هل ترغب برحلة شراعية جوية لتكتشف جمال الجبال اللبنانية واخضرارها وروعة العمران القرميدي الأحمر، ولتشاهد بأم عينيك الأفق الفسيح ولتشعر بالراحة وتستعيد زمام المبادرة وتسبر أغوار نفسك؟
هذا غيض من فيض لما يمكن أن تراه أو ينتابك خلال رحلة بالطيران الشراعي من أعالي بلدة غوسطا إلى خليج جونيه مع المدرب اللبناني الان غبريال.
11 موقعاً تنطلق منها رحلات الطيران الشراعي
الطيران الشراعي في لبنان من أهم الأنشطة والرياضات الطبيعية والبيئية على مدار السنة. فهناك 11 موقعاً تنطلق منها رحلاته ، إلا أن تلك الرحلة من جبل غوسطا إلى شاطئ خليج جونيه تعتبر الأبرز وتلقى الإقبال الأكبر من قبل اللبنانيين والعرب والأجانب ويمكن أن تستمر أطول فترة زمنية طيلة العام.
كانت بدايات هذه الرياضة في لبنان عام 1991، وقد انطلق تنظيمها بعد 3 سنوات حتى أصبح تعداد أنديتها حوالي 10، إلا أنها لا تنتظم في إطار جامع ولا تنضوي تحت لواء اتحاد واحد، وبالتالي تغيب المباريات الرسمية ولا تتم استضافة مباريات عربية أو دولية في لبنان ، مع أن الاحتراف كبير جداً لدى المدربين والمتمرسين ، والمواقع التي تمارس فيها هذه الرياضة من الأهم في المنطقة، وهي مواقع تقع في سلسلة جبال لبنان الغربية بدءاً من أرز الباروك إلى حمانا مروراً بغوسطا ولاسا وصولاً إلى ددة وأرز بشري ومزيارة واهدن وسير الضنية.
"كل الأسرة" التقت أقدم مدربي الطيران الشراعي في لبنان
غوسطا، بلدة لبنانية خضراء، تقع في أعالي جبال كسروان المطلة على البحر ولها شهرتها بعمرانها وتراثها ودورها في تاريخ لبنان وتطل بثوبها الأخضر على خليج جونيه ، ومن هناك يرى المرء بأم عينيه منظر "بانوراميك" قل نظيره وندر وجوده.
"كل الأسرة" التقت بأقدم مدربي الطيران الشراعي في لبنان، الان غبريال، في موقع الانطلاق من جبل غوسطا على ارتفاع 730متراً، حيث كان البعض يطير بشراعه والبعض الآخر يتهيأ لذلك أو ينتظر دوره حتى يتيح له الهواء الظروف المواتية للإقلاع والدوران جواً ثم الهبوط.
يقلع المتمرسون من هذه النقطة كل على حدة، بينما يرافق أحد المدربين سواهم ممن يرغبون برحلة أو أكثر تستغرق كل واحدة منها أقل من ثلث ساعة على ارتفاع ما بين 700 و1100متر وبطول خط يزيد على 2 كيلومتر ونصف.
ويشير غبريال إلى أن هذه الرحلة كناية في حقيقة الأمر عن جولة جوية تبدأ من ارتفاع 730 متراً عند نقطة الانطلاق وتسير فوق المنطقة المحيطة بجونيه بكل خضارها وجمالها الطبيعي الخلاب وبنائها القديم والحديث الطراز وأسطحها القرميدية الحمراء، ويتم الاتجاه يساراً ناحية جبل حريصا والتلفريك ومن هناك يطل المرء جواً على بيروت ومطارها، ثم يستمر الدوران جواً حيث يطل المرء من ناحية اليمين على أروع المشاهد والتحف من ساحل علما وادما امتداداً إلى جبيل ومن خلفه أعالي جبال كسروان الخضراء حتى مركز التزلج في عيون السيمان.
حلّق ومتّع عينيك بجمال نادر وحيداً لا رفيق لك إلا الهواء
ويلفت غبريال إلى أن من يمارس الطيران الشراعي في هذه الرحلة سيشاهد كل هذه الصور السماوية والنادرة بينما يحوم فوق خليج جونيه ثم يحط رحاله في الختام على شاطئ البحر بعد أن يسرح بناظريه إلى منتهى الأفق.
ويؤكد غبريال لـ"كل الأسرة" أن من يقوم برحلة جوية يكون وحده فوق كل شيء لا رفيق له إلا الهواء مما يشعره بالغبطة والسعادة والتفوق والقدرة على تخطي كل العوائق والمشاكل ، والأهم يلمس الراحة النفسية وهدوء الأعصاب ويكتسب الثقة بالنفس.
ويضيف أن هذا الشخص سيشعر بالخوف في بدايات رحلاته إلا أنه سرعان ما سيتغلب عليها وسيجد نفسه شغوفاً بالطيران والتجوال فوق بقعة جغرافية تكتنز بكل مقومات الطبيعة والحداثة وعناصر الحياة... كل هذا في أقل من ثلث ساعة، في تأكيد جلي على صحة المثل القائل" روما من فوق هي غير روما من تحت".
هذا ويحتل الطيران الشراعي مرتبة أساسية في الحركة السياحية على مدار السنة ، وبتقدير غبريال إن حوالي10 آلاف شخص من لبنانيين وأجانب يقومون برحلات شراعية جوية على الأراضي اللبنانية، إلا أن هذه الرياضة مكلفة فالرحلة الواحدة لا تقل عن 80 دولاراً إلى جانب ثمن العتاد والمظلة التي يجب أن يقتنيها الهواة والمتمرسون والمحترفون.
ويشير غبريال إلى أن الراغب باحتراف هذه الرياضة قادر على أن يتابع في أحد الأندية المرخصة في لبنان مرحلة من الدراسة اللازمة في الفيزياء وأحوال الطقس وملاءمة الهواء للطيران وقوانينه مع التدريب الكافي حتى يصبح محترفاً ومؤهلاً لمرافقة سواه في رحلات الطيران الشراعي في لبنان أو المشاركة في المباريات خارج لبنان.
* إعداد: شانتال فخري