يعد التخطيط الحد الفاصل ما بين الفوضى والتنظيم، وهو أقصر الطرق وأفضلها لاتخاذ القرارات السليمة وأسرع وسيلة لتحقيق الأهداف والإنجازات وتحديد مسار الحياة المستقبلية، وتبرز أهميته مع ما نشهده من تحديات العصر الراهن.
هذا ما طرحته المدربة والأخصائية الاجتماعية بخيتة الظاهري في ورشة «خطط لمستقبلك بنفسك» التي قدمتها بالتعاون مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية والتي استعرضت فيها التحديات التي يواجهها الشباب في المستقبل:
تعريف التخطيط وأهميته
تعرف الظاهري التخطيط بـ«عملية تفكير مدروسة لما يجب فعله في المستقبل، والتي تحتاج إلى قدر كبير من الدقة ووضوح الرؤية فيما ستكون عليه الأمور والأحداث في المستقبل»، كما يمكن تعريفه بـ «رسم الطريق الصحيح والسليم للمستقبل القادم والدراسة الفعالة لتحقيق النجاح بطريقة منظمة ومدروسة يتم فيها صنع القرار وحل المشكلات بكل فاعلية وإيجابية»
وعن أهميته للمستقبل توضح «يعد التخطيط من الخطوات الفعالة التي يتبعها الأشخاص الناجحين من أصحاب النفوذ والعقول العظيمة ممن يقدر قيمة الوقت ويخطط لجميع جوانب حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية».
شروط التخطيط الناجح للمستقبل
- تكشف الظاهري أن للتخطيط الناجح شروط يجب توافرها للوصول للأهداف المطلوبة:
- تحقيق الأهداف: مع أهمية وضع خطة لتحقيق الأهداف إلا أن الشخص غير مطالب بتحقيقها جميعها، وتحقيق جزء منها يفي بالغرض، كما أن تحديد الأهداف وإنجاز الواحد تلو الآخر يحفز على الإنجاز والعمل ما يعزز الثقة بالنفس ويغمرها بمشاعر النجاح، فقد أشارت الدراسات النفسية إلى أن الشعور بتحقيق النجاح يزيد من الحماس والنشاط ويساعد على الانتقال من نجاح لآخر.
- الاعتدال في وضع الخطط: عند وضع الأهداف من المهم الابتعاد عن الأهداف صعبة المنال وإرغام الشخص لنفسه على ما لا يمكن تحقيقه لكن ذلك لا يعني أن تكون الأهداف بسيطة تشعره بالملل أو صعبة مستحيلة تشعره بالإحباط.
- المرونة: من المهم أن تتمتع الخطط بالمرونة والاستعداد لأي طارئ ومعرقل وغير متوقع وبالتالي يكون الشخص على استعداد لمواجهة عنصر المفاجئة والتكيف مع المحن والصدمات والمخاطر والتعامل معها بإيجابية لتفادي خسارة أهداف المستقبل، المرونة هي سمة شخصية لا تولد مع الشخص بل تكتسب وتنطوي على أفكار وسلوكيات وتصرفات يتم تعلمها وتطويرها مع مرور الوقت.
- تطوير الخطط: سير الخطة على نمط ومستوى واحد من العمل لا يحدث التغيير في الحياة، لذلك يصبح من المهم مراعاة تطويرها بين الحين والآخر لمواكبة التغيرات ومستجدات الحياة الكثيرة للارتقاء بالخطط شيئاً فشيئاً لمواكبة المتغيرات والمقدرة على التقييم لضمان الاستمرار لكل مراحل الخطة.
- مراعاة الأولويات: لكل شخص في الحياة رسالة واضحة وأهداف محددة وللعمل على تحقيقها من المهم استثمار كل دقيقة باتباع قاعدة ترتيب الأولويات لعدم ضياع الجهود وتبعثر الطاقات.
- الشعور بالمسؤولية: عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الذات والأهل والمجتمع يفقد الشخص الإحساس بأهمية التخطيط للمستقبل، يحفز الشعور بالمسؤولية الشخص نحو تأكيد ذاته وتحقيق الأهداف للوصول للإنجازات وكل ذلك يتطلب إرادة صلبة وتخطيطاً منظماً، كذلك التأكيد على دور الأسرة والمدرسة في غرس مبادئ التخطيط في الشباب منذ الصغر واكتشاف ميولهم ومعرفة رغباتهم لتوجيههم نحو الطرق الصحيحة لرسم خطط المستقبل وتحقيق الأحلام.
- الانفتاح والاطلاع: الشخص المنفتح المتواصل مع من حوله يكون أكثر إدراكاً للمستقبل ووعياً لما يجري حوله من مستجدات وإحداث الحياة، ليتمكن الشخص من وضع خطة مستقبلية صحيحة لابد أن ينفتح على الآخرين ويبتعد عن الانغلاق والجمود والانطوائية وضيق الرؤية ومحدودية التفكير.
كيف تحقق أهدافك؟
- تحقيق الأهداف يحتاج إلى أكثر من تصورات وأمنيات وللوصول إليها يحتاج الشخص إلى:
- أن يضع لنفسه أكبر الأهداف وأفضل التطلعات، وتقسيم الخطة تبعاً للأهداف التي نطمح لتحقيقها إلى أهداف يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية وخطة خمسية تمتد لخمسة أعوام.
- تأهيل الشخص نفسه علمياً بالقراءة والاطلاع والاستكشاف وإيجاد المقومات اللازمة للوصول لأفضل النتائج.
- النجاح الذاتي وأهميته في صقل الشخصية والتحكم بالحياة بطريقة إيجابية وفعالة.
- محاولة الاطلاع على المستجدات والأحداث والابتعاد عن التقيد بأي رأي معين.
- عدم التأثر بآراء الآخرين بأن يكون للشخص رأيه وبصمته الخاصة.
- العمل بجدية دون كلل أو ملل لتحقيق الأهداف.
- مواجهة نقاط الضعف ومحاولة القضاء عليها مقابل التعديل والتغيير نحو الأفضل.
- مواجهة المشكلات والتحلي بالصبر وتجنب الهروب والاستسلام.