لقد سئمت من المسارات المرسومة سلفًا وترغب في تغيير حياتك ومهنتك وعالمك؟ ماذا لو أن مجرد قرار بسيط بإمكانه أن يغير مجرى حياتك ويكشف كل ما هو إيجابي وأصيل في داخلك؟
يقدم كتاب «قوانين التغيير السبعة» للمؤلف مكسيم كوانيار مراحل تغيير الحياة السبع التي تمكنك من بلوغ هدفك:
كتاب Les 7 lois du changement
إن أزمة العام 2020 الصحية قد ألقت بنا في مرحلة فوضوية حيث تطايرت أغلبية عاداتنا ومعتقداتنا. وأنا على قناعة أن الفوضى هي حالة تساعد على الخلق.
دعونا نلاحظ أن الأزمة سمحت بإعادة ابتكار طرائق عملنا وتنظيمنا في وقت قياسي ووجهت طاقاتنا نحو حاجاتنا الأساسية.
وستنتج عن هذا فئتان من الأشخاص:
- أولئك المتشبثون بمعتقدات الماضي الدغمائية
- أو أولئك الملتفتون نحو أفق جديد ويجدون متعتهم في الحالات الشائكة وفي الإبداع من أجل قيام مستقبل أكثر جاذبية من المستقبل الذي خطّته لنا العولمة بشكل حتمي.
لذا، دعوا مخاوفنا جانبًا ولنجرؤ على التغيير حتى نصبح نسخة منقّحة عن أنفسنا.
القانون الأول: لا تدع الخوف يقرر عنك
هل الخوف اختراع ذهني وجنون؟ كلا، إنه انفعال نحسّ به في وجود خطر أو تهديد حاضر أو يبدو قريبًا. وغالبًا ما يؤدي إلى كبح الفكر وإلى اضطراب في السلوك من ارتجاف وزيادة ضربات القلب واضطراب في التنفس والعرق... بسبب الأدرينالين، هرمون الخوف. والخوف واحد من الانفعالات الأربعة الأساسية العظمى مع الفرح والحزن والغضب، ولكل واحد منها نتائجه السيئة وآثاره الجانبية وفائدته كذلك. ويمكن القول إن الخوف هو الانفعال الأكثر قِدمًا لدى البشرية التي، مذ بزغت، اضطر الإنسان فيها إلى الصراع ليجد المسكن والمأكل والمشرب.
فالخوف من المستقبل صار يسود الكوكب والتشاؤم يشق طريقه إلى الكثير من النفوس. والخوف هو جرس إنذار يهدف إلى إحداث رد مناسب وهو ليس عائقًا على الدوام لتقدمنا وقد يكون ظهوره مبعثًا على أفكار جديدة بمعنى أنه يقوي ذكاءنا وقدراتنا على التأقلم شرط أن نستفيد منه بدل أن نخضع له.
لذا، يجب أن نتعلم كيف ندجّن الخوف لتحويله إلى مرآة منشِّطة تعكس لنا صورة إيجابية عن أنفسنا وتدفعنا إلى العمل بالاتجاه الصحيح.
فالخوف غير المسيطر عليه يمثل إعاقة كبيرة في عملية اتخاذ القرار وقد يقودنا إلى الأسوأ ويدفعنا نحو خيارات متطرّفة كاللجوء إلى العنف الأعمى أو الانغماس في التدمير الذاتي وهو نوع من عقاب ذاتي استجابة للذعر من الفشل. أما حين نحسن إدارة الخوف، فإنه قادر على تغيير حياتنا بدفعنا نحو خيارات معقولة ومفيدة.
* فلنأخذ مثالاً على ذلك الوضع الآتي: أنت عاطل عن العمل وقد انخفض دخلك. أمامك الفرصة حتى تدرك الوضع من دون رعب ولا شلل وتتصرف بطريقة مناسبة، ستقتصد وتمضي وقتك باحثًا عن عمل جديد أو تؤسس لعمل خاص بك. كما أنك، إن نقلت خوفك إلى المحيطين بك، قد تزيد من الدينامية السلبية ولن يجرؤ أحد على مقاربة المسألة معك.
وفي المقابل، إن وضعت مسافة بينك وبين الخوف وتمكنت من جعله نسبيًا سيكون المحيطون بك من حولك وخلفك وستتمكن من البحث عن الحلول معهم. ففي أغلب الأحيان، يمكن التغلب على المخاوف ما يؤدي إلى نضوج في الفكر والشخصية ويجعل الخوف يزول.
