصخب ولا يمكن عيش حياة سلمية وسعيدة من خلال خلق التفكير بالأسوأ والشعور المستمر بالقلق.
والسؤال الآن عن السبب الذي يجعل النساء يفكرن كثيراً؟ ليس لأنهن أكثر قلقاً وحملاً للهموم والمآسي بل لأنهن كبرن على ثقافة الإفراط في التفكير والأوهام المحيرة للعقل، ومنازعة أدمغتهن.
وتؤذي المرأة نفسها عندما يعاملها عقلها بعنف ويمكن العثور على أكبر عقبات بعض النساء في الحياة داخل أذهانهن وفي خلايا أفكارهن. وليس كل النساء «أجاثا كريستي» التي حولت مسار تلك الأفكار المفرطة إلى إبداعات فأنقذت مخيلتها من مأزق التحليل ومحاولة تفسير الأفكار والمشاعر واستعادة التجارب السلبية والمؤلمة التي ستؤدي إلى الحزن والقلق والاكتئاب.
ومن أجل النساء اللواتي يفرطن في التفكير أصدرت الدكتورة سوزان لونين كتابها «النساء اللواتي يفكرن كثيرًا» لتضع فيه قائمة بالأسباب التي تجعل العديد من النساء أكثر تفكيرًا من غيرهن، وترسم لهن استراتيجيات يستخدمنها للهرب من هذه الأفكار السلبية والارتقاء بأفكارهن والعيش بشكل أكثر إنتاجية.
ووصفت الدكتورة سوزان الألم والتفكير بأنه أمر طبيعي سيحدث لكل شخص في الحياة، ولن يكون هناك من لا يتألم من القرارات أو المواقف من وقت لآخر، لكن المفكرين المفرطين في التفكير والتحليل واستبطان الأمور يتطرفون فيه إلى درجة الغرق في سيل من الأفكار والعواطف السلبية. وليست الأحداث الكبرى هي ما يزلزل كيان الفرد بل يمكن أن تكون الأحداث الصغيرة أشد خطورة من غيرها لأنها تؤدي إلى سلسلة تخمينات تضخم المشاعر السلبية بدلاً من إدارتها والتخفيف منها.
وتشبه الدكتورة سوزان الأفكار الضارة بالعجينة التي تؤثر خميرتها في المفكرين المفرطين في التفكير وتنمي درجة السلبية حتى تعجزهم عن السيطرة عليها أو إخراجها من حياتهم. وتشوه هذه العجينة الضارة وجهات نظرهم وتضر بعلاقاتهم مع الآخرين وتؤثر في صحتهم العاطفية والجسدية.
وترجع سبب إفراط النساء في التفكير إلى مرض يصيب المرأة في الغالب وقد تعلق في شباكه ولا تستطيع تمزيقها للخروج منها إن لم تتخذ قرار الشفاء منه قبل أن يفسد حياتها ويحولها إلى ضحية.
إن القلق سم ينهش الجسد والروح فتذوب مثل شمعة محترقة سريعاً لهذا وضعت الدكتورة سوزان في كتابها برنامجًا للنساء يساعدهن في التغلب على الإفراط في التفكير مع نصائح واستراتيجيات لذلك.