القانون الثاني: ابتكر المستقبل الذي يجعلك تحلم
ماذا لو خرجنا من الأحكام المسبقة الخاصة بنا وببيئتنا حتى تكون قراراتنا مفيدة لنا؟ وماذا لو عملنا كما لو أن المناخ المقلق الذي يميز مجتمعاتنا لا وجود له؟
بكلمة واحدة، ماذا لو تخطينا المعتقدات التي تضع حدودًا لنا. المعتقد الذي يضع حدودًا لا يقدم خيارات، بل هو يجعلنا نراوح مكاننا، والمثال على هذا النوع من المعتقدات ما أسمعه كل يوم «أنا لست قادرًا على النجاح في مشروعي»، أو «لقد تخطيت الخمسين سنة ومن الطبيعي ألا أجد عملاً».
ثمة فئات ثلاث من المعتقدات الكبرى التي ترسم حدودًا للمرء وهي:
- اليأس: في حالة اليأس، نكون على قناعة أننا لن نتمكن من بلوغ هدف معين «مهما حصل، لن أتمكن من إنجاح مؤسستي الخاصة، فالوضع العام سيئ للغاية».
- العجز: في حالة العجز نفكر أننا لسنا قادرين على بلوغ هدفنا «أنا عاجز عن تغيير مهنتي».
- فقدان قيمة الذات: في حالة فقدان قيمة الذات فإننا نشعر أننا لا نستحق النجاح «أنا منافق»، أو «هذا أمر لا أستحقه».
اطرحوا على أنفسكم السؤال الآتي من أجل أن تتعرفوا إلى معتقداتكم التي تضع حدودًا لكم: ما الجمل التي تكررونها بانتظام مستخدمين توكيدات على شاكلة «دائمًا»، «أبدًا»، «لا أحد»، «الجميع»؟
إن معتقدك موجود فيها بالتأكيد. حين توجه طريقة عيشك مع نفسك، تصير معتقداتك مصدرًا للإبداع بدل أن تكون مصدرًا للدمار فتبعدك عن أهدافك.
ينبغي هنا التعرّف بوضوح وموضوعية إلى هذه المعتقدات من أجل السيطرة عليها، ومن ثم ابتكار هذا المستقبل الذي يجعلك تحلم لتقرر بحسب شخصيتك وميزاتك الأساسية ما تريده وتحيط نفسك بأشخاص محبين لك. وقد بيّنت الأبحاث العلمية الحديثة أن الدماغ يتمتع بمطواعية فهو يبدع ويكمل ويعيد تنظيم مجموعة من الشبكات العصبونية من أجل أن يخزن فيها آثار حياتنا.
ومن أجل تغيير معتقداتكم واستبدالها بما يفيدكم أقترح عليكم نموذجًا من ست مراحل:
- تعرف بوضوح إلى المعتقد المعيق (أنا إنسان فاشل)
- علامَ يرتكز هذا المعتقد (هل يعود إلى معاملة في الطفولة؟)
- تعرّف إلى واقعة حصلت معك تثبت خطأ هذا المعتقد (لقد تمكنت من إتمام دراستي)
- أثر هذا المعتقد في حياتك ؟ (أشعر بالملل والاكتئاب)
- ما العمل الأول الذي يمكنك الالتزام به من أجل التغيير؟ (البدء بوضع أسس لمشروع خاص بي)
- أعد صياغة المعتقد الجديد بشكل توكيدي وإيجابي (أنا قادر على بناء مؤسستي).
القانون الثالث: تعامل مع حدسك
الحدس هو العملية الفورية التي تجمع بين إدراك اللحظة وبين تجربة أو تجارب ماضية، وهي طريقة سريعة لتقييم وضع بمقارنته مع أوضاع مشابهة عشناها سابقًا.
وقد يتخذ الحدس شكل فكرة مشبعة باليقين تعطي إحساسًا بالحرية والسهولة وهي كما الصوت الصغير الذي يفرض نفسه علينا كالبرق، مثلما يقول الفيلسوف نيتشه.
بعض الناس يصغون لحدسهم وبعضهم الآخر يكبتونه والبعض الأخير يفضلون تجاهله.
ولكن ما السبيل إلى اتخاذ مسافة والبقاء في الوقت نفسه عفويًا وعقلانيًا؟
كيف يمكن أن نقوي ذكاءنا الحدسي لنجعل منه أداة حقيقية؟ هذا لأن علوم الأعصاب تعترف اليوم بأن الحدس باستطاعته أن يساعدنا حين نتخيل إجابات وحلولاً خارجة عن المنطق المألوف.
ويطلق بعض العلماء اسم «لاوعي التأقلم» على الحدس الذي، إذا ما تمكنا من السيطرة عليه جيدًا، يمكن أن يصير أداة قوية في المساعدة على اتخاذ القرار.
الجميع يشعر بالانطباع الأول بمناسبة أحداثٍ جديدة كلقاءٍ مع شخص ما لا نعرفه. الانطباع الأول هو هذا الحدس الذي ينتابنا فورًا خلال اللقاء المباشر وهو يفرض نفسه علينا كحقيقة بديهية، وفي حال كان صحيحًا، يمكّننا من التقاط شخصية فرد لم نكن نعرفه قبل اللحظة. والنمط الحدسي في التعامل يعتبر حاسمًا لأنه يردنا إلى سؤال كثيرًا ما نطرحه على أنفسنا وهو «هل أستطيع أن أثق بهذا أو ذاك؟».
ليس من قبيل الصدفة أن يكون انطباعكم الأول هو الصحيح في جميع الأحيان تقريبًا، والسبب هو أنه صادر عن ذهنكم بالمعنى السامي للكلمة، وعن أفكاركم الواعية وبالأخص عن ملايين الأفكار اللاواعية و«غير المفلترة»، وهي نتيجة تجارب متعددة امتدت على سنوات وربما عقود من الزمن لذا يستحيل عقلنتها أو تفسيرها بوضوح لأنفسكم. للأسف، مجتمع اليوم لا يشجع على ممارسة الحدس بل يقدّم عليه الفكر والمعرفة على حساب ردات الفعل الغريزية والعفوية. ولكن هذا لا يهم، عليكم أن تصغوا إلى ذاك الصوت الداخلي الصغير حين يناديكم.
القانون الرابع: أصغِ إلى انفعالاتك واستخدمها
لماذا ينجح بعضهم أكثر من بعضهم الآخر ومن دون سبب ظاهر؟ لماذا يفشل تلامذة لامعون في حياتهم المهنية في حين أن بعض الكسولين يتحوّلون إلى قادة مبدعين؟
في قلب هذه الإشكالية تكمن إدارة الذكاء أو الكفاية العاطفية، بكلمات أخرى، الطريقة التي يستخدم فيها دماغكم انفعالاتكم ويعالجها. الموضوع في غاية الحساسية، لأن الدور الأساسي للانفعالات هو تغيير سلوكنا وجعلنا نتخطى السلوك التلقائي.
تدوم الانفعالات بضع ثوانٍ أو دقائق أو أيام أحيانًا. وفي حال استمرت واحدة منها ترسخت في ذهنك وانتقلت إلى القصة التي تخلقها حول هذا الانفعال.
هنا تتدخل الآلية الذهنية وإدارة الانفعال بشكل إيجابي أو سلبي. في التسعينات، تم تعريف الذكاء العاطفي بكونه «القدرة على إدراك الانفعالات والتعبير عنها وكذلك على فهمها والتفكير بواسطتها». وهكذا تمكن الذكاء العاطفي من إعادة تحديد مفهوم الذكاء بحد ذاته.
وقد أبرز عالم النفس الأمريكي دانيال غولمان أن الأشخاص المزودين بذكاء عاطفي كبير يتمتعون بأداء مهني ممتاز ونجاح عاطفي وحتى بصحة أفضل.
وقد حدد الكفايات الخمس التي تمكننا من تنمية الذكاء العاطفي على الشكل التالي:
- إدراك الذات: وهي القدرة على التعرف إلى مزاجنا وانفعالاتنا ومحركاتنا الداخلية وأثرها في الآخرين وتفسيرها بموضوعية. مؤشراتها: الثقة بالنفس، الحس النقدي وحس الفكاهة الذي يمارس على الذات.
- السيطرة على الذات: وهي القدرة على السيطرة على نزعاتنا وعلى مزاجنا وإعادة توجيهها وقدرتنا على التراجع والتفكير قبل العمل. المؤشرات: المصداقية، الأمانة، قبول الالتباس والانفتاح على التغيير.
- الحافز: وهو محرك يدفع إلى مواصلة أهدافك بالطاقة والمثابرة الكافيتين، في ما يتعدى المال والموقع الاجتماعي. وهو رؤية لما هو مهم في الحياة كما المتعة في إنجاز مهمة وفضولية التعلم. المؤشرات: رغبة شديدة في الإنجاز، تفاؤل على الرغم من الفشل والتزام قوي جدًا.
- التعاطف: قدرتنا على فهم الآخر وتركيبته الانفعالية ومهارتنا في التأقلم بحسب ردات فعله الانفعالية. المؤشرات: القدرة على الانخراط والشعور بما يشعر به الآخرون.
- القدرات الإنسانية: وهي المهارة في إدارة العلاقات الإنسانية وبناء الشبكات وقدرتنا على بناء روابط متينة. المؤشرات: القدرة على التأقلم مع التغيير والقدرة على الإقناع والاستمالة وحس القيادة.
القانون الخامس: توقف عن الكذب على نفسك
نحن نكذب على أنفسنا سواء أكان بشكل واعٍ أو غير واعٍ. لكن ثمة جزءاً منا يعرف هذا على الدوام وهو جسمنا. حين نكون مغلقين على أنفسنا في الكذب، يرسل إلينا جسمنا مجموعة إشارات تنبئنا بأن الصدق مع النفس أفضل لصحتنا. وإذا ما رفضنا هذه المؤشرات يتولد لدينا انطباع بأن جسمنا صار عدوًا لنا. ولحسن حظنا، فإن هذا الجسم يذكرنا بأننا نسير في الاتجاه الخطأ وحين نتعلم كيف نصغي إليه، يقودنا نحو الأصالة.
الأنا المسيطرة، والتي تتمثل بالكبرياء في غير محله والثقة بالنفس الزائدة وعدم مراجعة النفس، هي من الاستعدادات الانحرافية التي تقضي على كل توازن في الحياة.
إن سبب وجود «الأنا» وهدفه هو إعادة تركيز كل شيء عليه، حيث يستحيل تقييم أي شيء خارج انعكاساته عليه. وهذا يعني غياب كامل لعملية الإصغاء إلى الآخر التي تلحق الضرر بصاحبها أولاً.
وكلما بكرنا في إدراك هذا الأمر سهل علينا تغيير سلوكنا، لأن الأنا يجعل التعلم من أخطائنا عملية صعبة وقد يفسح المجال أمام انفعالاتنا حتى تغرقنا وحين نفقد السيطرة نصير ألعوبة بيد الأنا.
وعلى عكس المظاهر، إن الأشخاص الذين يحملون صورة عالية جدًا عن أنفسهم ممتلئون بالثغرات، لذا يقومون بتعويض إضافي للصدمات التي تلقوها. بالطبع كل إنسان بحاجة إلى حد أدنى من الأنا حتى يحمل تقديرًا جيدًا عن نفسه ولكن حين يقوم هذا الأنا بتوكيد نفسه على حساب الآخرين ويسعى إلى السيطرة عليهم، فهذا دليل على وجود مرض ما.
لذا عليكم بترك هذا الأنا جانبًا حتى تصيروا أكثر توازنًا واستقرارًا.
القانون السادس: استعنْ بالآخرين حتى تخلق دينامية جماعية
تفترض الحياة الاجتماعية، في أغلب أحوالها، أن تترافق قراراتنا بدينامية جماعية. وليس من السهل أن نصغي إلى أحدهم من دون أن نطلع بخلاصات متعجلة أو أن نحصل على دعم الآخرين ونحن مستمرون في الوقوف على أرضنا. ولكن كيف يمكن الحصول على أفضل ما يقدمه الآخر إن كنا غير قادرين على أن نكون ودودين تجاه أنفسنا؟
غالبًا ما يكون إدراكنا للآخرين مشروطًا بتربيتنا أو ببيئتنا، كما لو أننا نفسر الواقع بعد النظر إليه عبر حاجز من الدخان. نحن نعبّر بواسطة الكلام عما نحن، أفكارنا وانفعالاتنا ورغباتنا. يملك الكلام قدرة خلاقة ومدمرة في الوقت نفسه، وقوته هذه يمكن أن تولد الحب كما الكراهية. وإن لامست كلمة أعماقك، ستبدأ بتصديقها وسيكون لها القدرة على تغيير طبيعة قراراتك وبالتالي مجرى حياتك. ولا بد أنك لاحظت أن الكلمات السلبية تنقلب في النهاية ضدك.
حين تتحدث بالسوء عن الآخرين أنت تتبنى، من دون أن تدري، موقفًا مدمرًا للذات. والكلام السيئ ينتشر كما الفيروس ويضعف قدرتك على العيش بسلام.
أما السيطرة على النفس والرحمة بالآخر فستوطدان قوتك الداخلية لتصير أقل هشاشة أمام الأشخاص «السامين».
كيف يكون كلامك مقبولاً من الآخرين؟
- خذ مسافة وكن قادراً على ألا تسيطر عليك نزعاتك
- حاول أن ترى نصف الكأس المملوء حتى لو غرقت في انفعالاتك
- اسعد لسعادة الآخرين فموقفك الكريم يوطد شعورك بأنك مفيد للآخرين
- ابتعد عن العلاقات السامة لأن الأشخاص المتلاعبين والمنحرفين يتغذون من استغلالهم للآخرين ومشاعرهم
القانون السابع: تغلّب على امتحان يومك
ثمة موجة تغيير لا سابق لها تتسارع لتحمل العالم. وسواء تعلق الأمر بتناغم العلاقات العائلية وجعل العلاقات الإنسانية في المؤسسات فعالة ومريحة أو الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي، فإن حلول الأمس قد صارت قديمة.
فكيف نقبل بهذه التغيرات ونتأقلم معها؟
الجواب هو باستيحاء قول الفيلسوف فريدريش نيتشه «يجب أن نحمل في داخلنا فوضى حتى نتمكن من استيلاد نجمة راقصة».
الفوضى هي الامتحان الحاسم، هي مدمرة أو مبدعة وفي كل الحالات ثمة ما قبلها وما بعدها. لا يمكن توقع نتائجها لأنها تحمل كل شيء في طريقها. وحتى لو شعرنا أنها تأتي بالتدريج فنحن لن نكون مستعدين بالكامل لمواجهتها. ولكن إذا ما قلبنا هذه الدينامية المدمرة، ستكون إنذارًا بتغيير إيجابي يجبرنا على التطور ويقدم فرصة لانطلاقة جديدة.
إن لم تقوموا بعمل على أنفسكم، في هذه اللحظة من حياتكم، فإن الفوضى ستطيح بكم وقد تكون أضرارها لا عودة عنها. تجبرنا الفوضى على ابتكار مصادر جديدة للطاقة والمعرفة لتقودنا نحو التطور، وهي بالتالي مصدر إبداع. وكما حيواتنا، فهي في حركة دائمة. متى عرفتم نجاحًا أو بلغتم هدفًا، رغبتم في المزيد. وهذا دليل على أن رؤيتكم قد توسعت وأنكم قد تقدمتم، وفي هذه اللحظة بالذات قد تحل فوضى جديدة.
تقبل غالبية الناس بالتغيير بسهولة إن كان يأتي لها بالفائدة وشرط ألا يضطروا إلى إنفاق الكثير من الطاقة.
نحن نحب الأشياء الجيدة لنا شرط أن تكون سهلة الوصول إليها. يجب أن نفهم جيدًا أن الفوضى التي غالبًا ما نرى فيها انقلابات وانعدام للنظام ليست في النهاية عدوًا لنا، بل على العكس هي تجبرنا على الحركة.
وسواء تعرضنا لحادثة مؤلمة أو لمرض أو لفقدان عزيز... نعيش صدمة تخلّ بتوازن حياتنا، بيد أن القبول بما هو غير منتظر هو طريقة للانفتاح على الجديد واكتشاف أن الحياة تحمل في طياتها قوة وخيالاً أكبر مما نحمله في داخلنا.
كثيرًا ما نركز اهتمامنا على ما يجري في خارجنا: العواصف الاقتصادية والاجتماعية والأزمات السياسية المتفاقمة بالإضافة إلى المخاطر المناخية أو الكوارث النووية أو الإرهابية...
فلننظر مرة إلى داخلنا لنستعيد ارتباطنا بها وقدرتنا على الإبداع على الرغم من الظروف الخارجية.
كيف السبيل للوصول إلى ذلك؟
- في كل مرة تجد نفسك تحت تأثير الأحداث الخارجية، اعتد العودة إلى نفسك وتعلم كيف ترى كل شيء بمثابة تجربة وليس محنة أو مصيبة لا سيطرة لك عليها
- يجب أن تتحمل مسؤولية ما يحصل معك من حيث نتائجه عليك وعلى علاقاتك بالآخرين
- العودة إلى الجوهر تتخذ كل معناها حين تركز طاقتك واهتمامك على ما هو تحت سيطرتك أو تأثيرك. وبهذه الطريقة تتجنب الإنهاك في سعيك للسيطرة على عوامل خارجة عن يدك
اقرأ أيضًا: 4 حكم ستغير حياتك للأفضل